جونسون يتجاهل المطالبات بإقالة مستشاره «منتهك العزل»

تجاهل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، المطالبات المتزايدة بإقالة مستشاره دومينيك كامينغز بسبب انتهاكه إجراءات العزل العام وسفره عقب ظهور أعراض فيروس «كورونا» على زوجته.
وأعرب جونسون في مؤتمر صحافي، مساء أمس، عن دعمه لكامينغز الذي قاد سيارته لنحو 400 كيلومتر خلال الإجراءات التي قيدت الحركة، معرباً عن اعتقاده بأن مستشاره «تصرف على نحو مسؤول وقانوني من جميع النواحي». وقال إن ما فعله كامينغز كان لضمان تلقي طفله البالغ من العمر 4 سنوات «رعاية ملائمة» خلال فترة مرض زوجته، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز». وأضاف: «أعتقد أن ما فعلاه كان متفهماً تماماً. أي والد يتفهم ما فعله، وأنا قطعاً أتفهم».
وبعد قرار جونسون، دعا زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر وزير شؤون مجلس الوزراء إلى فتح تحقيق في تصرف كامينغز، معتبراً أن ما جرى «كان اختباراً لرئيس الوزراء وفشل فيه... على وزير شؤون مجلس الوزراء فتح تحقيق عاجل».
وانضمت رئيسة الوزراء الاسكوتلندية نيكولا ستيرجن إلى الداعين إلى إقالة كامينغز، وكتبت عبر «تويتر»: «أدرك صعوبة خسارة مستشار موثوق به في ذروة أزمة، لكن حين يكون الخيار بين ذلك ومصداقية النصائح الحيوية للصحة العامة، فإن الأخيرة يجب أن تأتي أولاً. هذا هو التقييم الذي توصلت إليه... رئيس الوزراء وكامينغز يجب أن يفعلا الشيء نفسه».
وتعرض جونسون، أمس، لضغوط متزايدة لإقالة كبير مساعديه. وصدرت دعوات لتنحيه حتى من نواب حزبه. وشوهد كامينغز مع ابنه الصغير قرب منزل والديه في دورهام في شمال شرقي إنجلترا، على بعد أكثر من 400 كلم من منزله في لندن يوم 31 مارس (آذار) الماضي، غداة إعلانه أنه يعاني من عوارض الفيروس.
وأفادت صحيفتا «ذي أبزرفر» و«صنداري ميرور» بأن كامينغز انتهك القواعد مرة أخرى، وشوهد في دورهام مرة ثانية في 19 أبريل (نيسان) الماضي، بعد أيام من عودته للعمل في لندن عقب رحلته الأولى، وذلك نقلاً عن شهود لم تكشف هوياتهم. وينفي كامينغز بشدة تلك الادعاءات. وقال شاهد ذكر اسمه للصحيفتين إن كامينغز شوهد أيضاً في بلدة بارنارد كاسل على بعد نحو 30 كلم من دورهام في 12 أبريل.
ولطالما كان كامينغز شخصية تثير الانقسام في المشهد السياسي البريطاني منذ أن أعد حملة «بريكست» الناجحة في عام 2016 إلى جانب جونسون الذي عينه مساعداً رئيسياً له حين وصل إلى رأس السلطة العام الماضي.
وقال النائب المحافظ ستيف بايكر المؤيد لـ«بريكست» والمنتقد لكامينغز، إنه طالب بأن يتم طرده. وكتب في مجلة «ذي كريتيك» أن «جهداً سياسياً هائلاً يجري صرفه من أجل إنقاذ شخص يفاخر باتخاذ إجراءات خارج صلاحياته وانتهك بوضوح التوصيات التي أبقت الأمهات والآباء في البيوت». وقام النائب المحافظ ويليام راغ بإعادة تغريد مقال زميله. وقال وزير لم تكشف هويته لصحيفة «دايلي تلغراف»: «سيكون عليه الرحيل. ما يجري هو مجرد غرور».