نتنياهو يترأس حكومته ويواجه المحكمة في يوم واحد

TT

نتنياهو يترأس حكومته ويواجه المحكمة في يوم واحد

بنيامين نتنياهو، الرجل الذي يعتبر أقوى الشخصيات السياسية في التاريخ الإسرائيلي، والذي تربع على عرش الحكم أطول مدة حتى من القائد الأسطوري للدولة العبرية، ديفيد بن غوريون، سيجلس غداً (الأحد) في قفص الاتهام في المحكمة المركزية في القدس، كمتهم جنائي وسط ترقب واسع وحضور مئات الصحافيين من البلاد والعالم.
من جهته، ستكون كل خطوة حذرة ومحسوبة حتى لا تلتقط صورة له تظهره ضعيفا، فلا يريد أن يظهر في صورة وهو داخل القفص وهو لا يريد أن يوثق أي كلام يبرز مكانته الضعيفة. وسيواصل العمل على قلب الأمور رأساً على عقب، بحيث يصبح القضاة متهمين والنيابة في حالة دفاع والصحافة مكتومة ورجال القانون وسلطة القانون مختبئين وراء المتاريس.
غداً سيبدأ نتنياهو يومه كرئيس حكومة يقود الجلسة الفعلية الأولى لحكومته الجديدة، بعد أسبوع من انتخابها، وسينهي يومه بعد الظهر في جلسة المحكمة. جلسة الحكومة ستقام في مقر وزارة الخارجية لأن قاعة الجلسات في مقر رئاسة الحكومة لا تتسع لـ35 وزيرا مع الشروط التي فرضها فيروس كورونا بالتباعد مترين. ومن هناك سيحتاج إلى عشرين دقيقة حتى الوصول إلى دار القضاء في شارع صلاح الدين في القدس الشرقية المحتلة. وسيرافقه عشرات وربما مئات المؤيدين الذين حصلوا على تصريح للتظاهر ضد هذه المحاكمة. وسيعملون كل ما في وسعهم لكي يسمع القضاة صراخهم، حتى لو أغلقوا الشبابيك والأبواب.
والسيناريو معروف في المحاكم، يدخل القضاة على أنغام صرخات الحاجب «محكمة»، وسيكون على الجميع، بمن فيهم نتنياهو، الوقوف والانتظار حتى تأمر رئيسة هيئة القضاة بالجلوس. ثم تقرأ لائحة الاتهام من دون أن يكون له الحق في التفوه بكلمة. والتهم التي يواجهها نتنياهو، تلقي الرشى، والاحتيال وخيانة الأمانة. وسيسأل نتنياهو إن كان فهم ما جاء في لائحة الاتهام وفهم أنه هو المقصود بهذه التهم.
هذا ما حاول نتنياهو منع حدوثه، وقال بعض معارفه «لن أصدق أن نتنياهو سيقبل بحدوثه. إنني على ثقة بأن أعجوبة فقط ستجعل نتنياهو يحضر هذا المشهد. فحتى لو شن حربا ما على جهة ما، في الشمال أو الجنوب، لن يقبل بسيناريو انتظام المحاكمة. وإن حصل، فهذا يعني أن الرجل بدأ مسار الانكسار». لكن مقربا آخر منه رأى أن نتنياهو لن يقبل بذلك.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.