مقتل مصلّين بموجة جديدة من العنف في أفغانستان

زعيم «طالبان» يؤكد التزام الحركة اتفاقها مع واشنطن

أفغان يحملون جثامين مصلّين قتلوا بهجوم على مسجد في إقليم باروان شمال البلاد في وقت متأخر أول من أمس (أ.ف.ب)
أفغان يحملون جثامين مصلّين قتلوا بهجوم على مسجد في إقليم باروان شمال البلاد في وقت متأخر أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل مصلّين بموجة جديدة من العنف في أفغانستان

أفغان يحملون جثامين مصلّين قتلوا بهجوم على مسجد في إقليم باروان شمال البلاد في وقت متأخر أول من أمس (أ.ف.ب)
أفغان يحملون جثامين مصلّين قتلوا بهجوم على مسجد في إقليم باروان شمال البلاد في وقت متأخر أول من أمس (أ.ف.ب)

استمراراً لتصاعد موجة من العنف الدموي في أفغانستان، أسفرت هجمات بالأسلحة النارية على مسجدين وعدد من نقاط التفتيش، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في 4 أقاليم. وأفادت وزارة الداخلية بأن 8 أشخاص على الأقل قتلوا في إطلاق نار داخل مسجد في إقليم باروان شمال البلاد في وقت متأخر أول من أمس. واتهمت الوزارة «طالبان» بتنفيذ الهجوم الذي وقع في شاريكار عاصمة الإقليم، وأسفر عن إصابة 5 أشخاص أيضاً. وقالت شرطة إقليم خوست شرق البلاد إن 3 مصلين آخرين قتلوا وأصيب طفل في هجوم منفصل على مسجد في الإقليم.
وفي الليلة نفسها الدامية بشكل خاص، هاجم مسلحو «طالبان» نقطة تفتيش في إقليم تخار شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص، حسبما أفاد مسؤولون. وقال اثنان من أعضاء المجلس الإقليمي لوكالة الأنباء الألمانية إن 6 أشخاص آخرين أصيبوا في الهجوم الذي وقع في منطقة خوجة بهاء الدين في الإقليم.
كما نفذ المسلحون عدداً من التفجيرات والهجمات في إقليم قندوز المجاور، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 21 شخصاً؛ معظمهم من المدنيين، وفقاً لعضوي المجلس الإقليمي. وتصاعدت موجة جديدة من العنف في أفغانستان في الأسابيع الأخيرة.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) في بيان أول من أمس إن «طالبان» مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن 208 مدنيين في أبريل (نيسان) الماضي، بينما كانت القوات الموالية للحكومة مسؤولة عن 172 حالة وفاة. وناشدت البعثة كلا الجانبين إنهاء العنف والمضي قدماً في محادثات السلام الأفغانية المخطط له.
في غضون ذلك، قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى أفغانستان أمس إنه طالب جميع الأطراف بخفض العنف بعد جولة مكوكية بين كابل والخليج لدفع جهود سلام تبدو متداعية على نحو متزايد.
واجتمع المبعوث زلماي خليل زاد، المولود في أفغانستان ومهندس اتفاق فبراير (شباط) الماضي مع «طالبان» الذي يمهد الطريق لسحب القوات الأميركية، مع قيادات من «طالبان» في الدوحة أول من أمس الأربعاء بعد ساعات من اجتماعه مع قادة الحكومة في كابل.
وكتب خليل زاد على «تويتر»: «فيما يتصل بالعنف أبلغت (طالبان) بأنه يتعين على الأطراف كافة خفض العنف». وزادت وتيرة العنف في الأيام الماضية بعد هجوم دموي نفذه متشددون في كابل ونفت «طالبان» المسؤولية عنه، مما دفع بالحكومة الأفغانية لإصدار أمر للقوات بالتحول إلى سياسة الهجوم. واندلعت اشتباكات في أنحاء عدة بالبلاد أسفرت عن مقتل العشرات. وأصدر هيبة الله أخوند زاده، زعيم «طالبان» أول من أمس بياناً بمناسبة عطلة عيد الفطر، ودعا لإحراز تقدم في السلام، لكنه طالب مقاتليه أيضاً بأن يواصلوا «التركيز على أهدافهم» وهو ما انتقده مسؤولون أمنيون حكوميون ووصفوه بأنه تأجيج للعنف.
وفي رسالة نادرة نشرت قبيل عيد الفطر، حضّ أخوند زاده واشنطن على «عدم السماح بهدر» الفرصة التي وفرها الاتفاق لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. وقال إن «الإمارة ملتزمة الاتفاق الذي تم التوقيع عليه مع الأميركيين، وتحضّ الطرف الآخر على الإيفاء بالتزاماته وعدم السماح بهدر هذه الفرصة المهمة»، مستخدماً الاسم الذي أطلقته «طالبان» على أفغانستان عندما كانت في السلطة. واجتمع خليل زاد أمس مع الرئيس الأفغاني أشرف غني ومنافسه السابق عبد الله عبد الله. وأبرم غني وعبد الله اتفاقاً لتقاسم السلطة يوم الأحد لينهيا بذلك أزمة استمرت شهوراً تتعلق بانتخابات مثيرة للجدل، وهو ما يعزز الآمال بأن الحكومة ستركز الآن على جهود السلام التي تتم بوساطة أميركية.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.