المغرب يوجِّه بإقامة صلاة العيد في البيوت

المغرب يوجِّه بإقامة صلاة العيد في البيوت
TT

المغرب يوجِّه بإقامة صلاة العيد في البيوت

المغرب يوجِّه بإقامة صلاة العيد في البيوت

وجَّه المجلس العلمي الأعلى المغربي بإقامة صلاة عيد الفطر في المنازل، منعاً لتفشي فيروس «كورونا» المستجد. واستشهد المجلس لإثبات مشروعية إقامتها في المنازل والبيوت بأن علماء المذهب المالكي وغيرهم نصوا على سنية إقامتها في المنازل والبيوت، حال فوات صلاتها في المصلى أو في المسجد مع الجماعة، أو حال تعذر إقامتها فيهما لداعٍ من الدواعي الاجتماعية في بعض الأوقات والأحوال، كما هو الأمر والحال في الظروف الراهنة الصعبة التي يجتازها المغرب وغيره من البلاد، جراء تفشي الوباء وانتشاره.
وأضاف بيان صادر عن المجلس العلمي الأعلى أنها لا تصلَّى حينئذ لا في المساجد ولا في المصليات، وإنما في المنازل والبيوت.
في سياق ذي صلة، أحيا العاهل المغربي الملك محمد السادس مرفوقاً بولي العهد الأمير مولاي الحسن، وشقيقه الأمير مولاي رشيد، الليلة قبل الماضية، ليلة القدر المباركة.
وأدى الملك محمد السادس صلاة العشاء والتراويح مع عدد محدود من المصلين، في إطار احترام الحجر الصحي، والالتزام بالتدابير الوقائية والاحترازية التي اتخذتها البلاد لمواجهة جائحة فيروس «كورونا»، كما قام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمناسبة بختم صحيح البخاري.
في سياق منفصل، وقَّع المغرب والاتحاد الأوروبي اتفاقية بقيمة 1.1 مليار درهم (100 مليون يورو)، لدعم تمويل قطاع الصحة في سياق أزمة «كوفيد- 19».
وذكر بيان لمفوضية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، أن هذه الاتفاقية التي وقعها كل من وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة محمد بنشعبون، ووزير الصحة خالد آيت الطالب، وسفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب كلوديا ويدي، تدعم تمويل الأنشطة الصحية، وكذا مخطط الإصلاح الطموح الذي تشرف عليه وزارة الصحة على المدى المتوسط.
وستواكب هذه الاتفاقية أيضاً الحلول المستقبلية لما بعد أزمة «كوفيد- 19»، عبر المساهمة في تعزيز مرونة قطاع الصحة ضد الأزمات الصحية المحتملة في المستقبل.
ويهدف البرنامج إلى دعم ثلاثة قطاعات ذات أولوية قصوى في مخطط الصحة 2025 التي تهم تحسين جودة وسلامة العلاجات، والمواكبة في التدبير البشري والمالي للنظام الاستشفائي، وكذا دعم تنفيذ مبدأ البعد الترابي للخدمات الصحية.
وسيتم تخصيص مبلغ تكميلي لتوفير مساعدة تقنية، بغية تدعيم قدرات النظام الوطني للصحة، في الاستعداد وتدبير ومواجهة الأزمات الصحية، وهذه الأموال ستخصص أيضاً لاقتناء معدات وتجهيزات وآليات طبية ضرورية لمواجهة الأزمات.
من جهة أخرى، دعت مكونات مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، أغلبية ومعارضة، خلال جلسة عامة خصصت لمناقشة عرض رئيس الحكومة الذي قدمه أمام غرفتي البرلمان بشأن «تطورات تدبير الحجر الصحي ما بعد 20 مايو (أيار)»، إلى ضرورة بلورة إجراءات عملية تستشرف المستقبل لمواجهة آثار أزمة «كوفيد- 19».
واعتبر الفريق النيابي لحزب «العدالة والتنمية» أن النجاحات التي حققها المغرب في زمن «كورونا»، تحققت بفضل الثقة في المؤسسات، داعياً إلى الاهتمام، في ظل هذه الظرفية، ببعد اللامركزية، وتعزيز وتفعيل أدوار الجماعات الترابية (البلديات) التي تبذل مجهودات لمحاصرة تفشي وباء «كورونا» بتنسيق مع بقية الفاعلين، داعياً إلى تسريع مراجعة وتحيين النموذج التنموي، ومراعاة المستجدات الحالية.
وأبرز الفريق النيابي أن الحكومة اتخذت قرارات غير مسبوقة فيما يخص محاصرة تفشي وباء «كورونا»؛ إذ حقق المغرب عدداً من الإنجازات والإبداعات، منوهاً «بالتضامن الاجتماعي المعبر عنه خلال هذه الفترة، كثقافة وقيمة وكموجه للسياسات العمومية التي تم اعتمادها».
من جهته، انتقد الفريق النيابي لحزب «الأصالة والمعاصرة» المعارض خلو مضمون عرض رئيس الحكومة من البيانات والأرقام والمعطيات حول كثير من جوانب الأزمة، من قبيل حقيقة مدخرات الصندوق الخاص بتدبير جائحة «كورونا»، وحجم ووجهة المبالغ التي صرفت، وتصنيف القطاعات المتضررة وغير المتضررة، ومعايير صرف الدعم، وغيرها.
وتساءل الفريق النيابي لحزب «الاستقلال» المعارض (الوحدة والتعادلية) حول وضعية المالية العمومية، وكذا احتياطي العملة الصعبة؛ خصوصاً مع تدهور عدد من القطاعات التي كانت تساهم في تعزيز هذا الاحتياطي، لافتاً إلى أن الفريق كان يطالب في هذا الصدد بتوسيع العرض التصديري الوطني، وتطوير علامة «صنع بالمغرب»، وتعزيز دور المغرب في سلسلة تزويد أفريقيا ومناطق أخرى بالأدوية، واعتماد سياسة لتطوير صناعة المواد الغذائية (حلال).
وسجل أن الظرفية الحالية تشكل مناسبة لإعادة النظر في الاختيارات، مشدداً على أن أي مقاربة جديدة للشأن العمومي ما بعد أزمة «كورونا» يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مستجدين اثنين، هما الأمن الصحي والأمن الغذائي.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.