ليبيون يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل لإطلاق سراح فتاة مخطوفة

TT

ليبيون يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل لإطلاق سراح فتاة مخطوفة

خطف مسلحون مجهولون، مساء أول من أمس، فتاة ليبية من منزلها بمنطقة الكريمية، بعد سرقته، في جريمة روّعت المواطنين وشغلت الرأي العام أمس، وأشعلت مطالب بضرورة تدخل الأمم المتحدة لإطلاق سراحها.
وأبلغت أسرة الفتاة وصال عبد الحفيظ ميينة وسائل الإعلام بأن منزلها، الواقع بمنطقة تقع تحت سيطرة حكومة «الوفاق»، تعرض لهجوم من قبل أربعة مسلحين، وقالت إن الخاطفين سرقوا مبلغاً من المال بعد اقتحام المنزل، لكن قبل مغادرتهم خطفوا ابنتهم البالغة من العمر 27 عاماً.
وسادت حالة من الذعر الأوساط الليبية خصوصاً بمدن غرب البلاد، التي تتكرر بها عمليات الخطف والقتل والإخفاء قسراً، وانتشرت رسائل التضامن مع الفتاة المخطوفة، تطالب بضرورة تحرك من البعثة الأممية سريعاً لإنقاذها.
وقالت الحقوقية وأستاذة القانون الليبية، خديجة البوشي، عبر حسابها على «فيسبوك» إن مجهولين اعتدوا على بيت الفتاة الليبية وصال، وخطفوها أمام والديها، «في جريمة جديدة ترتكب ضد المرأة في زمن الفوضى والحرب والمرض»، مطالبة السلطات الليبية بإنقاذ الفتاة، والتحقيق في الجريمة والقبض على الخاطفين ومحاكمتهم.
وأدان «منبر المرأة الليبية من أجل السلام» خطف وصال والاعتداء على منزلها، مطالباً في بيان أمس الأجهزة الأمنية المعنية «باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادتها إلى أسرتها، وملاحقة الجناة ومحاسبتهم، وتعزيز الأمن في المناطق النائية عن وسط المدنية وحماية النساء والفتيات بشكل خاص».
ووسط حالة من الفوضى والكراهية في البلاد، تنتشر عمليات الإخفاء القسري للمواطنين بشكل ملحوظ في مدن طرابلس، وفي آخر إفادة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قالت إنها تلقت تقارير تعود أحداثها إلى ما قبل أبريل (نيسان) 2019. تفيد بوقوع مئات الحالات من الإخفاء القسري والتعذيب والقتل، وتشريد أسر بأكملها في ترهونة على يد اللواء التاسع (الكانيات)، والتي ضمت فئات مختلفة شملت أفرادا ومسؤولين في الدولة، وأسرى من المقاتلين ونشطاء المجتمع المدني».
وأكدت البعثة أنها تحققت على وجه الخصوص من قيام «اللواء التاسع» بتنفيذ عدد من عمليات الإعدام بإجراءات موجزة في سجن ترهونة في 13 سبتمبر (أيلول) الماضي، مشيرة إلى تلقيها عشرات التقارير عن حالات الاختفاء القسري والتعذيب للمدنيين، بما فيهم نشطاء المجتمع المدني والصحافيون والمهاجرون والمسؤولون الحكوميون من قِبَل النواصي»، و«قوة الردع الخاصة».
وسبق أن قامت «قوة الردع الخاصة» بطرابلس في الأول من مارس (آذار) الماضي بخطف المدير العام لشركة الخطوط الجوية الأفريقية، وأفرجت عنه في الخامس من الشهر نفسه، لتعود وتختطفه مرة أخرى بعد يومين من ذلك.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».