ترمب يهدد بتعليق تمويل «الصحة العالمية» بصورة دائمة

الرئيس الأميركي أمهل المنظمة 30 يوماً لإجراء تحسينات «جوهرية»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT
20

ترمب يهدد بتعليق تمويل «الصحة العالمية» بصورة دائمة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الاثنين)، بتعليق التمويل الأميركي لمنظمة الصحة العالمية بصورة دائمة، كاشفاً أنه يتناول، على سبيل الوقاية، عقار هيدروكسي كلوروكين المضادّ للملاريا، في وقت تظهر فيه نتائج مشجعة للقاح تجريبي ضد فيروس كورونا المستجدّ، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأودى الوباء العالمي بحياة أكثر من 316 ألف شخص في العالم، والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً بالوباء مع أكثر من 90 ألف وفاة وما لا يقلّ عن 1.5 مليون إصابة.
وكثّف ترمب انتقاداته لمنظمة الصحة العالمية بسبب إدارتها للأزمة وأمهلها مدة شهر للتوصل إلى نتائج مفيدة.
وقال ترمب في تغريدة: «إذا لم تلتزم منظمة الصحة العالمية بإدخال تحسينات جوهرية كبيرة في غضون الثلاثين يوماً المقبلة، سأحوّل تجميدي المؤقّت لتمويل الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية إلى تجميد دائم وسأعيد النظر في عضويتنا في المنظمة».
وتسبب تفشي وباء «كوفيد - 19» بأضرار هائلة في الاقتصادات العالمية الكبيرة. ويبذل كثير من الدول جهوداً لإنعاش النشاط الاقتصادي، على غرار الاتحاد الأوروبي، إذ إن باريس وبرلين اقترحتا أمس خطة نهوض بقيمة 500 مليون يورو لمساعدة القارة العجوز في تجاوز الأزمة التاريخية.
واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تموّل المفوضية الأوروبية هذا الدعم للنهوض الاقتصادي عبر الاقتراض من الأسواق «باسم الاتحاد الأوروبي»، قبل تحويل هذه الأموال إلى الدول الأوروبية و«القطاعات والمناطق الأكثر تضرراً».
وفي حين يتواصل السباق من أجل إيجاد لقاح ضد الفيروس في العالم، أعلنت شركة موديرنا للتكنولوجيا الحيوية، وهي إحدى المجموعات المتقدمة جداً في هذا المجال، نتائج أولية جداً لكن مشجّعة للقاحها التجريبي لدى ثمانية متطوّعين، قبل تجارب على نطاق واسع مرتقبة في يوليو (تموز).
ورحّب ترمب بالتقدّم الذي حققته الشركة التي تستثمر الإدارة الأميركية فيها قرابة نصف مليار دولار، وأثار صدمة بكشفه أنه يتناول عقار هيدروكسي كلوروكين المضادّ للملاريا الذي انقسم المجتمع الطبي حول مدى نجاعته في مكافحة فيروس كورونا المستجدّ.
وأكّد ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: «أتناوله منذ نحو أسبوع ونصف الأسبوع، أتناول حبّة يومياً»، مشيراً إلى أن أي عوارض للمرض لم تظهر عليه. وقال إنّ تناوله هيدروكسي كلوروكين «لن يؤدّي إلى ضرر»، مبينا أن هذا العقار «يتم استخدامه منذ 40 عاماً للملاريا... كثير من الأطباء يتناولونه»، فيما حذّرت السلطات الصحية الأميركية من تناوله خارج إطار المستشفى أو التجارب السريرية.
وفي خضمّ خصومة أميركية - أوروبية حول لقاح مستقبلي، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ من جهته، أن أي لقاح تطوره بلاده ضد كورونا المستجد سيكون «للمصلحة العالمية العامة».
وجاء كلامه أثناء الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة عبر خدمة الفيديو أمس، التي كررت الولايات المتحدة خلالها انتقاداتها للمنظمة. ومن البيت الأبيض، اتهم ترمب المنظمة بأنها «دمية في يد الصين».
وكرر ماكرون موقف الرئيس الصيني، فقال إذا تم اكتشاف لقاح، فيجب أن يكون «للمصلحة العالمية العامة، ويجب أن يتمكن الجميع من الوصول إليه».
وفي انتظار التوصل إلى لقاح، يواصل فيروس كورونا المستجدّ تفشيه خصوصاً في الهند التي تعدّ 1.3 مليار نسمة، والتي مددت إجراءات العزل حتى نهاية مايو (أيار).
وأصبحت البرازيل ثالث دولة في العالم من حيث عدد الإصابات (254.220) وحلّت في المرتبة السادسة من حيث عدد الوفيات مسجّلة 16.792 وفاة. ويبدو أن هذه الأعداد أقلّ بكثير من الواقع، وفق قول خبراء.
وقالت البرازيلية ماريا نونيس سينيمبو (76 عاماً) التي شهدت وفاة خمسة أفراد من عائلتها، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم أكن أتخيّل يوماً أن ذلك قد يحصل لعائلتي: تخيّلوا خسارة ثلاثة أطفال».
ويتواصل رفع إجراءات العزل في أوروبا، حيث شهدت الدول الأكثر تضرراً - إيطاليا وإسبانيا - تراجع حصائلها اليومية إلى ما دون المائة وفاة للمرة الأولى منذ شهرين.
وتعيد المقاهي والمطاعم فتح أبوابها في مقدونيا الشمالية اليوم. أما في إنجلترا، فتُستأنف تدريبات الدوري الإنجليزي اليوم في مجموعات صغيرة، على غرار ما فعلت في اليوم السابق النوادي الإسبانية، فيما استأنف الدوري الألماني منافساته في نهاية الأسبوع الماضي لكن من دون جمهور.
وفي البرتغال وأذربيجان مروراً بالدنمارك وألمانيا، تقدّمت دول عدة في الرفع التدريجي للقيود.
وفي إيطاليا، أول دولة فرضت عزلاً تاماً على سكانها، عاد السكان لاحتساء قهوة إسبرسو الشهيرة على شرفات المقاهي وأعادت المتاجر فتح أبوابها منذ أمس.
وفي الفاتيكان، أعادت كاتدرائية القديس بطرس فتح أبوابها أمام الزوّار، وكذلك في اليونان عاد الأكروبوليس ليستقبل السيّاح مجدداً.
في المقابل، ستبقى إجراءات العزل سارية في تركيا طوال فترة عيد الفطر.


مقالات ذات صلة

«بوهرنجر إنجلهايم» توسّع استفادتها العالمية... وتحقق نمواً قوياً في 2024

عالم الاعمال جانب من مختبرات الشركة (الشرق الأوسط)

«بوهرنجر إنجلهايم» توسّع استفادتها العالمية... وتحقق نمواً قوياً في 2024

أعلنت شركة «بوهرنجر إنجلهايم» ارتفاع عدد المرضى المستفيدين من حلولها العلاجية إلى 66 مليون مريض خلال عام 2024، بزيادة بلغت 8 في المائة مقارنةً بالعام السابق.

شمال افريقيا مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم (موقع المركز)

تدمير المركز الوحيد في العالم لأبحاث «المايستوما» بالسودان

أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أن المركز الوحيد في العالم لأبحاث المايستوما (الورم الفطري)، وهو مرض مداريّ مُعدٍ يصيب خصوصا الفئات المحرومة، قد دُمّر في…

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
عالم الاعمال «أسبوع التحصين العالمي» يبرز دور اللقاحات في حماية المجتمعات ودعم الاقتصادات

«أسبوع التحصين العالمي» يبرز دور اللقاحات في حماية المجتمعات ودعم الاقتصادات

يُعقد «أسبوع التحصين العالمي» هذا العام تحت شعار «يمكننا تحصين الجميع»، ويشدد هذا التجمع العالمي على أهمية اللقاحات ودورها الحيوي في حماية المجتمعات من الأمراض.

صحتك يستخدم الباحثون أساليب مبتكرة لدراسة دور خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب (شترستوك)

عندما يصبح الكوليسترول الجيد... ضارّاً

وجد باحثون أن بعض مكونات الكوليسترول «الجيد» أو البروتينات الدهنية عالية الكثافة قد تكون سبباً لزيادة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
صحتك مدة النوم وجودته أمران أساسيان لصحة الدماغ وليس فقط للراحة (أرشيفية - أ.ب)

3 أشياء تؤثر على صحة الدماغ في عمر الشباب

ينصح أطباء المخ والأعصاب بتجنب 3 أشياء خاصة في مرحلة الشباب تؤثر بشكل سلبي ومباشر على صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الوداع الأخير... مئات الآلاف بينهم قادة دول في جنازة البابا فرنسيس

الوداع الأخير... مئات الآلاف بينهم قادة دول في جنازة البابا فرنسيس
TT
20

الوداع الأخير... مئات الآلاف بينهم قادة دول في جنازة البابا فرنسيس

الوداع الأخير... مئات الآلاف بينهم قادة دول في جنازة البابا فرنسيس

شارك ملوك ورؤساء ورؤساء وزراء ونحو 250 ألفاً من المؤمنين في تأبين البابا فرنسيس، اليوم السبت، خلال قداس جنائزي في ساحة القديس بطرس لتكريم.

وتوفي البابا الأرجنتيني يوم الاثنين، عن 88 عاماً، إثر إصابته بجلطة دماغية، لتبدأ بذلك فترة انتقالية مخططة بدقة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي يبلغ عدد أعضائها 1.4 مليار شخص، تتسم بالحفاظ على الطقوس العتيقة والترف والحداد.

وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، احتشد حوالي 250 ألف شخص أمام جثمانه الذي وُضع في نعش أمام مذبح كاتدرائية القديس بطرس المغطاة التي تعود إلى القرن السادس عشر.