من يقف وراء فنون «كوفيد ـ 19» في غلاسكو؟

لم يعد الفن الجميل حبيس «الغاليري» الفاخر. ولم يعد متذوقوه يقتصرون على فئات محدودة قادرة على دراسة أصوله، أو اقتناء فنونه. تعددت فنون الشارع وتحولت وتطورت وحققت شهرة وانتشاراً وجاذبية وشعبية في دول كثيرة في نصف القرن الماضي، لكنها ما زالت تتحسس طريقها، فتخطو نحو الأمام مرة، وتتقهقر إلى الوراء مرات.
وبينما كانت اسكوتلندا تحت الإغلاق، كان فنانو الشوارع في غلاسكو يحاولون عكس الحالة المزاجية للأمة خلال عملية الإغلاق بسبب عدم انتشار فيروس كورونا. وباستخدام مباني وسط المدينة كقماش لها، فإن الجداريات المرسومة تشيد بخدمات الصحة العامة في البلاد، بينما يحث البعض الآخر المواطنين على البقاء آمنين. لكن من هم الفنانون المسؤولون عن الصور التي أضاءت شوارع المدينة المهجورة؟ واحد من بين الذين يقفون وراء بعض اللوحات الأكثر لفتاً للانتباه يعرف باسم «الدب الثائر».
واعترافاً منه بأن أنشطته «ليست قانونية»، قال في حديث إلى «بي بي سي» في اسكوتلندا بشرط عدم الكشف عن هويته. إنه منذ أن بدأ الإغلاق في مارس، غامر ثلاث مرات في «منتصف الليل» للقيام بأعماله الفنية. كانت الأولى صورة زوجين يسحبان أقنعتهما للمشاركة في قبلة.
وقال الدب الذي رُسم على جدار شقة في «ويست إند» بالمدينة، إنه يريد «إثارة الأمل» في الحياة بعد الإغلاق. وأضاف «إظهار الحبل المشدود بين الخوف والحب الذي يسير فيه الكثير منا في الوقت الراهن». كما ظهرت قطعة ثانية في شارع «باث» في أوائل أبريل (نيسان). يظهر فيها رجل مقيد بسلسلة مع فيروس التاجي الأخضر اللامع، ويسلط الضوء على الإحباط الذي يشعر به كل شخص مقيد بالفيروس.
وكان آخر أعمال الدب لطبيبة ترتدي قناعاً وقفازات واقية زرقاء على جدار أبيض في منطقة «أشتون لين». وقال إنه عمل مخصص لجميع الطبيين العاملين في الخطوط الأمامية ورمز «امتناننا الجماعي لخدماتهم لنا».