مصر تحتضن اجتماع «لجنة السلام» الأممية.. والسيسي يزور أوروبا
وفد أمنى إثيوبي يصل إلى القاهرة للتدريب على مكافحة الإرهاب
يلتقي السيسي مع البابا فرنسيس في أول زيارة لرئيس مصري إلى الفاتيكان منذ 8 سنوات
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
مصر تحتضن اجتماع «لجنة السلام» الأممية.. والسيسي يزور أوروبا
يلتقي السيسي مع البابا فرنسيس في أول زيارة لرئيس مصري إلى الفاتيكان منذ 8 سنوات
بدأ في مصر اليوم (الاثنين) اجتماع «لجنة بناء السلام» التابعة للأمم المتحدة الذي يستمر لمدة يومين، لمناقشة إعلاء الصوت الأفريقي في المحافل الدولية وطرح رؤية أفريقية للبعد الإقليمي لأنشطة بناء السلام. وترتكز الرؤية الأفريقية التي ينتظر أن يجري طرحها، على خبرات وتجارب الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية ودول القارة، لبناء العملية السياسية وبناء الدولة في الدول الأفريقية الخارجة من النزاعات. وقال مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون المنظمات الدولية ومتعددة الأطراف، السفير هشام بدر، في كلمة خلال افتتاح الاجتماع نيابة عن وزير الخارجية، سامح شكري، إن «الاجتماع يأتي في إطار الجهود التي تقوم بها الدبلوماسية المصرية لخدمة قضايا أفريقيا وصون السلم والأمن»، وأشار إلى «التحديات التي تواجه بناء السلام في أفريقيا، والتي تتمثل في تعزيز الحكم الرشيد وتداول السلطة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية». وأضاف أن «اجتماع لجنة بناء السلام بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية الخارجة من النزاعات والدول المانحة والمساعدة لهذه الدول، يأتي في إطار دعم مصر لعملية المراجعة لهيكل الأمم المتحدة لبناء السلام، العام القادم، وتعزيز دور اللجنة التي تجري كل 5 سنوات بهدف مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ توصيات لجنة بناء السلام لاستعادة الأمن والاستقرار في الدول الأفريقية فيما بعد النزاع، من أجل منع عودتها للانزلاق إلى مرحلة النزاع مجددا». وشدد على أنه «حان الوقت للمجتمع الدولي أن يصغي لصوت ورؤية أفريقية بدلا من فرض أطروحات نظرية تنتهي بالاصطدام بأرض الواقع». إلى ذلك غادر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم متوجها إلى إيطاليا؛ حيث يبدأ جولته الأولى في الاتحاد الأوروبي، وتشمل فرنسا. ويلتقي السيسي مع البابا فرنسيس في أول زيارة لرئيس مصري إلى الفاتيكان منذ 8 سنوات، بحسب بيان للرئاسة، كما سيجري محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، في روما. وسيتوجه السيسي غدا إلى باريس؛ حيث سيلتقي نظيره الفرنسي، فرنسوا هولاند، والكثير من كبار المسؤولين من بينهم وزير الخارجية، لوران فابيوس. وستتمحور المحادثات حول مكافحة الإرهاب، وتشجيع عودة المستثمرين الأجانب إلى مصر. من جهة أخرى، وصل إلى القاهرة اليوم وفد أمني إثيوبي لحضور دورة تدريبية لمكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في أكاديمية الشرطة، وذلك في إطار الاستفادة من الخبرات المصرية في مجال الأمن، والتعرف على الخبرات المصرية في حراسة الشخصيات المسؤولة والمهمة.
الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.
وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.
وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.
وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.
انتهاكات مروّعة
وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».
ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.
وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.
ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.
وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.
وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.
وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.
إقبال على الهجرة
يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.
لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.
وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».
وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.
وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.
ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.