24 قتيلاً وجريحاً بقصف استهدف مركز نازحين في طرابلس

«الجيش الوطني» ينفي تدمير «الوفاق» منظومات روسية ويسقط 4 طائرات مسيّرة تركية

لاجئون في طرابلس يتسلمون مساعدات غذائية من مفوضية شؤون اللاجئين (رويترز)
لاجئون في طرابلس يتسلمون مساعدات غذائية من مفوضية شؤون اللاجئين (رويترز)
TT

24 قتيلاً وجريحاً بقصف استهدف مركز نازحين في طرابلس

لاجئون في طرابلس يتسلمون مساعدات غذائية من مفوضية شؤون اللاجئين (رويترز)
لاجئون في طرابلس يتسلمون مساعدات غذائية من مفوضية شؤون اللاجئين (رويترز)

قتل 7 أشخاص، وأصيب 17 آخرين، في قصف استهدف مركز إيواء نازحين بجنوب العاصمة الليبية طرابلس، وألمحت قوات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج إلى مسؤولية الجيش الوطني عنه، فيما أكد الجيش الوطني بدوره أنه أسقط مؤخراً 5 طائرات «درون تركية»، ونفى تعرض قاعدة عقبة بن نافع الجوية بمنطقة الوطية بغرب البلاد إلى هجوم دمر منظومتين للدفاع الجوي مقدمتين من روسيا. وأعلن مركز الطب الميداني والدعم التابع لحكومة السراج في طرابلس، أمس، مقتل 7 أشخاص، من بينهم مجهول وشخص آخر من بنغلاديش، بالإضافة إلى إصابة 17 آخرين في قصف تعرض له مقر إيواء النازحين بالمبيت الجامعي بمنطقة الفرناج.
ولم يحدد المركز الجهة المسؤولة عن القصف، لكن أمين الهاشمي الناطق باسم وزارة الصحة بحكومة السراج، اتهم قوات عملية الكرامة، في إشارة للجيش الوطن، وقال إن القصف استهدف مبيت القسم الداخلي الجامعي الذي خصصته بلدية عين زارة لمئات العائلات النازحة من شتى المناطق والمدن الليبية. وروى الهاشمي أن «القذائف التي انهالت على المكان، وتسببت في حالة من الرعب والفزع لدى الجميع»، أدت أيضاً لإصابة سيارة إسعاف وجرح سائقها والمسعفين، قبل أن يتم توفير ما وصفه بممر آمن من قبل الطب الميداني لخروج العائلات العالقة.
وقالت خدمات الطوارئ في طرابلس، على لسان أسامة علي، المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، إن القصف تسبب في نشوب حريق في منطقة الفرناج الواقعة قرب الخطوط الأمامية، وموطن عدد من النازحين الذين ينتمي معظمهم إلى منطقة عين زارة المجاورة، وأوضح أن جهاز الإسعاف يحاول إجلاء النازحين المتبقين ونقلهم لمكان آخر بالمدينة التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في وتيرة الهجمات العشوائية منذ مطلع الشهر الحالي.
وقبل هذا القصف، تراجعت حدة الاشتباكات المباشرة بطرابلس وضواحيها، مع حدوث مناوشات متقطعة بالمدفعية الثقيلة، بينما تحدث سكان محليون عن تصاعد النيران تزامناً مع دوى انفجارات قوية من داخل مطار معيتيقة الدولي المغلق. وقالت وسائل إعلام محلية موالية للجيش الوطني إن 7 من عناصر المرتزقة السوريين الموالين لتركيا والذين يقاتلون في صفوف قوات الوفاق، قاموا بتسليم أنفسهم لقوات الجيش، مساء أول من أمس، بمحور أبو سليم بالعاصمة. وزاد القتال داخل وحول طرابلس من الظروف الصعبة التي يواجهها السكان الذين شهدوا الأسبوع الماضي انقطاع الكهرباء والمياه لفترات طويلة، مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة. وقال جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي، إن المياه لن تعود إلى طرابلس وباقي المدن قبل يومين، رغم إعلان الشركة العامة للكهرباء إعادة تشغيل المحطة المغذية لمنظومة المياه، بعد توقف دام أسبوعاً بسبب اعتداء مجموعة خارجة عن القانون.
إلى ذلك، أعلنت قوات حكومة السراج المشاركة في عملية بركان الغضب أنها دمرت منظومتين مضادتين للطائرات مقدمتين من روسيا، وأوضحت أنها قصفت خلال الساعات القليلة الماضية منظومتي الدفاع الجوي الروسية «بانتسير»، في سلسة ضربات جوية، بفارق زمني بضع ساعات بينهما فقط، فور وصولهما إلى قاعدة الوطية الجوية الواقعة على بعد 140 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس. وقالت العملية، في بيان لها، فجر أمس، إن قواتها دمرت أيضاً للمرة الثانية خلال ساعات منظومة الدفاع الجوي الروسية «بانتسير» بعد ساعات من وصولها داخل القاعدة، مشيرة إلى أن المنظومة الصاروخية كانت موضوعة على سيارة نقلت إلى ليبيا من الخارج لدعم الجيش الوطني. وطبقاً لما أعلنه المتحدث الرسمي باسم قوات الوفاق، فجر أمس، شنّ سلاحها الجوي 3 ضربات جوية على قاعدة الوطية ومحيطها، تعاملت في إحداها مع طائرة صينية الصنع، ودمرّت في الضربتين الأخريين دشماً في القاعدة الجوية تحتوي على مخازن للذخيرة، علماً بأنه أعلن شن 3 ضربات جوية مماثلة في وقت سابق من مساء أول من أمس، أسفرت عن تدمير إحدى المنظومتين، بالإضافة إلى 3 سيارات مسلحة، بينها سيارة ذخيرة في القاعدة.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها قوات السراج تدمير منظومة دفاع جوي روسية منذ بدء الحرب في 4 أبريل (نيسان) الماضي.
في المقابل، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الوطني، أمس، إن دفاعه الجوي أسقط طائرة درون تركية في منطقة العجيلات، بالقرب من قاعدة الوطية، ليرتفع بذلك عدد الطائرات التركية المماثلة التي أسقطها الجيش على مدى الـ24 ساعة الماضية لـ4 طائرات، وفقاً لمصادر عسكرية بالجيش الوطني. وكانت شعبة الإعلام الحربي للجيش، أعلنت مساء أول من أمس، إسقاط «طائرة تركية مُسيّرة من طراز Anka - S» العنقاء «في ضواحي قاعدة عقبة بن نافع (الوطية) الجوية». بدورها، نفت الكتيبة 134 مشاة التابعة للجيش الوطني والمكلفة بحماية وتأمين القاعدة، تعرضها لأي قصف. وأوضحت في بيان أن «لقطات الفيديو التي عرضتها قوات الوفاق لا تخص القاعدة ومنقولة من الحرب السورية».
ونعت الكتيبة التي شددت على عدم حدوث «أي قصف للطيران التركي المسير على قاعدة الوطية»، آمر كتيبة العاصفة بلواء 106 الملازم أنس السعيطي و3 من قوات الجيش، وقالت إنهم لقوا مصرعهم أثناء عمليه استطلاع متقدمة في محيط القاعدة إثر استهداف مدفعي مباشر من قبل عناصر الحشد الميليشياوي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.