الهيئة العليا للفروسية... نقلة تطويرية تعزز من قيمة سباقات الخيل السعودية

التنظيم الجديد يمنحها شخصية اعتبارية... ورئيسها يعين بـ«أمر ملكي»

من أحد سباقات الفروسية في السعودية (الشرق الأوسط)
من أحد سباقات الفروسية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

الهيئة العليا للفروسية... نقلة تطويرية تعزز من قيمة سباقات الخيل السعودية

من أحد سباقات الفروسية في السعودية (الشرق الأوسط)
من أحد سباقات الفروسية في السعودية (الشرق الأوسط)

أصبحت الهيئة العليا للفروسية تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري وترتبط برئيس مجلس الوزراء وذلك وفق التنظيمات الأخيرة التي أقرها واعتمدها مجلس الوزراء بعد توصية من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بحيث تهدف الهيئة إلى تطوير قطاع الفروسية في السعودية بما يتناسب مع قيمتها الحضارية وارتباطها بالتراث والثقافة.
وشملت التنظيمات الجديدة للهيئة العديد من المواد التي من شأنها أن تطور اللعبة ومُلاك الخيل ومنتجيها بالإضافة إلى دعم الفرسان السعوديين وكذلك دعم إنتاج الخيل «محليا»، ووضع مواصفات قياسية للمرافق في جميع مناطق السعودية، بالإضافة للعمل والتخطيط للبطولات الدولية التي تستضيفها السعودية.
ويتكون مجلس إدارة الهيئة من رئيس يعين بأمر ملكي، وعضوية كل من رئيس مجلس إدارة نادي الفروسية، ورئيس الاتحاد السعودي للفروسية، ورئيس مجلس إدارة مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة، وممثلين من الجهات الحكومية «وزارة المالية، وزارة البيئة والمياه والزراعة، وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الرياضة، والهيئة العامة للجمارك»، بالإضافة لثلاثة من الخبراء أو المختصين في مجالات الفروسية يتم تعيينهم بقرار من مجلس الوزراء.
ووفقاً للتعديلات الأخيرة التي أقرها مجلس الوزراء، فإن مجلس إدارة الهيئة يجتمع مرتين في السنة المالية الواحدة على الأقل، بالإضافة للاجتماعات وفق الاحتياج عند طلب ثلث أعضاء المجلس، شريطة أن يتم ذلك بصورة مكتوبة لرئيس المجلس قبل موعد الاجتماع بسبعة أيام على أن تتضمن الدعوة جدول الأعمال، وتصدر القرارات بأغلبية أصوات الحاضرين على الأقل وعند التساوي يرجح الجانب الذي صوت معه رئيس المجلس، مع إمكانية عقد اجتماعات والتصويت على القرارات «عن بعد» كلما دعت الحاجة.
وبحسب المادة السابعة من اللوائح التنظيمية للهيئة العليا للفروسية، فإنه يكون للهيئة أمين عام يعين ويعفي بقرار من المجلس يحدد فيه أجره ومزاياه المالية الأخرى، وهو المسؤول التنفيذي عن إدارة الهيئة وتمثيلها أمام القضاء أو من يفوضه والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة.
وفيما يخص الموارد المالية للهيئة فإنها تعتمد على ما يخصص لها في الميزانية العامة للدولة، بالإضافة لحصولها على المقابل المالي للخدمات والأعمال التي تقدمها، مع عوائد استثمار أموالها الثابتة، بالإضافة للهبات أو الأوقاف أو الوصايا أو التبرعات أو المنح التي يقبلها المجلس، بالإضافة إلى أي مورد آخر يقره المجلس بما لا يخالف الأنظمة والتعليمات، مع ضرورة إيداع جميع إيرادات الهيئة في حساب جاري وزارة المالية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي.
ووفقاً للمادة الحادية فإنه يخضع جميع العاملين في الهيئة العليا للفروسية لنظامي العمل والتأمينات الاجتماعية، وأخيراً يعين مجلس الهيئة مراجع حسابات خارجياً من المرخص لهم بالعمل في السعودية لتدقيق حسابات الهيئة ومعاملاتها وبياناتها وميزانيتها السنوية وحسابها الختامي على أن يحدد المجلس أتعابه، مع رفع تقرير مراجع الحسابات إلى المجلس وتزويد الديوان العام للمحاسبة بنسخة من هذا التقرير.
يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر قبل أيام، أمراً بتغير اسم نادي الفروسية ليصبح «نادي سباقات الخيل».
ورفع الأمير بندر بن خالد الفيصل المستشار بالديوان الملكي رئيس مجلس إدارة النادي شكره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الرئيس الفخري للنادي على رعايته الكريمة ودعمه المتواصل والذي يعود له الفضل بعد الله في كل ما تحقق من تطور وتقدم لرياضة سباقات الخيل طوال تاريخها، مشيدا بمتابعة واهتمام الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد والذي يحرص على أن تصل هذه الرياضة إلى المستوى اللائق.
وأضاف الأمير بندر بن خالد الفيصل أن موافقة مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة الأسبوع الماضي على تنظيم الهيئة العليا للفروسية ستكون لها الأثر الكبير في تطور رياضة سباقات الخيل لتصل إلى أفضل المستويات العالمية بما يواكب مكانة بلادنا الغالية في جميع المجالات.
وشهدت العاصمة السعودية الرياض في أواخر فبراير (شباط) الماضي، انطلاق أغنى حدث في تاريخ السباقات العالمية للخيول، بجوائز تبلغ 29.2 مليون دولار، ومشاركة أبرز الخيالة من الجنسين من مختلف دول العالم.
واستمرت البطولة لمدة يومين على مضمار الملك عبد العزيز، الذي شهد تنافساً لأشهر الخيول على مستوى العالم.
وعلى مستوى الفارسات، شاركت أشهر فارسة في نيوزيلندا، ليزا علبرس، الفائزة بأكثر من 1500 سباق، ونيكولا كوري الحاصلة على صدارة بطولة المملكة المتحدة، ومواطنتها، صوفي دويل، الفائزة بسباقات في الفئة الأولى بالولايات المتحدة الأميركية.
كما شاركت اليابانية ناناكو فوجيتا، التي تحمل رقماً قياسيا في الفوز بأكبر عدد بطولات لفئة السيدات بواقع 130 فوزاً، بالإضافة إلى أفضل متسابقة فرنسية (ميكايل ميشال)، والكندية إيما جاين ويلسون، التي تأتي ضمن قائمة أفضل 6 متسابقين على مستوى كندا، وأخيراً السويسرية سيبيل فوجت، التي حازت أكثر من 96 فوزاً في سباقات الخيل في ألمانيا.
ومن الميدان السعودي، شارك الخيال عادل الفريدي، من المملكة، والبنمي روبيرتو راموس كأفضل خيال محلي، إلى جانب الفائزين بالمراكز الأولى في فئات متعددة، وبطولات عالمية، وهم الفرنسي أوليفييه بيسليير، والبريطاني ريان مور، والياباني يوتاكا تيك، والأميركي مايك سميث، والإيطالي فرانكي ديتوري.
وكان الأمير بندر الفيصل، رئيس مجلس إدارة نادي الفروسية، قد اعتبر بطولة كأس السعودية حدثاً عالمياً وأنها خلقت وعياً مجتمعياً جديداً مس جميع السعوديين، ووضع بلادنا في المستوى اللائق بها على خريطة الفعاليات والسباقات الدولية، وذلك باحتضانها السباق الأغنى في تاريخ السباقات العالمية.
وقال الفيصل «عكست البطولة في ذلك في الوقت أصالة هويتنا الثقافية، وعمقها، وتطورها الحضاري المتوازن، في ظل ما تعيشه الآن من تحولات مجتمعية واقتصادية وثقافية عظيمة، تتوافق مع (رؤية 2030)، عبر إقامة سباق كأس السعودية لأول مرة، وما شهدته من فعاليات تنافسية وثقافية متنوعة».
وقال إن البطولة التاريخية في سباقات الفروسية السعودية حظيت برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ودعم مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وصُنّفت أنها أغنى البطولات عالمياً، بجوائز مالية تتجاوز 29 مليون دولار، وبمشاركات عالمية ومحلية لأشهر النجوم العالميين وأشهر الجياد، التي تحضر لأول مرة إلى المملكة.


مقالات ذات صلة

فحوصات طبية للاعبات القادسية قبل انطلاق الموسم

رياضة سعودية جانب من الفحوصات الطبية التي خضع لها لاعبات القادسية (نادي القادسية)

فحوصات طبية للاعبات القادسية قبل انطلاق الموسم

أعلن نادي القادسية الأثنين عن عودة لاعبات الفريق إلى التدريبات تحضيراً لانطلاق لدوري السعودي الممتاز للسيدات 2024 - 2025.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية البرنامج يهدف لتهيئة المواهب الكروية لبداية انطلاق مسيرتهم الاحترافية (الاتحاد السعودي)

«صقور المستقبل»: برنامج ابتعاث للاعبي الأخضر تحت 16 عاماً

أعلن برنامج صقور المستقبل التابع لإدارة الابتعاث بالاتحاد السعودي لكرة القدم، انضمام لاعبي المنتخب الوطني تحت 16 عاماً لبعثة البرنامج في مدينة سالو الإسبانية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية موسى ديابي (أستون فيلا)

مصادر: بنزيمة وراء قبول ديابي العرض الاتحادي

توصل نادي الاتحاد إلى اتفاق كامل مع أستون فيلا الإنجليزي لانتقال الفرنسي موسى ديابي إلى صفوف الفريق بعقد يمتد 5 سنوات.

علي العمري (جدة)
رياضة عالمية موسى ديابي (أستون فيلا)

ترقب رسمي لإعلان صفقة ديابي والاتحاد

من المقرر أن ينضم موسى ديابي، صاحب الرقم القياسي في عدد صفقات أستون فيلا، إلى نادي الاتحاد في صفقة تبلغ قيمتها نحو 60 مليون يورو (50.6 مليون جنيه إسترليني؛ 65.3

ذا أتلتيك الرياضي (لندن)
رياضة سعودية ستيبان توماس (نادي الأخدود)

الأخدود يعين الكرواتي توماس خلفاً لـ«مدرب الأزمات»

أعلن نادي الأخدود المنافس في الدوري السعودي للمحترفين إتمام تعاقده مع المدرب الكرواتي ستيبان توماس لتولي القيادة الفنية للفريق الأول خلفاً للمدرب نور الدين زكري

علي الكليب (نجران)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.