الجيش اللبناني جاهز لمكافحة التهريب شرط ضبط مسالك العبور

TT

الجيش اللبناني جاهز لمكافحة التهريب شرط ضبط مسالك العبور

كشف وزير شارك في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي خصّص لمكافحة التهريب إلى سوريا وإقفال المعابر غير الشرعية بأن المدعوين لم يتطرّقوا مباشرة إلى التنسيق بين البلدين لضبط الحدود لوقف التهريب، لكن بعضهم أشار إلى التنسيق بطريقة غير مباشرة لأن ضبطه لن يتحقق من جانب الحكومة اللبنانية من دون الجانب السوري، خصوصاً في حال تقرر استحداث معابر حدودية جديدة في منطقة التهريب الممتدة من حوش السيد علي إلى وادي بيسان والواقعة بين الهرمل ووادي خالد في منطقة عكار.
وقال هذا الوزير الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» بأن وقف التهريب بحاجة إلى قرار سياسي اتخذته الحكومة بناء لتوصية مجلس الدفاع، لكن يجب أن يقترن برفع الغطاء السياسي عن المهربين، وقال إن المشكلة ليست أمنية وإنما سياسية ويعود للجيش اللبناني مهمة ضبط الحدود وهذا ما يقوم به بامتياز، ويبقى تشديد الرقابة على المعابر الشرعية وإغلاق تلك غير الشرعية.
ولفت الوزير إلى أن طول المنطقة الحدودية المتداخلة مع الأراضي السورية يبلغ حوالى 33 كيلومتراً فيها أكبر معبرين للتهريب، وقال بأن السيطرة عليها أمنياً واقتصاديا لن تحصل ما لم يتم استحداث أكثر من معبر شرعي يتواجد فيه الأمن العام والجمارك في مقابل موافقة السلطات السورية للقيام بخطوة مماثلة لضبط هذه الحدود من الجانبين اللبناني والسوري.
وعزا السبب إلى أن هذه المنطقة تتداخل والأراضي السورية، وبالذات على نطاق واسع مع منطقة القصير حيث إن الدخول إلى معظم المنازل فيها يقع ضمن الأراضي اللبنانية، فيما الحدائق التابعة لها تقع في الأراضي السورية. ورأى أن الجانب السوري يضغط على لبنان سياسيا واقتصاديا لإجباره على رفع منسوب التطبيع مع السلطات السورية على غرار ما حصل في خصوص ملف إعادة النازحين السوريين.
ويقول الوزير بأن الجيش اللبناني من خلال قيادته - نجح في أكثر من اختبار إلى جانب القوى الأمنية من دون إغفال دوره الريادي في هذا المجال وأتاح للبلد أن يتجاوز قطوع حادثة قبرشمون في منطقة عاليه ونجح في استيعاب تداعيات «الحراك الشعبي» الذي انطلق في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأكد بأن قيادة الجيش أثبتت في أبرز المحطات الأمنية التي مر بها البلد أن حماية السلم الأهلي من أولوياتها ونأت عن التجاذبات السياسية، ورأت بأن المشكلات في حاجة إلى حلول سياسية وليست أمنية مع إقرارها بحق التعبير والتظاهر تحت سقف عدم المساس بالاستقرار.
ولفت إلى أن قيادة الجيش من خلال الوحدات العسكرية المنتشرة حرصت على أن تبقى على مسافة واحدة من الجميع وتقوم بتنفيذ ما تقرره السلطة التنفيذية وهذا باعتراف القوى السياسية المتصارعة التي لم تترك مناسبة إلا وأشادت بدور القوى الأمنية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية الأم أي الجيش.
وقال إن تدهور الوضعين المالي والاقتصادي انعكس على القوى الأمنية والعسكرية أسوة بما أصاب السواد الأعظم من اللبنانيين، لكن قيادة الجيش ما زالت تعض على الجرح وهذا ما تجلى في الدور الذي تقوم به الوحدات العسكرية.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية ونيابية بأن وحدات الجيش تتواجد حالياً في أكثر من 200 موقع على امتداد الأراضي اللبنانية عدا عن تسيير الدوريات وإقامة الحواجز المتنقلة.
فالجيش - بحسب المصادر نفسها - ينتشر على طول الحدود اللبنانية ويتواجد إلى جانب القوات الدولية في منطقة العمليات في جنوب الليطاني لتطبيق القرار الدولي 1701 ويتصدّى للخروق الإسرائيلية ويتولى الإشراف على توزيع المساعدات والقيام بواجبه في ملاحقة المجموعات الإرهابية، إضافة إلى دوره في ضبط الأمن بالتعاون مع القوى الأمنية لمنع الإخلال به من قبل بعض الذين يشاركون في «الحراك الشعبي»، وأخيراً في تنظيف القلاع في صور وتبنين وصيدا وصخرة الروشة في بيروت بطلب من وزارتي البيئة والسياحة.
لذلك يرى الوزير أن ضبط الحدود لوقف التهريب وإن كان يقع بالدرجة الأولى على عاتق الجيش فإن للقوى الأمنية الأخرى وبعض الإدارات الرسمية مسؤولية في تجفيف المنابع التي يتغذى منها العدد الأكبر من المهربين، ويقول إن ضبط المسالك التي تتبعها الشاحنات المهربة هو من مسؤولية الجمارك والقوى السيارة في قوى الأمن والأمن العام ووزارتي الاقتصاد والطاقة للتدقيق في طلبات الحصول على مادتي المازوت والطحين للتأكد ما إذا كان طلب التجار من هاتين المادتين يفوق الاستهلاك المحلي.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.