تركيا تحاكم بتهمة الإرهاب موظفاً سابقاً في الاستخبارات

TT

تركيا تحاكم بتهمة الإرهاب موظفاً سابقاً في الاستخبارات

رفضت محكمة تركية الإفراج المشروط عن مواطن ألماني من أصل تركي، أوقف لاتهامه بالتورط في عمليات إرهابية، حتى موعد جلسة محاكمته المقبلة في يونيو (حزيران) المقبل.
وقالت ديلارا يلماظ ابنة المتهم أنور ألطايلي، البالغ من العمر 75 عاماً، والذي عمل من قبل لصالح المخابرات التركية، واعتقل في عام 2017 وأودع في الحبس الانفرادي داخل سجن سينجان شديد الحراسة في أنقرة، إن والدها لم يحضر خلال جلسة محاكمته الأخيرة التي عقدت أول من أمس، وضمت 3 متهمين غيره، وإن المحكمة أجلت نظر القضية حتى 7 يونيو المقبل». وأضافت لوكالة الأنباء الألمانية أن والدها سيتولى الدفاع عن نفسه.
وبحسب ما جاء في لائحة الاتهام المقدمة من الادعاء العام إلى المحكمة، عمل ألطايلي قبل عقود عدة لصالح جهاز المخابرات التركي، وألقي القبض عليه عام 2017 بتهمة تأسيس وقيادة جماعة إرهابية، وجمع معلومات سرية تتعلق بأمن الدولة لأغراض تجسس عسكرية وسياسية.
في المقابل، أكدت أسرة ألطايلي أنه مسجون بسبب انتقاداته الحادة للحكومة التركية برئاسة رجب طيب إردوغان.
وكانت تقارير صحافية تركية قد ذكرت أن ألطايلي، الموظف السابق في المخابرات التركية، كانت لديه ارتباطات بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وقدم معلومات لها سابقاً، وأن التحقيقات كشفت عن أنه وصل إلى تركيا قبل يومين من محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو (تموز) 2016، التي تتهم الحكومة «حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن بتدبيرها، وأنه قام بتحديد المراكز الحساسة في تركيا، إلى جانب وضع اسم الرئيس رجب طيب إردوغان كهدف في الخريطة التي أعدتها حركة غولن.
وأضافت أن التحقيقات أكدت ارتباط أنور ألطايلي، و4 متهمين آخرين بالانتماء إلى حركة غولن و«سي آي إيه»، وأنه تحديداً قام بتقديم معلومات حساسة تتعلق بأمن الدولة.
وزعمت التحقيقات أنه كان على علاقة بالمسؤول السابق في وكالة المخابرات الأميركية آلان فايرز (مسؤول قوة مهام أميركا الوسطى في «سي آي إيه» خلال حكم رونالد ريغان) وأجرى 53 محادثة تليفونية معه.
وجاء في لائحة الاتهام أيضاً أن ألطايلي أعد تقريراً في 18 فبراير (شباط) 2016، حول تفاصيل الاستعداد للانقلاب العسكري في تركيا، وأن من الوثائق التي عثر عليها تحديد إردوغان كهدف، وإعداده خريطة لخليج مارماريس؛ حيث كان يوجد الرئيس التركي في ليلة 15 يوليو 2016 التي شهدت محاولة الانقلاب. وتضمنت لائحة الاتهام أنه تبين أن ألطايلي له دور كبير في قضية «بنك خلق» التركي في الولايات المتحدة، المتعلقة بإدانة البنك بانتهاك العقوبات الأميركية على إيران، في الفترة ما بين 2012 و2015، وأنه أعد وثائق ومستندات حول «بنك خلق»، وأرسلها إلى الادعاء العام في نيويورك، بعد فترة قصيرة من احتجاز رجل الأعمال التركي من أصل إيراني، رضا ضراب، في 19 مارس (آذار) 2016.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».