الجيش التركي يقيم نقطة مراقبة على تلة استراتيجية جنوب إدلب

دورية روسية - تركية على طريق حلب - اللاذقية أمس (وزارة الدفاع التركية)
دورية روسية - تركية على طريق حلب - اللاذقية أمس (وزارة الدفاع التركية)
TT

الجيش التركي يقيم نقطة مراقبة على تلة استراتيجية جنوب إدلب

دورية روسية - تركية على طريق حلب - اللاذقية أمس (وزارة الدفاع التركية)
دورية روسية - تركية على طريق حلب - اللاذقية أمس (وزارة الدفاع التركية)

سيرت القوات التركية والروسية دورية جديدة هي الحادية عشرة على طريق حلب - اللاذقية الدولي منذ 15 مارس (آذار) الماضي تنفيذا لما جاء في اتفاق موسكو بين تركيا وروسيا بشأن وقف إطلاق النار في إدلب الموقع في الخامس من الشهر ذاته، في وقت أقامت القوات التركية نقطة مراقبة عسكرية جديدة على تلة في أعلى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي وواصلت إرسال التعزيزات إلى نقاط المراقبة الأخرى.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس (الخميس)، إنه جرى تسيير الدورية بمشاركة قوات برية وجوية من الجانبين.
وانطلقت الدورية من قرية ترنبة شرق إدلب، وصولاً إلى أطراف أريحا في ريف إدلب الجنوبي، حيث جرى رشق الدورية بالحجارة من قبل محتجين. وهذه هي الدورية الرابعة التي تنطلق على هذه المسافة العميقة منذ بدء تسيير الدوريات.
وسيرت القوات التركية والروسية الدورية العاشرة يوم الثلاثاء الماضي على المحور ذاته، وقد تعرضت لمحاولات لعرقلتها في أريحا من جانب محتجين رافضين للوجود الروسي وللتفاهمات التركية الروسية، حيث سمع دويّ انفجار في المنطقة أثناء تسيير الدورية.
في الوقت ذاته، أقامت القوات التركية نقطة مراقبة عسكرية جديدة في قمة أيوب أعلى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، يمكنها من خلالها رصد مسافات كبيرة من طريق «إم 4» ومساحات شاسعة من محافظة إدلب.
وتتمتع النقطة الجديدة بموقع استراتيجي في جبل الزاوية بين قريتي جوزف، وبسامس ويصل ارتفاعها أكثر من 900 متر، وهي النقطة التاسعة التي تنشئها تركيا في منطقة جبل الزاوية.
وأنشأت تركيا أكثر من 60 نقطة عسكرية في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا تتوزع في 4 محافظات هي إدلب وحلب وحماة واللاذقية.
وبالتزامن، واصل الجيش التركي تعزيز قواته في المنطقة. ودفع، أمس، برتل جديد مؤلف من 23 آلية وشاحنة محملة بالمعدات اللوجيستية والعسكرية، دخل من معبر كفر لوسين الحدودي واتجه نحو النقاط التركية في ريف إدلب. على صعيد آخر، قتل شخصان وأصيب آخران في انفجار نفذ بواسطة دراجة نارية مفخخة في قرية شلاح الواقعة جنوب رأس العين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شرق الفرات.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد بوقوع انفجار آخر، في العاشر من مايو (أيار) الجاري، في بلدة تل حلف الخاضعة في الريف الغربي لرأس العين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية التركية، أمس، قيام اثنين من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بتسليم نفسيهما لقوات الأمن في ولاية ماردين المحاذية لسوريا في جنوب تركيا.
وقال البيان إن قوات الأمن والدرك، تعاونت مع عائلتيهما لإقناعهما بتسليم نفسيهما، وإن التحقيقات معهما كشفت عن التحاقهما بالوحدات الكردية بين عامي 2015 و2016.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.