الشاب العربي الذي أردته 7 رصاصات... مريض بالصرع

فيديو في مستشفى إسرائيلي يبيّن إمكان السيطرة عليه سلمياً

صورة تداولتها مواقع فلسطينية لمقتل الشاب المصاب بالصرع
صورة تداولتها مواقع فلسطينية لمقتل الشاب المصاب بالصرع
TT

الشاب العربي الذي أردته 7 رصاصات... مريض بالصرع

صورة تداولتها مواقع فلسطينية لمقتل الشاب المصاب بالصرع
صورة تداولتها مواقع فلسطينية لمقتل الشاب المصاب بالصرع

أظهرت التحقيقات الأولية، أن الشاب مصطفى درويش يونس (27 عاماً)، وهو من المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) وقتل بالرصاص، بحجة أنه فدائي فلسطيني، كان قد حضر إلى المستشفى للعلاج من مرض الصرع المترافق مع حالات عصبية وتشويش نفسي، وأنه قتل بدم بارد. وهناك من اعتبر قتله «عملية إعدام ميداني إجرامية».
وقال شهود عيان إنه كان يحمل سكينا فعلا لكنه لم يقصد أن يقتل بها أحدا. وأكدت والدته التي كانت تجلس إلى جانبه في السيارة أن ابنها فقد أعصابه من كثرة الضربات التي تلقاها في ذلك اليوم، ولكن كان بالإمكان السيطرة عليه من دون إطلاق الرصاص. ولكن، حتى لو احتاجوا إلى استخدام السلاح الناري ضده، فقد كان ممكنا شل حركته برصاصة في قدمه. لكن رجال الأمن استسهلوا قتله كونه عربيا، فأطلقوا على جسده سبع رصاصات. وقتلوه.
وكان الشاب يونس، ابن قرية بلدة عارة في منطقة المثلث الفلسطينية شمالي إسرائيل، يعالَج من مرض الصرع في عيادة خارجية تابعة لمستشفى «تل هشومير» في مدينة رمات غان، بجوار تل أبيب. وكما روى والده، فقد حضر مع والدته أمس (الأربعاء) لمتابعة العلاج. وحسب إدارة المستشفى، فقد غضب الشاب من طبيبته لأنها رفضت إعطاءه «المخدرات القانونية»، ورفع سكينا في وجهها. ثم دخل المجمع التجاري التابع للمستشفى من دون كمامة، فلفت نظره أحد المواطنين مذكرا بتعليمات وزارة الصحة، فشتمه واشتبك معه ورفع سكينا في وجهه. وعندها أصرت والدته على العودة إلى البيت. فركب سيارته ووالدته إلى جانبه واتجه نحو البوابة، فلحق به رجال الأمن وطلبوا منه النزول. فرفض. فأنزلوه بالقوة. وهنا أيضا رفع السكين وأصاب أحد رجال الأمن بجروح طفيفة في رأسه، فأطلقوا عليه الرصاص. وأصابوه. ثم توفي متأثرا بجروحه.
وقال والده إن ابنه كان يعاني من حالة عصبية هستيرية ورجال الأمن زادوها حدة. والسكين التي كان يحملها ليست سكين محترفي القتل. ولكن، حتى لو كان يشكل خطرا بهذه السكين، فقد تمكنوا من رميه أرضا. وفي هذه الحالة كان بإمكانهم أن يقيدوه بالأغلال. وهناك شريط فيديو يبين ذلك بوضوح. إلا أن رجال الأمن تصرفوا بشكل عدواني فأطلقوا عليه سبع رصاصات وهو مرمي أرضا. وفي الحال روجوا في الإعلام أن الحديث يجري عن «عملية طعن إرهابية نفذها مخرب فلسطيني ضد اليهود».
وقد حضر إلى المكان، على الفور، رئيس بلدية رمات غان كرمل شاما، المعروف من خلال نشاطه السياسي في حزب الليكود، ومن سؤاله الشهود على ما جرى أعلن لوسائل الإعلام أن المسألة تتعلق بشجار مدني بين مواطن وبين الحراس وليست عملية إرهابية. فراحت الناطقة بلسان الشرطة تهاجمه علنا وتتهمه بالتشويش على تحقيقات الشرطة. ورد عليها بأنه يعرف أكثر منها مصلحة الدولة، وقال إنه يرفض إصدار بيانات كاذبة تضلل الجمهور.
وهاجم رئيس مجلس عارة وعرعرة المحلي ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية مضر يونس «عقلية الأمن الهستيرية السائدة في إسرائيل». وقال إن هذه الجريمة تحتاج إلى تحقيق في الشرطة تفضي إلى تقديم القتلة إلى القضاء، فهم يستحقون عقابا رادعا لهم ولغيرهم على هذه الجريمة.
وهاجمت «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية الشرطة والمسؤولين واعتبرت الحادث عملية إعدام تمت بتأثير من الأجواء العنصرية التي تسود إسرائيل ضد العرب.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.