أطلقت حكومة «الوفاق» في العاصمة الليبية، أمس، منصة للتعليم عن بُعد بمرحلة التعليم العام، التزاماً بالتدابير والإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، جاء ذلك وسط مخاوف أممية من التأثيرات السلبية للحرب الجارية في طرابلس على إجراءات مواجهة الفيروس.
وقالت وزارة التربية التابعة لـ«الوفاق»، إن هذه المنصة تأتي في إطار جهودها لضمان استمرارية العملية التعليمية، في ظل غلق المدارس، وخوفاً من ضياع عام دراسي آخر على الطلاب بجميع المراحل.
وقررت الوزارة في منتصف مارس (آذار) الماضي، غلق المدارس كافة، ضمن إجراءات الوقاية من «كوفيد - 19»، والاستعانة بقنوات تلفزيونية ومنصات إلكترونية لإذاعة الدروس عبرها، ومنذ ذلك التاريخ تحدثت عن اللجوء لبرامج جديدة للتعلم عن بُعد، بالتعاون مع منظمة «يونيسيف»، لكن ذلك لم يُفعّل إلاّ أمس.
كان عادل جمعة، وكيل وزارة التعليم بحكومة «الوفاق»، قال مطلع الأسبوع الماضي، إن اللجنة المشتركة من المركز الوطني لمكافحة الأمراض ووزارة التعليم ناقشت التوصيات الأخيرة للعودة التدريجية للدراسة، مشيراً إلى أن هذه التوصيات أحيلت إلى اللجنة العليا لمجابهة «كورونا»، لمناقشتها مع اللجنة العلمية الاستشارية لاتخاذ «خطوات عملية لإعادة الدراسة».
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أمس، أن المختبر المرجعي لصحة المجتمع التابع له تسلم 100 عينة للكشف عن فيروس كورونا المستجد، وعقب الفحص تبين أن نتائج الفحص جاءت سلبية، بما يعني خلو الحالات من الفيروس.
وأوضح المركز أن إحصائيات «كورونا» سجلت، حتى الآن، 64 حالة في عموم البلاد، تعافت منها 28 حالة، في مقابل 3 وفيات.
وقال جهاز مباحث الجوازات في مدينة زوارة بغرب البلاد، إن 300 تونسي من العالقين في ليبيا بسبب إجراءات «كورونا» عبروا مساء أول من أمس، منفذ رأس جدير الحدودي، عائدين إلى بلادهم.
وتتوسع ليبيا في افتتاح مقرات للحجر الصحي في عموم البلاد، وقالت بلدية سبها (جنوب ليبيا)، أمس، إنها افتتحت مركزاً يسع 60 سريراً لعلاج المصابين بالفيروس.
وتواصل الأمم المتحدة تحذيراتها من خطورة الأوضاع في ليبيا، إذا ما استمرت الحرب الدائرة على أطراف طرابلس، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن ليبيا تظل معرضة لخطر شديد من «كوفيد - 19»، بسبب تزايد مستويات القتال وانعدام الأمن، على الرغم من تدابير الوقاية والتأهب التي اتخذتها السلطات بدعم من الأمم المتحدة لمواجهة الجائحة.
وأضاف غوتيريش، في تقريره الصادر عن جهود البعثة الأممية لدى ليبيا في الفترة من 15 يناير (كانون الثاني) إلى 5 مايو (أيار)، أن «السلطات الوطنية والحكومة الموازية في شرق ليبيا، اتخذت تدابير وقائية شملت إغلاق جميع الحدود الجوية والبرية والبحرية، سعياً لمنع انتشار مرض فيروس كورونا (کوفید - 19)، كما تم تقييد حرية التنقل بين البلديات والمناطق، وفرض حظر التجول، وتنفيذ تدابير الإغلاق العام، وتعليق صلاة الجمعة في المساجد والتجمعات، وإغلاق المدارس والمحلات التجارية غير الحيوية، وفرض قيود على النقل العام».
ورأى غوتيريش أن الحالة تفاقمت بسبب تزايد مستويات القتال وانعدام الأمن، وحالة التشرذم السياسي، وضعف النظام الصحي، وتحميله أعباء تفوق قدراته، كما أدت الجائحة إلى فقدان قطاعات من المجتمع دخلها، ونقص الأغذية، وزيادة في أسعار السلع الأساسية.
«التعليم عن بُعد» في طرابلس للتغلب على الجائحة
تخوّف أممي من تأثير الحرب على تفشي الفيروس في ليبيا
«التعليم عن بُعد» في طرابلس للتغلب على الجائحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة