{تجمع المهنيين السودانيين} ينتخب قيادة جديدة

TT

{تجمع المهنيين السودانيين} ينتخب قيادة جديدة

انتخب تجمع المهنيين السودانيين قيادة جديدة، غابت عنها الكثير من الوجوه، التي قادت الحراك الشعبي والاحتجاجات التي قادت إلى إسقاط نظام الرئيس المعزول، عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019، أبرزهم محمد ناجي الأصم، الذي تلى البيان الأول لميثاق إعلان الحرية والتغيير.
وتتكون القيادة الجديدة للتجمع من سكرتارية تضم عشرة أعضاء، في حين سيجري تغيير لمناديبه في المجلس المركزي والتنسيقية المركزية في «قوى إعلان الحرية والتغيير»، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية.
وتجمع المهنيين، هو تجمع لأجسام ولجان نقابية للأحزاب المعارضة في كل القطاعات المختلفة، ومن أهم الفصائل الرئيسية التي شاركت في المظاهرات والإضرابات والعصيان المدني الذي دام أكثر من أربعة أشهر، وحتى تدخل الجيش، وإعلان تنحي الرئيس البشير.
وكان تجمع المهنيين السودانيين ينظم عبر صفحته الرئيسية في «فيسبوك» المظاهرات والتجمعات وطريق مسارها في كل مدن البلاد، كما ساهم في فضح تجاوزات أجهزة أمن النظام المعزول ضد المواطنين.
وقال التجمع في بيان، إن انتخاب قيادة جديدة «يأتي في إطار مراجعة وتطوير الأداء، ومسار تقويم وإصلاح العمل القيادي في تجمع المهنيين، واستجابة لمطالب أجسام التجمع، وأيضاً تجاوباً مع نداءات الثوار ودعواتهم لاتخاذ خطوات جادة في سبيل ضخ دماء جديدة، وتثوير هياكل تجمع المهنيين بهدف إنعاش عمل التجمع، وتأكيد دوره وموقعه في قلب حراك الجماهير».
وأضاف البيان، أن التجمع «يدخل مرحلة جديدة، يعمل من خلالها على تعزيز التزامه بأدواره النقابية والسياسية، المرتبطة بإتمام مهام المرحلة الانتقالية».
وتأسس «التجمع» عقب الاحتجاجات الشعبية الأعنف، التي شهدها السودان في سبتمبر (أيلول) 2013 ضد قرار الرئيس عمر البشير زيادة أسعار المحروقات، والتي سقط خلالها مئات القتلى وآلاف المصابين. وفي عام 2018 بدأ تجمع المهنيين في الظهور العلني، حيث أجرى دراسة شاملة حول أجور العاملين بالدولة، أوصت بزيادة الحد الأدنى للأجور لأكثر من 6 آلاف جنيه السوداني.
ومن أبرز الكيانات داخل تجمع المهنيين لجنة الأطباء، ونقابة أطباء السودان الشرعية، وتحالف المحامين الديمقراطيين، وتجمع المهندسين السودانيين، وتجمع أساتذة الجامعات، ولجنة المعلمين، ولجنة الصيادلة.
وأسس تجمع المهنيين مع القوى السياسية المعارضة بالداخل، والحركات المسلحة، أكبر تحالف سياسي تحت مسمى «قوى إعلان الحرية والتغيير»، التي قادت الاحتجاجات الشعبية، الداعية لإسقاط نظام الجبهة الإسلامية في السودان. لكن أجهزة أمن النظام المعزول اعتقلت العشرات من قيادات الصف الأول لتجمع المهنيين السودانيين طوال فترة الحراك الشعبي، الذي استمر لأشهر، من بينهم محمد ناجي الأصم ممثل لجنة الأطباء المركزية، وأحمد الربيع ممثل لجنة المعلمين في التجمع.
وشارك تجمع المهنيين داخل قوى إعلان الحرية والتغيير في الوصول إلى اتفاق مع المجلس العسكري الانتقالي (المنحل) على تقاسم السلطة، ووقع ممثله أحمد الربيع عن قوى «التغيير» على الوثيقة الدستورية، التي تحكم الفترة الانتقالية في السودان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.