انتقدت منظمتا الصحة العالمية والهجرة الدولية إساءة الحوثيين للمهاجرين وتحميلهم مسؤولية نقل فيروس «كورونا» إلى مناطق سيطرتهم، وكذلك تجميعهم قرب الحدود ورميهم في مناطق صحراوية من دون غذاء ولا ماء، وهي إساءة قوبلت باستهجان واسع من المجتمع اليمني، خصوصاً بعد تهديد الميليشيا بمقاضاة المنظمات الدولية.
وتسبب إعلان وزير الصحة في حكومة ميليشيا الحوثي بأن أول إصابة بالفيروس في مناطق سيطرتهم هي لمهاجر صومالي، في «حملات كراهية للأجانب وجعلهم كباش فداء»، وما ترافق مع ذلك من «الإساءة الجسدية واللفظية، والحجر القسري، ورفض الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، وفرض قيود على الحركة، والنقل القسري إلى الخطوط الأمامية للصراع، وإلى أماكن صحراوية، وتركهم عالقين هناك من دون غذاء أو ماء أو أي خدمات أساسية»، وفق بيان مشترك صدر عن المنظمتين التابعتين للأمم المتحدة.
وناشدت المنظمتان السلطات الوطنية والشعب اليمني أن «يستمروا في قبولهم الكريم والمعروف عبر السنوات للمجتمعات المُعرضة للخطر، ودعمها؛ بما فيها مجتمع المهاجرين».
وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر المتوسط، إن «الفيروس لا يحترم الحدود، ويستهدف الجميع، بغض النظر عن العرق أو الانتماءات السياسية أو المواقع الجغرافية. ولا يوجد أي دليل إطلاقاً على أن مجموعة ما مسؤولة بشكل أكبر عن نقله أكثر من مجموعة أخرى. ولكن هناك مجموعات من الناس معرضون لخطر الإصابة بالفيروس بشكل أكبر بسبب إصابتهم بحالات مرضية سابقة، و/أو بسبب الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية».
من جهتها؛ قالت كارميلا جودو، مديرة المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه «يجب عدم وَصْمُ المهاجرين أو ربطهم بخطورة نقل الأمراض»، موضحة أن «ظروف الطريق من أفريقيا إلى الخليج العربي؛ بما في ذلك عوائق الوصول إلى الخدمات الصحية وأوضاع العمل والمعيشة المتردية والاستغلال، هي التي تمثل مخاطر صحية كبيرة، ويجب أن نتحد معاً لمواجهتها».
المنظمتان ذكرتا أن «أعداد المهاجرين عبر اليمن بنية الوصول إلى بلدان أخرى في الخليج العربي، انخفضت نتيجة للجائحة من 11.101 مهاجر في شهر يناير (كانون الثاني) إلى 1.725 مهاجر في شهر أبريل (نيسان) الماضي، إلا إنه لا يزال كثير من المهاجرين واللاجئين عالقين في اليمن لأنهم بدأوا تحركهم إلى هناك قبل فرض قيود التنقل. وإن عدداً متزايداً من المهاجرين واللاجئين يواجهون ظروفاً غير صحية في مراكز العبور والاحتجاز والحجر الصحي».
وكان محمد علي الحوثي، القيادي في الميليشيا، قال إن بلاغا وصل إليه بأن المهاجر الصومالي الذي مات مصابا بفيروس «كورونا» كانت تتردد عليه منظمة الصحة العالمية وهي من قامت بتسكينه داخل الفندق في العاصمة صنعاء. وطلب من «الأجهزة المعنية والنيابة التأكد من صحة المعلومة والتحقيق في ذلك»، وعاد في اليوم التالي ليقول إن المقصود هي المنظمة الدولية للهجرة.
وفي اتجاه آخر، وجّه مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن برفع تعليق حركة العاملين في مراكز المنظمة في صنعاء و3 محافظات أخرى بعد يوم من سريانه «نتيجة للمخاطر والتهديدات المحتملة التي تم إدراكها لموظفي منظمة الصحة العالمية وعملياتها».
وجاء في تعميم جديد اطلعت عليه «الشرق الأوسط» أن قرار وقف تحركات الموظفين استند إلى التقييم والمراجعة والرصد الروتيني لأي مخاطر أو تهديدات لسلامة الموظفين وأمنهم، وطلبت من الموظفين في مركز المنظمة في صنعاء وإب والحديدة وصعدة، «الاستمرار في العمل ضمن إطار المخاطر الأمنية المعتمد كما هو محدد في كل منطقة محلية».
وفي توضيح آخر؛ ذكرت المنظمة أنها لم توقف أو تعلق عملياتها في المناطق الشمالية لليمن، ولكنها «أوقفت مؤقتاً حركة موظفيها في هذه المناطق نظراً لبعض المخاطر التي كان من الممكن أن يكون لها أثر على سلامتهم». وقالت: «الآن؛ تم رفع القيود التي كان قد تم فرضها على حركة الموظفين، وسيعاودون العمل على الفور».
انتقاد أممي لعنصرية الحوثيين ضد المهاجرين
«الصحة العالمية» أعلنت عودة فرقها بعد رفع قيود الحركة بمناطق الانقلابيين
انتقاد أممي لعنصرية الحوثيين ضد المهاجرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة