انتقاد أممي لعنصرية الحوثيين ضد المهاجرين

«الصحة العالمية» أعلنت عودة فرقها بعد رفع قيود الحركة بمناطق الانقلابيين

محمد علي الحوثي (رويترز)
محمد علي الحوثي (رويترز)
TT

انتقاد أممي لعنصرية الحوثيين ضد المهاجرين

محمد علي الحوثي (رويترز)
محمد علي الحوثي (رويترز)

انتقدت منظمتا الصحة العالمية والهجرة الدولية إساءة الحوثيين للمهاجرين وتحميلهم مسؤولية نقل فيروس «كورونا» إلى مناطق سيطرتهم، وكذلك تجميعهم قرب الحدود ورميهم في مناطق صحراوية من دون غذاء ولا ماء، وهي إساءة قوبلت باستهجان واسع من المجتمع اليمني، خصوصاً بعد تهديد الميليشيا بمقاضاة المنظمات الدولية.
وتسبب إعلان وزير الصحة في حكومة ميليشيا الحوثي بأن أول إصابة بالفيروس في مناطق سيطرتهم هي لمهاجر صومالي، في «حملات كراهية للأجانب وجعلهم كباش فداء»، وما ترافق مع ذلك من «الإساءة الجسدية واللفظية، والحجر القسري، ورفض الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، وفرض قيود على الحركة، والنقل القسري إلى الخطوط الأمامية للصراع، وإلى أماكن صحراوية، وتركهم عالقين هناك من دون غذاء أو ماء أو أي خدمات أساسية»، وفق بيان مشترك صدر عن المنظمتين التابعتين للأمم المتحدة.
وناشدت المنظمتان السلطات الوطنية والشعب اليمني أن «يستمروا في قبولهم الكريم والمعروف عبر السنوات للمجتمعات المُعرضة للخطر، ودعمها؛ بما فيها مجتمع المهاجرين».
وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر المتوسط، إن «الفيروس لا يحترم الحدود، ويستهدف الجميع، بغض النظر عن العرق أو الانتماءات السياسية أو المواقع الجغرافية. ولا يوجد أي دليل إطلاقاً على أن مجموعة ما مسؤولة بشكل أكبر عن نقله أكثر من مجموعة أخرى. ولكن هناك مجموعات من الناس معرضون لخطر الإصابة بالفيروس بشكل أكبر بسبب إصابتهم بحالات مرضية سابقة، و/أو بسبب الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية».
من جهتها؛ قالت كارميلا جودو، مديرة المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه «يجب عدم وَصْمُ المهاجرين أو ربطهم بخطورة نقل الأمراض»، موضحة أن «ظروف الطريق من أفريقيا إلى الخليج العربي؛ بما في ذلك عوائق الوصول إلى الخدمات الصحية وأوضاع العمل والمعيشة المتردية والاستغلال، هي التي تمثل مخاطر صحية كبيرة، ويجب أن نتحد معاً لمواجهتها».
المنظمتان ذكرتا أن «أعداد المهاجرين عبر اليمن بنية الوصول إلى بلدان أخرى في الخليج العربي، انخفضت نتيجة للجائحة من 11.101 مهاجر في شهر يناير (كانون الثاني) إلى 1.725 مهاجر في شهر أبريل (نيسان) الماضي، إلا إنه لا يزال كثير من المهاجرين واللاجئين عالقين في اليمن لأنهم بدأوا تحركهم إلى هناك قبل فرض قيود التنقل. وإن عدداً متزايداً من المهاجرين واللاجئين يواجهون ظروفاً غير صحية في مراكز العبور والاحتجاز والحجر الصحي».
وكان محمد علي الحوثي، القيادي في الميليشيا، قال إن بلاغا وصل إليه بأن المهاجر الصومالي الذي مات مصابا بفيروس «كورونا» كانت تتردد عليه منظمة الصحة العالمية وهي من قامت بتسكينه داخل الفندق في العاصمة صنعاء. ‏وطلب من «الأجهزة المعنية والنيابة التأكد من صحة المعلومة والتحقيق في ذلك»، وعاد في اليوم التالي ليقول إن المقصود هي المنظمة الدولية للهجرة.
وفي اتجاه آخر، وجّه مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن برفع تعليق حركة العاملين في مراكز المنظمة في صنعاء و3 محافظات أخرى بعد يوم من سريانه «نتيجة للمخاطر والتهديدات المحتملة التي تم إدراكها لموظفي منظمة الصحة العالمية وعملياتها».
وجاء في تعميم جديد اطلعت عليه «الشرق الأوسط» أن قرار وقف تحركات الموظفين استند إلى التقييم والمراجعة والرصد الروتيني لأي مخاطر أو تهديدات لسلامة الموظفين وأمنهم، وطلبت من الموظفين في مركز المنظمة في صنعاء وإب والحديدة وصعدة، «الاستمرار في العمل ضمن إطار المخاطر الأمنية المعتمد كما هو محدد في كل منطقة محلية».
‏وفي توضيح آخر؛ ذكرت المنظمة أنها لم توقف أو تعلق عملياتها في المناطق الشمالية لليمن، ولكنها «أوقفت مؤقتاً حركة موظفيها في هذه المناطق نظراً لبعض المخاطر التي كان من الممكن أن يكون لها أثر على سلامتهم». وقالت: «الآن؛ تم رفع القيود التي كان قد تم فرضها على حركة الموظفين، وسيعاودون العمل على الفور».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».