الحكومة الإسرائيلية توقع على قرض للسلطة

يُستقطع من العائدات الضريبية المستحقة للسلطة الفلسطينية

أزمة كورونا تسببت في انخفاض حاد في عائدات السلطة الفلسطينية (ا.ف.ب)
أزمة كورونا تسببت في انخفاض حاد في عائدات السلطة الفلسطينية (ا.ف.ب)
TT

الحكومة الإسرائيلية توقع على قرض للسلطة

أزمة كورونا تسببت في انخفاض حاد في عائدات السلطة الفلسطينية (ا.ف.ب)
أزمة كورونا تسببت في انخفاض حاد في عائدات السلطة الفلسطينية (ا.ف.ب)

صادقت الحكومة الإسرائيلية على تحويل مبالغ مالية للسلطة الفلسطينية ضمن قرض قيمته 800 مليون شيكل.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد، إن وزارة المالية ستحول أجزاء من المبلغ بعد التوقيع على قرار بهذا الخصوص من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير المالية موشيه كحلون، لمساعدة السلطة في التغلب على الوضع الاقتصادي الذي تعيشه. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن المبلغ خصص لمساعدة السلطة في الوقاية من الآثار التي يتسبب بها فيروس كورونا المستجد.
ويفترض أن تدفع إسرائيل المبلغ على عدة دفعات. وقال وزير المالية موشيه كحلون إن الأموال سيتم تحويلها من خلال عدة دفعات، وسيتم استقطاعها من العائدات الضريبية المستحقة للسلطة الفلسطينية خلال الأشهر المقبلة.
ويأتي تحويل الأموال بإيعاز من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبتوصية رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات، ووزير الدفاع نفتالي بينيت، وذلك إثر الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها السلطة نتيجة وباء كورونا واستقطاع إسرائيل لأموال العوائد الضريبية.
جاء ذلك، على الرغم من اعتراضات إسرائيليين التمسوا للمحكمة العليا بوقف أي دفعات مالية للسلطة. وقدمت منظمات، من بينها «منتدى العائلات الثكلى وضحايا الإرهاب»، التماسات يطالبون فيها بوقف التحويلات المالية. وردّت الحكومة على الالتماس الذي قدم إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، بقولها إن «أزمة كورونا تسببت في انخفاض حاد في عائدات السلطة الفلسطينية، بما في ذلك عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية».
وبحسب بيان الحكومة المقدم للمحكمة العليا، سيُمنح المبلغ على أنه دفعة أولى من أموال الضرائب التي ستخصمها إسرائيل في الأشهر المقبلة. ونفت السلطة الفلسطينية أنها طلبت قرضاً مالياً من الحكومة الإسرائيلية.
وقال مسؤولون في السلطة إن هذه الأموال جزء من المستحقات المالية للسلطة. وتحتجز إسرائيل مبالغ مالية للسلطة مقدرة بمليار و200 مليون شيكل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.