أحمد زاهر لـ«الشرق الأوسط»: تجسيد أدوار الشر مسألة معقدة

اعتبر كُره الجمهور لشخصية «فتحي» في «البرنس» شهادة نجاح

الفنان أحمد زاهر
الفنان أحمد زاهر
TT

أحمد زاهر لـ«الشرق الأوسط»: تجسيد أدوار الشر مسألة معقدة

الفنان أحمد زاهر
الفنان أحمد زاهر

قال الفنان المصري أحمد زاهر، الذي لفت الأنظار إليه بشدة بعد دور «فتحي» الشرير بمسلسل «البرنس» الذي يجري عرضه حالياً ضمن ماراثون دراما رمضان، إن دوره بالعمل معقد جداً وصعب، وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن المخرج محمد سامي مخرج «البرنس» كان وراء قبوله المشاركة في العمل، بعدما رشحه لهذا الدور عندما كان مجرد فكرة، قائلاً: «أعجبت للغاية بفكرة المسلسل، وشخصية (فتحي) الشريرة التي اتفقت على شكلها النهائي مع المخرج محمد سامي، الذي أثق فيه للغاية، بعدما قدمت معه عدة أدوار ناجحة من قبل عبر مسلسلات (حكاية حياة) و(كلام على ورق)، ويجمعني به ثقة وتفاهم متبادل، وهو مخرج تفكيره أقرب للعالمية، ويستحيل أن يستعين بالفنان في نفس الدور أو الشخصية التي نجح فيها من قبل، لذلك قبلت هذا التحدي وحضرت جيداً للدور».
ويقول زاهر، «رغم أن البعض قد يظن أن شخصية (فتحي) سهلة، لكنها في الحقيقة مركبة وصعبة للغاية، لأن كل انفعالات وأحاسيس الشخصية داخلية، فعليه في أغلب الأوقات أن يظهر هادئاً، رغم أن بداخله ثورة وشر كبيرين، ويدبر المكائد ويقود إخوته بسهولة، لإقناعهم بهذا الشر، فالشخصية نفسية جداً، وقد استغرقت وقتاً طويلاً في إعدادها، حتى مظهرها الخارجي مختلف من حيث قصة الشعر وطريقة المشي والتعامل مع الآخرين».
زاهر الذي ظهر كضيف شرف في مسلسل «ولد الغلابة» بموسم رمضان الماضي، يرى أن تجسيد أدوار الشر سلاح ذو حدين، ويقول: «الشرير لا بد أن يكرهه الجمهور، لذلك أتمنى أن يكره المشاهدون شخصية فتحي، فأنا شخصياً عندما أشاهده على الشاشة أشعر بكره شديد تجاهه بسبب تصرفاته وتفكيره، ولو كره الجمهور فتحي فهذا نجاح لي». مؤكداً أنه لم يشعر بالقلق تجاه تجسيد هذه الشخصية الشريرة لأنه ليس وجهاً جديداً ويتمتع برصيد وثقل وثقة لدى الجمهور، فلو كنت وجهاً جديداً لتخوفت تماماً من أدائها، فالجمهور الذي شاهدني في كافة الأنماط والشخصيات يعي جيداً طبيعتي كممثل، لذلك أنا هنا أراهن على وعي الناس وثقتهم بي».
وذكر أحمد زاهر أن اللمحة الكوميدية في دوره، خصوصاً في المشاهد التي تجمعه بالفنانة روجينا، كانت مقصودة، قائلاً: «هذه الكوميديا كانت مقصودة طبعاً، ولكنها كانت تلقائية وطبيعية تبعاً للمواقف نفسها، فليس شرطاً أن أطلق (إفيه) أو نكتة كي أضحك الجمهور، ولكن الحوار بيني وبين روجينا كان عادياً وجاداً للغاية ولكن تخللته مواقف مضحكة، وقد تعمد المخرج محمد سامي هذه التلقائية كي تخرج المشاهد في أفضل صورة ممكنة وكي لا نتهم بالافتعال، وكانت هذه الكوميديا مقصودة للتخفيف من وطأة شر الشخصيتين، فقد أردنا إخراجهما كأشخاص طبيعيين، فليس هناك إنسان شرير بشكل تام، أو طيب أيضاً بشكل كامل، ولكن أي إنسان يحمل بداخله النوعين بمقادير متباينة، ففي حياتنا العادية نتعامل مع أشخاص غير أسوياء نفسياً وأشرار رغم أن شكلهم الخارجي عادي ومطمئن».
ونفى زاهر أن يكون سبب قبوله لدور «فتحي» هو أنه الند الرئيسي للبطل، وقال: «ظهرت من قبل في مسلسلات من بطولتي الشخصية مثل مسلسل (الحالة ج) بالاشتراك مع حورية فرغلي، فضلاً عن أنني بذلت مجهوداً كبيراً في مشواري الفني وقدمت أدواراً كبيرة مثل دور (فرج) في مسلسل «كلام على ورق»، والذي حصد نحو 10 جوائز، وبالتالي شخصية (فتحي) لم أقبله لأنه الند الرئيسي، ولكن لأن موضوع المسلسل بالفعل رائع ومكتوب باحترافية شديدة، وأنا لدي قناعة أؤمن بها وهي أنه ليس مهماً للفنان أن يكون اسمه مكتوباً في البداية، ولكن المهم أن يكون بطلاً في دوره ويقدمه بنجاح».
وعلق على مدح الجمهور له بوصوله لمرحلة كبيرة من النضج الفني قائلاً: «كل ما أعرفه أنني أعددت جيداً لشخصية فتحي من كل النواحي الشكلية والنفسية وتعايشت مع تاريخه، ثم اجتهدت في تقديم الدور على الشاشة بعين مخرج مهم وذكي، وأشكر كل من قال ذلك، وأحمد الله على ثقة الجمهور في، وخصوصاً أنهم يعلمون أنني أركز جيداً في اختيار الأدوار ولا أكرر ما قدمته من قبل ولا أقبل أي شخصية لا تدفعني خطوة للأمام، ومن أجل هذه الأسباب فلم أقدم أي عمل درامي طوال العامين الماضيين باستثناء ظهوري كضيف شرف في مسلسلي (ولد الغلابة) و(رحيم)». واعتبر زاهر أن نجاحه في دور «فتحي» قد عوضه عن الغياب خلال العامين الماضيين، في الوقت الذي لا ينكر فيه أن ظهوره كضيف شرف، حقق له ردود إيجابية على الـ«سوشيال ميديا»، خصوصاً شخصية «جمال لبة» في مسلسل «ولد الغلابة»، «رغم أنني قدمتها من دون الحصول على أجر».
واختتم حديثه بكشف أسباب ابتعاده عن السينما في السنوات الأخيرة قائلاً: «كل الأدوار والأعمال التي عرضت علي لا ترقى لمستوى تقديمها أصلاً، فلا يصح بعد أن نجحت في أدوار مهمة أن أجازف باسمي في أفلام مقاولات حتى لو كنت البطل الرئيسي، وللأسف الأمر ليس في يدي، ووجودي بالسينما مرهون بالمعروض علي ومدى جودته».


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

كيف تصحو... عاداتٌ صباحيّة تمنح يومَك بدايةً صحية وذكيّة

كيف تصحو... عاداتٌ صباحيّة تمنح يومَك بدايةً صحية وذكيّة
TT

كيف تصحو... عاداتٌ صباحيّة تمنح يومَك بدايةً صحية وذكيّة

كيف تصحو... عاداتٌ صباحيّة تمنح يومَك بدايةً صحية وذكيّة

لعلّ أسوأ ما قد تصحو عليه صباحاً هو صوت المنبّه. وقد أثبتت الدراسات العلميّة أنّ رنينه، والذي غالباً ما يمنحك استفاقةً مذعورة، يتسبّب بفائضٍ من هرمونات التوتّر والأدرينالين، وكأنّ الجسم يتحضّر لمواجهة خطرٍ ما. لحسن الحظّ أنّ التكنولوجيا ابتكرت بدائل عن ذلك الصوت المزعج، لمَن ليس لديهم مَن يوقظهم صباحاً. على سبيل المثال، بالإمكان اختيار رنّةٍ هادئة كبديلٍ عن الجرس الصاخب. كما أنّ ثمة أجهزة جديدة وظيفتُها إيقاظ النائم بأسلوبٍ ناعم، لا يصيبه بالذعر وخفقان القلب.

يتسبب جرس المنبّه في ارتفاع هرمونات التوتّر (رويترز)

30 دقيقة بلا هاتف

ومَن استطاع التخلّص من المنبّه أو تحويله إلى وسيلةٍ لطيفة، بإمكانه كذلك السيطرة على الحركة الأولى التي تراوده ما إن يستيقظ: تفحّص الهاتف.

من بين الحيَل التي قد تجنّبك التقاط الهاتف في اللحظة التي تفتح فيها عينَيك، أن تضعه في غرفةٍ أخرى أو أن تشحنه في مكانٍ بعيدٍ عن السرير، مع الحرص على إطفاء خدمة الإنترنت. أما إن اضطررت إلى استعماله كمنبّه، فبالإمكان حصر التعامل معه بإطفاء زرّ الجرس من دون تصفّح الرسائل والأخبار خلال نصف ساعةٍ بعد الاستيقاظ.

يُنصح بتجنّب تصفّح الهاتف فور الاستيقاظ (رويترز)

المياه أوّلاً

لا بدّ من بدائل تُغنيك عن الجولة الهاتفية الصباحية وتمنح بداية يومك انطلاقةً أفضل. وفق خبراء الصحة، لعلّه من الأذكى التقاطُ كوب مياه بدل الهاتف. فشربُ كوبٍ كامل من المياه يجب أن يتحوّل إلى عادةٍ يومية تسبق تناول القهوة أو الشاي. فإضافةً إلى ترطيب الجسد، تساعده على تجهيز نفسه للعملية الهضمية خلال النهار. بالإمكان كذلك إضافة القليل من عصير الليمون إلى المياه، فهذا الأمر يساعد في التخلّص من السموم.

المياه ضرورية صباحاً والحامض معها يساعد في التخلّص من السموم (إنستغرام)

تأمّلات صباحيّة

بعد المياه وقبل مغادرة الفراش، من المفيد تخصيص 5 دقائق للتفكير الذاتيّ. قبل الإسراع نحو المهام اليومية والتي غالباً ما نقوم بها أوتوماتيكياً ومن دون تفكير. قد يكون من الجيّد التمهّل وطرح أسئلة مثل: ماذا أريد تحقيقه في هذا اليوم؟ ما القيَم التي أريد أن أعكسها من خلال تعاملي مع نفسي ومع الآخرين؟ ما الأهداف التي أريد أن أحقّقها وكم من الوقت سأمنح لما أحبّ ولما يفرحني؟

لكن في المقابل، تُجمع الدراسات على أنه ليس من المحبّذ اتّخاذ قراراتٍ مصيرية بعد الاستيقاظ مباشرةً، لأنّ الذهن لا يكون في حالة كافية من اليقظة.

من الممكن تطوير هذا السلوك وتحويله إلى تأمّل يوميّ، مع كل ما تحمل هذه العادة من إيجابيات ذهنية وصحية ونفسية. 10 دقائق من التأمّل والتنفّس السليم كفيلة بمَنح اليوم انطلاقةً هادئة ومتوازنة. وقد يتّخذ التأمّل شكل تدوين الخواطر وإفراغ ما في القلب على الورق؛ ولهذا السلوك كذلك مفعول علاجيّ.

التأمّل صباحاً يمنح اليوم انطلاقة هادئة وإيجابية (أ.ف.ب)

لا تخرج قبل ترتيب السرير

لم تنتهِ الدقائق الـ30 الخالية من الهاتف بعد، وما زالت ثمة أفكار كثيرة يمكن ملء الصباح بها. الحركة محبّذة في انطلاقة اليوم، بدءاً بأمورٍ بسيطة كترتيب السرير؛ مع العلم بأنّ هذا السلوك يمنح شعوراً بالرضا عن النفس وتحقيق هدفٍ، حتى وإن كان صغيراً.

يُنصح كذلك بتخصيص 10 دقائق على الأقل لبعض التمارين الرياضية السريعة، مثل المشي أو اليوغا أو حركات تمديد العضلات (stretching)، ويُستحسن إن كان بالإمكان ممارستها في الخارج تحت أشعّة الشمس. هذا السلوك اليوميّ مفيدٌ للعظام وللدورة الدمويّة ولشحن الطاقة على حدٍ سواء.

ترتيب السرير سلوك يومي له انعكاسات نفسية جيدة (رويترز)

أفكار لفطور صحي

غالباً ما يُهمل الناس وجبة الفطور بسبب استعجالهم للخروج إلى وظائفهم، أو إلى الجامعة، أو من أجل إيصال الأولاد إلى المدرسة. يغفلون أنّ تلك الوجبة هي الأهمّ وهي أساس الانطلاقة الصحية لليوم. يُهملونها إلى درجة أنهم يكتفون بفنجان قهوة ولا يأكلون، أو أنهم يتناولون «أي حاجة» من دون التوقّف عند قيمتها الغذائية.

من المفضّل أن تكون تلك الوجبة غنية بالبروتين وبالدهون الصحية، وخالية من السكّر والنشويّات. يجب أن يرتكز الفطور إلى المكوّنات التالية، والتي يمكن اختيار اثنتَين منها على الأقلّ لتحضير وجبة بداية النهار:

- مصادر البروتين: البيض، اللبن (الزبادي)، الجبن.

- الدهون الصحية: الأفوكادو، المكسّرات النيئة، زيت الزيتون، زبدة الفستق أو اللوز.

- الدهون المركّبة والألياف: الشوفان، الحبوب الكاملة، الفاكهة الحمراء كالتوت والفراولة، الخضراوات.

مفتاح اليوم فطورٌ صحيّ (رويترز)

صباحات المشاهير

تبدو صباحات المشاهير بعيدة عن الواقع ومن المستحيل تطبيقها في حياة العاديين من البشر. فالنجوم ورجال الأعمال الأثرياء يملكون رفاهية الوقت، وثمة من يلبّي طلباتهم على مدار الساعة. لكن من المفيد الاقتباس منها لتحسين نوعية الاستيقاظ وما يليه مباشرةً من سلوكيّات.

البداية مع جنيفر لوبيز التي تبدأ يومها بجلسة تأمّل، تليها حركات تمديد العضلات، ثم تتناول فطوراً أساسه الشوفان، قبل أن تنطلق النجمة الأميركية إلى نهارها الحافل.

أما الإعلامية أوبرا وينفري فتستيقظ يومياً عند السادسة والثلث، ومن دون الاستعانة بالمنبّه. أوّل ما تفكّر فيه: «أنا حيّة. شكراً». تُخرج كلابها في فسحة قصيرة، ثم تمارس التأمّل وتقوم ببعض التمارين الرياضية.

يملك المشاهير رفاهية الصباحات الصحية (رويترز)

وفق تحقيقٍ نُشر في صحيفة «نيويورك تايمز»، فإنّ الملياردير بيل غيتس يبدأ يومه في ناديه الرياضي الخاص، حيث يمضي ساعةً من الوقت على جهاز المشي، وهو يشاهد الوثائقيات التعليميّة. وبعد التمرين والتثقيف، يقرأ غيتس عناوين الصحافة اليومية.