تجاوب «صندوق النقد» يشيع التفاؤل بالوصول إلى اتفاق مع لبنان

رئيسته اتصلت بدياب وعدت طلب المساعدة «خطوة إلى الأمام»

TT

تجاوب «صندوق النقد» يشيع التفاؤل بالوصول إلى اتفاق مع لبنان

يدخل اقتصاد لبنان مرحلة جديدة، بدءاً من الأسبوع المقبل، مع انطلاق المفاوضات المباشرة مع مسؤولي صندوق النقد الدولي الهادفة إلى عقد اتفاق برنامج تمويل بقيمة 10 مليارات دولار، توازياً مع الشروع بتنفيذ خطة «التعافي المالي والاقتصادي» التي أقرتها الحكومة، والتي سيتم اعتماد صيغتها النهائية في ضوء ملاحظات المؤسسة الدولية والمرجعيات والجهات المحلية المعنية بالتشريع والتنفيذ وإدارة النقد والمصارف على مدار السنوات الخمس المقبلة.
وأدت الاستجابة الأولية لإدارة الصندوق، التي عبرت عنها رئيسته كريستالينا جورجيفا خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة حسان دياب، أبلغته فيه أن الخطة «خطوة مهمة إلى الأمام»، إلى إشاعة أجواء متفائلة بإمكانية تسريع الوصول إلى اتفاق، والحصول على شريحة الدعم الأولى المقدرة بنحو 3 مليارات دولار قبل نهاية العام الحالي، مما يخفف جزئياً من نقص العملات الأجنبية والأعباء الثقيلة على الاحتياطات القابلة للاستخدام لدى البنك المركزي.
لكن هذه الطموحات تصطدم بقدرة الدولة اللبنانية على الالتزام بالبرنامج الإصلاحي الشامل، في ضوء التجارب غير المشجعة التي اختبرها المجتمع الدولي سابقاً. ويؤكد مسؤول مالي لـ«الشرق الأوسط» أن على السلطات اللبنانية أن تدرك أن التعاقد مع الصندوق يختلف عن التعاملات السابقة مع الدول والمؤسسات المانحة التي لبت طلبات الإعانات والدعم في مؤتمرات باريس الثلاثة. فالصندوق يؤمن التمويل على دفعات، ربطاً بمدى تقدم الحكومة بتنفيذ البرنامج الذي يرسو عليه الاتفاق الثنائي.
وتبرز أسئلة جوهرية يرتقب أن يطرحها وفد الصندوق الذي يتوقع وصوله إلى بيروت منتصف الأسبوع المقبل، وفقاً للمعطيات التي توفرت لجهات محلية تتواصل مباشرة مع المؤسسة المالية الدولية، ويرجح أن تحوز التغطية التشريعية والقانونية الخاصة بتغطية الفجوة المالية وبالإصلاحات الإدارية والمالية أولوية الاهتمام والمتابعة من قبل مسؤولي الصندوق. وسيجري التقصي عن مدى استجابة المجلس النيابي وكتله الرئيسية لإقرار القوانين التي سترد تباعاً من الحكومة. كما سيتم التركيز على دور القطاع المالي، وخصوصاً السلطة النقدية والجهاز المصرفي، وتفاعلهما السلبي حتى الآن مع المعادلة المقترحة لتوزيع الخسائر.
ويتوقع أن تكون قضية «تعويم» سعر صرف الليرة ضمن قائمة الأولويات التي سيطرحها مسؤولو الصندوق، في ظل تلاشي إمكانات البنك المركزي للحفاظ على سياسة الاستقرار النقدي التي اعتمدت سعراً ثابتاً للدولار منذ نحو 25 عاماً. كما يتوقع أن تكون قضية «تعويم» سعر صرف الليرة ضمن قائمة الأولويات التي سيطرحها مسؤولو الصندوق.
كما تمثل إعادة هيكلة القطاع العام العقبة الأكثر تعقيداً في خريطة الطريق الإصلاحية ضمن اتفاقية الدولة والصندوق. وثمة معلومات مسبقة بأن مسؤولي الصندوق قد يتخلون عن طلب الشروع فوراً بتحجيم هذا القطاع الذي يربو على 350 ألف موظف ومتعاقد، وكلفته التي تسيطر على نحو 40 في المائة من الموازنة العامة، ونحو 73 في المائة من الإنفاق الأولي، لقاء النظر سريعاً بإعادة النظر بنظام التقاعد ونهاية الخدمة.
أما على جانب القطاع المالي، فقد برز الموقف الصريح الذي أعلنه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعدم مشاركة السلطة النقدية في إعداد الخطة الحكومية، وهو الأمر الذي سيثير تساؤلات إضافية بشأن انسجام الأطراف الموكلة بتنفيذ الآليات المالية والنقدية للخطة، فيما تعكف جمعية المصارف على إنجاز خطة بديلة، تنشد أن تلقى تأييداً من قبل أعضاء وكتل في المجلس النيابي، كما ستسلمها إلى مسؤولي الصندوق خلال الاجتماع بهم في بيروت، أو ترسلها مباشرة إلى الإدارة المركزية للمؤسسة في واشنطن.
وبحسب محاور أساسية اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، تركز جمعية المصارف على وصف خطة الحكومة بأنها ليست اقتصادية، بل محاسبية، وهي بصيغتها الحالية «غير دستورية، وستنتج تحديات قانونية من شأنها أن تؤدي إلى أحكام قضائية تحجب جوانب حاسمة فيها. وبالتالي لا يمكن تنفيذ خطة مشكوك فيها قانونياً بأي طريقة ممكنة»، فضلاً عن عدم دستورية المسّ بالملكية الفردية. كما تشدد على أن «البنك المركزي هو ملك للدولة، مع استقلاليته، وهو مصرف الدولة ويجب عليها إعادة رسملته. فلا يوجد في كل دول العالم الأعضاء في صندوق النقد الدولي أي سابقة لإعادة رسملة البنك المركزي من قبل المصارف أو المودعين فيها».
وتلفت إلى أن المصارف «أصرت لدى مصرف لبنان، ولدى وزير المالية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على تشريع القيود، ورفضوا جميعاً ذلك. واليوم، تطلب الخطة استعادة الأموال الخارجة. بينما، ولجهة توزيع الخسائر المحققة التي تبلغ نحو 105 مليارات دولار، تكشف ملاحظات جمعية المصارف عن أن العبء الأكبر سيقع على المودعين من الشريحة التي تزيد مدخراتها عن 500 ألف دولار. فقد تم تحميل البنك المركزي نحو 15 مليار دولار، وتحميل المصارف نحو 23 مليار دولار، عبر شطب رساميلها، مما يثير المخاوف من عملية اقتطاع كبيرة (Haircut) يمكن أن تصل إلى 77 في المائة من الودائع الكبيرة، في حال تنصل الدولة من سداد ديونها البالغة نحو 93 مليار دولار».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.