ترمب يستخدم الفيتو لمنع الحد من صلاحياته في شن حرب على إيران

مفاوضات تبادل السجناء الأميركيين والإيرانيين تتقدم

TT

ترمب يستخدم الفيتو لمنع الحد من صلاحياته في شن حرب على إيران

استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب حق النقض ضد قانون أقره الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، للحد من صلاحياته لشن حرب على إيران. وأكد ترمب في بيان نشره البيت الأبيض في وقت متأخر الأربعاء، أن التشريع كان قراراً مسيئاً للغاية، طرحه الديمقراطيون في إطار استراتيجيتهم لكسب انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) من خلال تقسيم الجمهوريين. وأضاف «قلة من الجمهوريين الذين صوتوا لصالح التشريع فعلوا ما أراده الديمقراطيون».
وكما كان متوقعاً، فقد فشل الكونغرس الذي يحظى فيه الجمهوريون بغالبية 53 صوتاً مقابل 47 للديمقراطيين، أمس (الخميس) في التصويت بغالبية الثلثين لكسر الفيتو الرئاسي.
وكان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون قد أقر القانون في مارس (آذار) الماضي، بينما أقره مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون بأكثرية بسيطة في أبريل (نيسان)، علماً بأن تصويت مجلس الشيوخ هو الحاسم في كسر الفيتو الرئاسي وتقرير مصير القانون. واعتبر القرار بمثابة «العصا» التي تشهرها واشنطن في وجه إيران، مقابل تمرير «جزرة» السماح للعراق بمواصلة استخدام إمدادات الطاقة الإيرانية إثر تشكيل الحكومة العراقية، في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين البلدين لإطلاق سراح عدد من السجناء، بحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
وقالت الصحيفة، إن الولايات المتحدة تتفاوض مع إيران على تبادل إطلاق سراح عدد من السجناء، هم أربعة أميركيين، من بينهم ثلاثة من أصل إيراني، مقابل 20 إيرانياً تقول إيران، إن الولايات المتحدة تحتجزهم.
وتأتي المحادثات تزامناً مع زيادة الإدارة الأميركية أخيراً العقوبات ضد إيران، والتي كانت أعادت فرضها بعد انسحابها من الاتفاق النووي معها، ورفضها تخفيفها رغم أزمة «كورونا»، وتهديدها بإغراق أي زورق إيراني يتحرش بالسفن الأميركية في مياه الخليج. كما يسعى وزير الخارجية مايك بومبيو لتجديد حظر الأسلحة المفروض من مجلس الأمن الدولي على إيران والذي ينتهي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
في المقابل، اتخذت إيران موقفاً استفزازياً، وزادت من تخصيب اليورانيوم فوق الحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وأطلقت قمراً صناعياً عسكرياً وزادت من نشاط ميليشياتها في المنطقة.
ووفقاً للصحيفة، يتفاوض الطرفان على صفقة من شأنها إطلاق سراح ضابط سابق بالبحرية الأميركية تحتجزه إيران مقابل طبيب إيراني أميركي تحتجزه واشنطن.
وقال أبو الفضل مهرآبادي، نائب مدير قسم المصالح الإيرانية في السفارة الباكستانية في واشنطن، إن المفاوضات تهدف إلى تبادل الضابط مايكل وايت، 48 سنة، المحتجز في إيران منذ ما يقرب من عامين، مع طبيب إيراني - أميركي لم يفصح عنه، مشيراً إلى أن المحادثات لم تتوصل إلى نتيجة بعد.
كما تسعى إيران أيضاً إلى إطلاق سراح عالم إيراني - أميركي يدعى سيروس أصغري (59 عاماً)، والذي ثبتت إصاباته بالفيروس التاجي الأسبوع الماضي، أثناء وجوده في حجز إدارة الهجرة والجمارك، في انتظار ترحيله، بعد أن تمت تبرئته في نوفمبر الماضي في محكمة اتحادية بتهمة سرقة أسرار تجارية في انتهاك للعقوبات أثناء زيارته إحدى الجامعات في ولاية أوهايو. من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، إن إعادة الأميركيين المحتجزين إلى الوطن تمثل أولوية بالنسبة للرئيس ترمب. وأضافت «نحن نعمل مع السويسريين كل يوم على صحة وسلامة وإطلاق سراح المواطنين الأميركيين المحتجزين بشكل غير مشروع في إيران».
إلى ذلك، وجهت الخارجية الإيرانية عبر حسابها على «تويتر» انتقادات لاذعة للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، في الذكرى الثانية على توقيع دونالد ترمب مرسوم الانسحاب.
وقالت الخارجية الإيرانية، إن «الولايات المتحدة تكره الاتفاق النووي وغادرته وتنتهكه وتعاقب كل الذين يلتزمون بالاتفاق».
وأضافت في تغريدة على «تويتر»، إن الولايات المتحدة «ليست في موقع يسمح لها بطرح قضايا الاتفاق النووي».
في أواخر مارس الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها جددت إعفاءات تتعلق بأربعة قيود على البرنامج النووي للنظام الإيراني لمدة 60 يوماً إضافية.
ويسمح القرار لشركات روسية وصينية وأوروبية بمواصلة عملها في مواقع نووية إيرانية وفقاً للاتفاق النووي.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».