غضب من التنكيل بشابين عراقيين بعد مهاجمتهما الصدر وشيخ عشيرة

TT

غضب من التنكيل بشابين عراقيين بعد مهاجمتهما الصدر وشيخ عشيرة

أثار مقطعان مصوران انتشرا على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، غضب واستهجان مدونين وناشطين وساسة وقضاة عراقيين؛ إذ يظهر أولهما أفراداً من عائلة يعتقد أنها تعيش في إحدى المحافظات الجنوبية، وهم يحلقون شعر شاب من العائلة قسراً بسبب هجومه الحاد على زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر وأسرته.
وخلال عملية الحلاقة القسرية، ردد أفراد العائلة عبارات الاعتذار عن مقتدى الصدر و«سرايا السلام»، الفصيل المسلح التابع له، كما أعلن أحد الأشخاص البراءة من الشاب وعدم محاسبة أي جهة تقدم على معاقبته أو قتله. وكان الصدر أعلن في وقت سابق أنه يتنازل عن الإساءات التي توجه إليه «حصرياً».
وفي مقطع آخر، يظهر ثلاثة أشخاص، أحدهم يحمل مسدساً، وهم يكيلون الصفعات والضربات بالأيدي وقبضة المسدس لشاب وجه انتقادات عبر «فيسبوك» إلى شيخ عشيرته الذي كان من بين الثلاثة. ولم تنفع توسلاته في ثني الشيخ عن حلق شاربه.
وحظى الشابان بمشاعر تعاطف بين عراقيين كثيرين، طالبوا السلطات بمعاقبة الأشخاص الذين أهانوهم بهذه الطريقة، كما أنحى آخرون باللائمة على المؤسسة القضائية التي لا تقوم بإجراءات رادعة لمنع وقوع أفعال كهذه. وقال عضو اللجنة القانونية في البرلمان النائب فائق الشيخ علي في تغريدة عبر «تويتر»: «لو كان عندنا دولة ورجال وسلطة وعدالة وكرامة للإنسان، لحلقنا رؤوس مَنْ ساهم بحلق رأس ولد شاب أمام الكاميرا ولضربنا وأهنا وشتمنا مَنْ ضرب وأهان رجلاً أمام الكاميرا وهو يتوسل بهم، ولو كانت هناك ضوابط لما استخدم الناس التسقيط في وسائل التواصل الاجتماعي. ما هذا الاستهتار؟».
أما القاضي رحيم العكيلي، فرأى أن «الأمور تعود بنا إلى ما يشبه العهود الاقطاعية». وكتب عبر «فيسبوك»: «حينما تنهار سيادة القانون ويخفت صوت العدالة، سيعلن الأقوياء نصرهم المؤزر على ضعفاء المجتمع ومساكينه، وسيعلنون عن أبشع صور الاستعباد والمهانة والغطرسة». وأضاف أن «المسدس الذي يرفعه الأقوياء باسم الشرف والكرامة، هو نفسه الذي يذل المجتمع».
وربط الكاتب محمد غازي الأخرس، بين حادث الشاب الذي حلق شاربه، وبين ما أثير حول مسلسل «أحلام السنين» الذي يبث حالياً على شاشة قناة «إم بي سي - العراق» بذريعة أن فيه «إساءة» إلى العشائر. وكتب الأخرس عبر «فيسبوك»: «لكل من ثارت ثائرته لمشهد إهانة المرأة بالتهديد بربطها مع الهوش (البقر) من قبل الشيخ ساچت الفالح في مسلسل أحلام السنين، أتمنى أن يذكروا لي ما هو الاختلاف بين تلك الإهانة المعترض عليها والتعدي بالضرب على دخيل جاء يعتذر عن خطأ ارتكبه ويتوسل ببخت الشيخ باسل كما في الفيديو الذي انتشر اليوم».
وتساءل: «ما هو الفرق يا ترى؟ هل في قيم الشيوخ أن يعتدوا على الدخلاء عندهم؟ إن كان فعل الشيخ في الفيديو شاذاً، فلماذا لا تفترضون فعل الشيخ في المسلسل شاذاً أيضاً، رغم أن الفعل الأول حقيقي والآخر تخييلي؟ شيء عجيب حقاً».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.