ضغوط متزايدة تشكك بمصير الانتخابات الرئاسية البولندية

TT

ضغوط متزايدة تشكك بمصير الانتخابات الرئاسية البولندية

وارسو ـ «الشرق الأوسط»: تحيط الشكوك بإمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية البولندية، قبل أيام قليلة من موعدها المقرر مبدئياً الأحد، مع تزايد الضغوط لإرجاء هذا الاستحقاق بسبب تفشي وباء «كوفيد - 19».
وتسعى حكومة حزب «القانون والعدالة» المحافظة القومية إلى الحصول على موافقة البرلمان، الخميس، لإجراء اقتراع عبر البريد. لكن مع معارضة بعض نواب الحزب الحاكم هذا الإجراء، لا تزال نتيجة هذا التصويت غير واضحة.
ويعتبر منتقدو السلطة أن التصويت عبر البريد لن يكون حراً ونزيهاً، ولا قانونياً وخالياً من الخطر على الصحة العامة. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى احتمال فوز الرئيس المنتهية ولايته أندريه دودا، من الجولة الأولى بأكثر من 50 في المائة من الأصوات، ما دفع المعارضة إلى اتهام الحزب الحاكم بتعريض صحة الناخبين للخطر لتحقيق فوز مرشحه.
ويرى بعض المنتقدين أن التصويت عبر البريد يزيد من خطر العدوى، إذ يجب نقل بطاقات الاقتراع وتعبئتها وعدّها يدوياً. ووسط هذه الأجواء، يؤيد ناخب واحد من أصل 4 تنظيم الانتخابات في موعدها، وفق استطلاع.
ولفتت «هيومن رايتس ووتش» إلى «مخاوف جدية بشأن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وسيادة القانون في بولندا»، تماشياً مع رأي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. كما دعت الكنيسة الكاثوليكية النافذة والمقربة من الحزب الحاكم إلى «البحث عن حلول لا تثير شكوكاً قانونية أو ريبة بشأن انتهاك النظام الدستوري».
ودون أن يقدم اقتراحاً رسمياً، لمّح رئيس الوزراء ماتيوس موراوسكي إلى إمكانية تأجيل الانتخابات إلى 17 أو 23 من الشهر الحالي. ورفض دعوات المعارضة لإعلان حالة الطوارئ التي من شأنها تأجيل الانتخابات الرئاسية تلقائياً.
ويعزز هذا الصراع حول الانتخابات الرئاسية المخاوف في الخارج على سيادة القانون في بولندا. وأطلقت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي إجراءات جديدة حول تجاوزات ضد بولندا، هي الرابعة من نوعها، وتتعلق هذه المرة بقانون قد يقلل من استقلالية القضاة. وقالت: «لا يمكننا المساومة أو عزل حقوقنا وقيمنا الأساسية... الفيروس لا يجب أن يقتل الديمقراطية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».