مصر تُسرّع عودة العالقين وتدعو مُضيفيهم لمراعاة «الاعتبارات اللوجستية»

TT

مصر تُسرّع عودة العالقين وتدعو مُضيفيهم لمراعاة «الاعتبارات اللوجستية»

أعلنت الحكومة المصرية، أمس، تسريع إجراءات عودة مواطنيها العالقين في دول مختلفة بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد. وفي الوقت الذي أكد فيه الوزراء المصريون المعنيون بالملف أن «عمليات إجلاء الراغبين في الرجوع لبلادهم ستنتهي في غضون أسبوعين تقريباً وقبل حلول عيد الفطر»، فإنهم دعوا «الدول المضيفة إلى مراعاة الاعتبارات الطبية واللوجستية لتنظيم العودة بشكل يمنع تفشي العدوى وتوفير الأماكن اللازمة لاستيعابهم».
واستأنفت مصر، أمس، رحلاتها الاستثنائية لعودة العالقين التي بدأت بين القاهرة والكويت، وذلك بعد يومين من إعلان أجهزة الأمن الكويتية، «فض شغب قام به عدد من أفراد الجالية المصرية المخالفين لقانون الإقامة والموجودين في مراكز الإيواء المخصصة لهم»، بحسب بيان كويتي.
وفيما شددت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، خلال مؤتمر صحافي بمقر الحكومة، أمس، على أن «مصر لم ترفض في أي وقت استغاثات ومناشدات أبنائها لعودتهم»، أوضحت أن «اللجنة الحكومية المعنية بإدارة ملف عودة العالقين تعمل وفق أولويات إنسانية ولوجستية». واستشهدت مكرم بأن مصر أعادت 3500 من مواطنيها العالقين منذ بدء أزمة كورونا.
ونوه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بأن «الأزمة العالمية المرتبطة بـ(كورونا) يجب أن تكون مصحوبة بمراعاة الدول للاعتبارات الطبية والظروف الخاصة، التي تقتضي أن تكون عودة المصريين منتظمة وتتيح توفير الرعاية الصحة، ولا تؤثر على الدولة المُضيفة للمصريين أو على أجهزة الدولة المصرية في توفير الرعاية الصحية والحجر حتى لا ينتشر المرض».
وبشأن أولويات عودة العالقين، أوضح أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، أن «الأسبقية الأولى تخص الحالات الإنسانية والزائرين المتأخرين، والثانية لمن انتهت فترة عملهم وإقامتهم في الدول الأخرى، وبالمرتبة الثالثة يأتي أصحاب تأشيرة الخروج النهائي والسياحة والزيارة من الدول الأخرى».
وأعلنت «الصحة المصرية» أمس، تسجيل 388 إصابة جديدة بالفيروس، وخروج 98 متعافى من مستشفيات العزل، فيما توفي 16 مريضاً جراء إصابتهم بكورونا.
وترأس رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أمس، اجتماعاً، لمناقشة استكمال عودة العالقين. ونبه إلى أنه «لن يُسمح لأحد (من العائدين) بمخالفة القواعد والترتيبات الخاصة بالعزل الصحي التي تستهدف في المقام الأول منع انتشار الفيروس وحماية صحة المصريين بوجه عام».
وعلى صعيد داخلي، واصلت لجان البرلمان المتخصصة مناقشة مشروع الموازنة العامة الجديدة، التي قالت الحكومة إنه تم تعديل بنودها لتواكب التطورات المتعلقة بأزمة الوباء. ونوه الدكتور محمد معيط، وزير المالية، بصعوبة الموازنة بين الاستمرار في تنفيذ التزامات الدولة تجاه المواطنين وتوقف بعض القطاعات عن العمل، وقال مخاطباً النواب: «نحن بين نارين، ولا يمكننا المساس بأجور الموظفين ودعم المواطنين المستحقين، لكن في الوقت نفسه تجب عودة عجلة الإنتاج للحركة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».