ماجد عبد الله: أرفض معاملة النصر كمنزل خاص

قال إنه ليس مع تتويج الهلال باللقب في حال إنهاء الموسم

ماجد عبد الله في مباراة اعتزاله أمام ريال مدريد (الشرق الأوسط)
ماجد عبد الله في مباراة اعتزاله أمام ريال مدريد (الشرق الأوسط)
TT

ماجد عبد الله: أرفض معاملة النصر كمنزل خاص

ماجد عبد الله في مباراة اعتزاله أمام ريال مدريد (الشرق الأوسط)
ماجد عبد الله في مباراة اعتزاله أمام ريال مدريد (الشرق الأوسط)

رغم مُضيّ نحو 20 عاماً على آخر مباراة خاضها النجم التاريخي الأسطوري ماجد عبد الله، فإنه ما زال يحتفظ بشعبيته الجارفة بين عشاق الكرة السعودية بمختلف شرائحها وفئاتها، كما أن آراءه دائماً ما تحظى بتقدير الوسط الرياضي بالنظر إلى أنها نابعة من شخصية خبيرة ولها وزنها وثقلها في تاريخ الكرة السعودية.
ويستغل ماجد، الذي اعتزل ممارسة كرة القدم منذ عام 1998، شهرته في أعمال الخير؛ حيث يرأس مجلس إدارة جمعية اللاعبين القدامى، ووقع عدداً من الاتفاقيات في مجالات متعددة، كما قدمت الجمعية عدداً من المبادرات بالتعاون مع وزارة الإسكان.
وكعادة ماجد الهداف، فإنه صريح في آرائه ويتجّه مباشرة لموضع الخلل دون مجاملة. وفي ثنايا الحوار التالي تحدث النجم السعودي لـ«الشرق الأوسط» بشكل تلقائي وصريح مجيباً عن كثير من التساؤلات؛ خصوصاً فيما يتعلق بالكيان النصراوي، كما تطرق لكثير من الملاحظات في البيت الأصفر، وأفصح عن توقعاته بشأن منافسات الموسم الكروي الحالي:
> تعاقبت على نادي النصر 4 إدارات خلال المواسم الخمسة الأخيرة، ما أفضل إدارة من بينهم من وجهة نظرك؟
- كل إدارة عملت في النصر يجب أن نقول لها «شكراً». عمل كل إدارة هو تجهيز الفريق من ناحية الأمور المالية والأمور الإدارية وجلب اللاعبين وتوجيههم، فمهما كان عمل الإدارة ممتازاً وكانت الأدوات، «وأقصد بها اللاعبين»، غير جيدة، فإن كل هذا العمل سيكون بلا نتيجة، وعموماً أجد أن الأبرز كانت إدارة الأمير فيصل بن تركي حتى لو كان هناك بعض الأخطاء، إلا إن الفريق في تلك الفترة كان يملك لاعبين جيدين ساهموا في نجاح الإدارة. أما الإدارة الحالية بقيادة الدكتور صفوان السويكت فقد أتت في ظروف صعبة تتمثل في بقاء النادي فترة طويلة من دون رئيس، ولم تكن هناك أي ترتيبات خلال تلك الفترة، كما أن الاستعداد للموسم الرياضي بدأ متأخراً، وكان هناك شبه فوضى بالنادي، لذلك أعتقد أن هذه الظروف الصعبة متعبة في التعامل معها للإدارة الحالية، ولكن نتأمل أن تكون الإدارة قد وفقت في التعامل مع هذه الظروف وتخلصت من تبعاتها.
> يتهم البعض إدارة النصر الحالية بأنها تتساهل مع نجوم الفريق، ويستشهدون بقضية منح المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله إجازة للذهاب لأميركا في منتصف المنافسات الرياضية، هل تعتقد أن إدارة النصر تتساهل بالفعل مع النجوم؟
- بالنسبة لعبد الرزاق حمد الله؛ فهو من أفضل اللاعبين في الوقت الراهن، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، ولكن يجب على الإدارة أن تعرف كيف تتعامل مع النجوم؛ سواء حمد الله أو غيره، فكيف يمنح لاعب مهم وهداف إجازة في وسط الموسم وزحمة المباريات؟! وإذا كانت الإدارة قد أخطأت في منحه إجازة فإن اللاعب كذلك أخطأ في عدم تقبله العقوبة بعد تأخر عودته، لذلك أعتقد أن كلا الطرفين لم يوفق في اتخاذ قراراه فيما يخص هذا الشأن.
> كيف ترى أداء لاعبي النصر الأجانب في المرحلة الحالية؟
- قبل الحديث عن اللاعبين الحاليين، لم أكن أتمنى رحيل المدافع البرازيلي برونو أوفيني، وقد تحدثت مع الإدارة حول هذا الموضوع، ولكن كانت لديها وجهة نظر مختلفة، كما جمعتني الصدفة بالمدرب البرتغالي روي فيتويا في مطار الملك خالد الدولي بالرياض وسألته عن قراره برحيل برونو، وقال إن عقده انتهى. ومن وجهة نظري أن برونو عنصر مهم جداً في الدفاع، فلديه روح عالية، وتشعر أنه يلعب من قلبه، وفي الوقت نفسه يسجل أهدافاً، وسجل الموسم الماضي هدفين حاسمين جداً أمام الهلال كانا سببين مهمين في تحقيق النصر لقب الدوري. ومثلما كان الهلاليون يتغنون بهدف جحفلي الشهير، فإن برونو سجل هدف الفوز في الديربي في الوقت بدل الضائع وأهدى الصدارة للنصر في تلك الليلة. أما عن محترفي النصر فهم لاعبون ممتازون ويقدمون أداءً مميزاً. وبالنسبة للنيجيري أحمد موسى، فعلى الرغم من أنه لم يقدم المستوى المتوقع منه، فإنه يقدم من خلال تحركاته أدواراً مهمة جداً تخدم الفريق بشكل عام. أما هبوط مستوى الثنائي البرازيلي بيتروس وجوليانو، فإنه يشير إلى أن الإدارة لم تعرف حتى الآن كيف تتعامل مع اللاعبين، ومن الشواهد أن يكون الفريق مهزوماً وتجد أن الإدارة قد أخذت اللاعبين في نزهة برية، وهذا من وجهة نظري خطأ وتصرف غير سليم، فيجب أن تجعل اللاعب يشعر بعدم الرضا عما قدمه وتعاتبه بعد الهزيمة لتحفزه لتقديم الأفضل في المباريات المقبلة، لذلك أعتقد أن التعامل الإداري لم يكن جيداً بشكل كافٍ، مما أدى لانخفاض مستويات بعض اللاعبين.
> انتقدت إدارة سعود آل سويلم في أكثر من ظهور إعلامي، والبعض فسّر ذلك بخلاف شخصي بينكما، كيف تجد ذلك؟
- مطلقاً لا يوجد أي خلاف شخصي، وأنا لا أعرفهم قبل أن يأتوا للنصر مسؤولين، ولكن اختلافي معهم هو بسبب إبعاد أبناء النادي عن العمل مثل إبراهيم العيسى وفيصل سيف، وبدر الحقباني الذي سافر من أجل تجهيز المعسكر وتمت إقالته وهو خارج المملكة، ومثل هذه التصرفات لم تكن مقبولة تحديداً من المدير التنفيذي السابق. ونادي النصر نادٍ كبير وليس «منزلاً خاصاً»، وهو ملك لجمهوره ومحبيه، وكل من يرى العمل غير مناسب من أبسط حقوقه أن ينتقد ويحاول تعديل الأخطاء.
> هل ترى أن وجود 7 أجانب في كل فريق يشكل عاملاً سلبياً على الكرة السعودية؟
- إذا كان الهدف الأساسي خلق دوري قوي وإثارة كبيرة، فإن الفكرة ناجحة، ولكن لها تبعات سلبية، لأن وجود 4 لاعبين سعوديين فقط في كل فريق يجعل خيارات الجهاز الفني للمنتخب السعودي محدودة جداً، وهذا بلا شك سوف يؤثر على المنتخب السعودي بشكل سلبي، ومن أجل أن يصبح المنتخب قوياً فيجب أن تكون هناك منافسة بين اللاعبين المحليين في الأندية من أجل الوصول للمنتخب؛ لأن اللاعب الذي يكون مركزه مضموناً في المنتخب لن يقدم المستوى والفعالية المطلوبة منه، لذلك أتمنى أن يتم تقليص اللاعبين الأجانب إلى 4 وذلك سيخلق مزيداً من المنافسة بين اللاعبين المحليين، مما يعود بالنفع على المنتخب السعودي، بالإضافة إلى أنها متماشية مع منافسات دوري أبطال آسيا، لأن الأندية معتادة على اللعب بسبعة أجانب وعندما يذهبون للعب في دوري أبطال آسيا ويلعبوا بأربعة محترفين أجانب فسيهتز الفريق.
> حضر الحكام الأجانب للدوري السعودي ولكن ما زال اللغط مستمراً وكثير من الأندية تضع اللوم في خسائرها على أخطاء الحكام، كيف ترى ذلك؟
- أخطاء الحكام جزء من اللعبة وحتى أقوى منافسة وهي كأس العالم يحدث فيها أخطاء، ولكن عندما تقل الأخطاء وتجد خطأً أو خطأين في كل 10 مباريات بلا شك أفضل من أن تجد في مباراة واحدة أخطاء عدة، والحكام الأجانب بلا شك قدموا الفائدة للدوري والذي ساعدهم أكثر تقنية (VAR) وأنا أحترم الحكم الذي يذهب لمشاهدة اللقطة بنفسه للحكم عليها ولا يتخذ قراره بناء على رأي الحكام في غرفة (VAR) أما الحديث عن الحكم السعودي فمشكلته أنه حتى الآن غير قادر على تطوير نفسه مع أن تقنية (VAR) تساعد الحكام في تفادي الأخطاء. وأيضاً من إيجابيات الحكم الأجنبي أنه يتقبل نقاش اللاعبين وعندما ينفعل اللاعب يتخذ قراراً مباشراً إما بالبطاقة الصفراء وإما الحمراء، حسبما يراه الحكم مناسباً، دون أن يفكر في ضغوطات أو جماهير، ولكن الحكم السعودي، وهذه من السلبيات، عندما يرغب في اتخاذ قرار يفكر برد فعل الجمهور والتصريحات وردود الفعل الإعلامية، وهذا قد يؤثر عليه في اتخاذ القرار المناسب.
> كيف ترى حظوظ الأخضر السعودي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة؟
- من أجل أن يكون لدينا منتخب يلعب كرة قدم جميلة ويقدم أداء ممتازاً، يجب أن يلعب أكبر قدر ممكن من اللاعبين السعوديين في منافسات الدوري، وهذا لن يحدث إلا بتقليص اللاعبين الأجانب، وإذا وجد اللاعبون المحليون في الملعب بشكل كبير، فإن ذلك يعطي المدرب خيارات أوسع وأفضل، بالإضافة إلى أنه من غير المنطقي أن يكون لاعبو المنتخب من 3 أو 4 فرق فقط، لذلك يجب البحث عن لاعبين للمنتخب من فرق الوسط وفرق مؤخرة الترتيب وفي دوري الدرجة الأولى، ففي السابق كان هناك نجوم في المنتخب ويلعبون في فرق دوري الدرجة الأولى.
> في الآونة الأخيرة أصبح عدد اللاعبين الموهوبين أقل بكثير من السابق، ما الأسباب من وجهة نظرك؟
- في السعودية نمتلك كل شيء من المواهب والإمكانات، ولكن لدينا مشكلة، وهي الاستعجال على اللاعبين، لذلك أنصح كل المسؤولين في الأندية؛ سواء أجهزة فنية وإدارية، بالصبر على اللاعبين؛ لأن بعضهم لا يبرز منذ أول موسم، ويحتاج وقت حتى يظهر أفضل ما عنده من مواهب، والملاحظ حالياً هو أن اللاعب عندما يلعب مباراتين أو 3 ولا يقدم المستوى المأمول يتم تجميده وعدم الاعتماد عليه، بينما من المفترض أن يمنح فرصة كاملة من أجل أن يكتسب الثقة ويتمرس أكثر ويظهر كل ما لديه.
> من خلال مسيرتك الرياضية، كيف وجدت تعامل الوسط الإعلامي معك؟
- في الحقيقة أنا لست بمتابع جيد لما يطرحه الإعلام، ولكن الذي أعرفه أن شريحة كبيرة من الإعلاميين تعاملوا مع الأحداث حسب ميولهم، وأما بعض المحللين فهم يعلقون على المباراة ولكنهم غير قادرين على ابتكار الحلول، لأنهم لم يكونوا يوماً في وسط الملعب لاعبين أو مدربين. أما عني شخصياً؛ فمنذ بدأت مسيرتي لاعباً عام 1978 وهم يعملون ضدي، ولكني واصلت مشواري حتى 1998 بفضل الله عز وجل، ولم يؤثروا في مسيرتي نهائياً، وأنا أعرف أهدافهم جيداً وماذا كانوا يريدون من هجومهم، لذلك أنصح أي لاعب يتعرض لهجوم من الإعلام بألا ينظر إلى ما كتب عنه أو ضده؛ بل ينظر لنفسه وماذا قدم في الملعب.
> ما زالت الرؤية غير واضحة حول المنافسات الرياضية؛ حيث خرجت اقتراحات عدة؛ منها استكمال دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ومنها تتويج الهلال متصدراً، ما وجهة نظرك حول هذا الموضوع ؟
- إذا لم يستكمل الدوري؛ فإنه يلغى بشكل كامل، ولو كان الفارق النقطي بين المتصدر والوصيف كبيراً، والمباريات المتبقية لن تؤثر في تتويج المتصدر فإنه يأخذ البطولة، ولكن في الوضع الحالي الفرق بين الهلال المتصدر والنصر الوصيف 6 نقاط، والنصر فاز على الهلال في الدور الأول على ملعب الهلال وقادر كذلك إلى أن يهزمه في الدور الثاني ويقلص الفارق إلى 3 نقاط التي أعتقد أنها سهلة جداً لأن الهلال يخسر نقاطاً من فرق متوسطة، لذلك إذا لم يتم استكمال الدوري؛ فمن الأفضل أن يلغى.
> حسب المعطيات الفنية في الموسم الحالي، لو استكمل الدوري؛ فمن الأقرب للظفر باللقب؟
- طبعاً المنافسة ما زالت بين النصر والهلال، ولا أحد يستطيع أن يقول من الفريق الذي سيكسب الآخر، فالنصر في آخر مباراة فاز على الهلال في ملعب الهلال، مع أن الهلال هو البادئ بالتسجيل، لذلك في حال استكمال الدوري أعتقد أن مباراة النصر والهلال سوف تحدد البطل؛ فإنْ فاز الهلال فسوف يفوز باللقب، وإن فاز النصر فسيضيق الخناق على الهلال وقد يكسب اللقب.
> في ظل الظروف الحالية وحظر التجول كيف تقضي يومك؟
- أولاً أسأل الله العلي العظيم أن يزيل هذه الوباء عن العالم وتعود الأوضاع كما كانت سابقاً. وأحب أن أتقدم بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على اهتمامهما الكبير بالوطن وأبنائه والمقيمين فيه. كما أشكر المسؤولين والموظفين في وزارة الصحة على الجهد الكبير الذي يبذلونه خلال هذه الفترة. وعنّي شخصياً أنا أحب الجلوس بالبيت، لذلك أنا مرتاح ولم أشعر بأن هناك حالة من الملل، بالإضافة إلى أنه خارج المنزل هناك خطر قائم، لذلك المفترض ألا يخرج أحد من منزله إلا للضرورة فقط... «في الحقيقة؛ خلال هذه الفترة هناك مواهب كثيرة استعدتها مثل الطبخ والغسل».


مقالات ذات صلة

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».