حمدوك يعلن قرب حل معضلة تعيين حكام مدنيين في الولايات

رئيس الوزراء يقول إن الحكام العسكريين ورثوا تركة النظام المعزول دون تغيير

حمدوك يعلن قرب حل معضلة تعيين حكام مدنيين في الولايات
TT

حمدوك يعلن قرب حل معضلة تعيين حكام مدنيين في الولايات

حمدوك يعلن قرب حل معضلة تعيين حكام مدنيين في الولايات

أعلن رئيس الوزراء السوداني الاقتراب من التوافق على حل معضلة "تعيين حكام مدنيين" لولايات البلاد الثماني عشرة، وتكوين المجلس التشريعي، ومواجهة التحديات التي تواجهها تلك الولايات، ومعالجة الأضرار الكبيرة التي واجهها المواطنين خارج العاصمة الخرطوم بسبب عدم تعيين الحكام المدنيين.
ومنذ تعيين الحكومة الانتقالية في أغسطس (آب) 2019، ظل الحكام العسكريون المعينون من قبل المجلس العسكري الانتقالي السابق يحكمون الولايات، وكان من المقرر استبدالهم بحكام مدنيين في وقت قريب، بيد أن الحركات المسلحة أبدت رفضها تعيينهم قبل توقيع اتفاقية سلام شامل.
وقال حمدوك في تصريحات صحافية أيوم الإثنين، إن الحكام العسكريين المؤقتين عملوا في ظروف صعبة وواجهوا تحدي بقاء وتركة النظام المعزول دون تغيير، ووجه لهم رسالة شكر على الدور الذي قاموا في ظل الظروف الصعبة التي كانوا يعملون خلالها.
وأشار حمدوك إلى ما أسماه "النموذج السوداني" في الحكم، وبداية العمل قبل اكتمال هياكل الحكم التي حددتها الوثيقة الدستورية "مجلس السيادة، مجلس الوزراء، المجلس التشريعي، حكام الولايات المدنيين".
ووعد رئيس الوزراء بالعمل مع قوى الحرية والتغيير وقوى الكفاح المسلح ومكونات الشعب الأخرى في أسرع توقيت ممكن لتعيين ولاة مدنيين في كل الولايات، وأضاف: "بل وتعيين إدارات للخدمة المدنية، وأشكال تشريعية تساعد في خلق مناخ يشعر أهلنا في الولايات، بأن هناك ثورة وتغيير حقيقي، لم يشعروا به بعد". وقال: "بكل تأكيد سوف نصل لذلك في وقت قريب جداً، باعتباره جزء من التحديات التي تتم مناقشتها في إطار الوصول لسلام دائم يعالج جذور الأزمة في كل الولايات، وتحقيق التنمية المتوازنة، ومعالجة الدمار في أجهزة الخدمة المدنية خاصة في التعليم والصحة والبنيات الأساسية".
وأوضح حمدوك أن هناك ولايات حدث فيها دمار كامل بسبب الحرب والإهمال الذي مورس فيها لسنوات طويلة، وتابع: "نحن على وعي بكل ذلك ونعمل باخلاص مع قوى الكفاح المسلح والمكونات الأخرى في معالجة هذه القضايا بما يعود بالخير والنفع للولايات".
ونصت الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية على تكوين مجلس تشريعي خلال ثلاثة أشهر من توقيع الوثيقة الدستورية 17 أغسطس (آب) 2019، بيد أن خلافات بين مكونات الحكومة الانتقالية من جهة، وقوى الكفاح المسلح حالت دون تعيينه، ونصت الوثيقة على تعيين حكام مدنيين في ولايات البلاد الإثني عشرة، في مكان الولاة العسكريين الذين كلفهم المجلس العسكري الانتقالي قبل حله وتكوين مجلس السيادة المشترك.
واضطر شركاء الوثيقة الدستورية المدنيين والعسكريين أبريل (نيسان) الماضي، للاتفاق على مصفوفة زمنية جديدة يتم تعيين حكام الولايات بموجبها في 18 أبريل الماضي، وتعيين المجلس التشريعي الانتقالي 9 مايو (آيار) الجاري، بيد أن تعيين الحكام تعثر، ولم تتمكن الحكومة الانتقالية من التوافق على الأسماء.
ونقلت تقارير صحافية أن مشاورات رئيس الوزراء مع حركات الكفاح المسلح، الرافضة لتعيين الحكام المدنيين قبل توقيع اتفاق سلام شامل، أدت لتأخير إعلان حكام الولايات، وهو ما أشار إليه حمدوك في تصريحه، في وقت تتمسك فيه الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية بتعيينهم، وأن انتظار توقيع اتفاق سلام كان متوقعا الوصول إليه خلال 6 أشهر دون جدوى، ألحق أضراراً بليغة بالمواطنين في الولايات، وحال دون تفكيك نظام الإنقاذ في الولايات، وساعد في بقاء رموزهم في مراكز الحكم.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».