بدء عودة الحياة إلى تونس مع الرفع التدريجي للحجر

مواطنون يقفون في طابور بسوق في العاصمة التونسية يوم السبت قبل الرفع التدريجي للحجر الصحي الشامل الذي بدأ أمس (إ.ب.أ)
مواطنون يقفون في طابور بسوق في العاصمة التونسية يوم السبت قبل الرفع التدريجي للحجر الصحي الشامل الذي بدأ أمس (إ.ب.أ)
TT

بدء عودة الحياة إلى تونس مع الرفع التدريجي للحجر

مواطنون يقفون في طابور بسوق في العاصمة التونسية يوم السبت قبل الرفع التدريجي للحجر الصحي الشامل الذي بدأ أمس (إ.ب.أ)
مواطنون يقفون في طابور بسوق في العاصمة التونسية يوم السبت قبل الرفع التدريجي للحجر الصحي الشامل الذي بدأ أمس (إ.ب.أ)

عادت الحركة، صباح أمس (الاثنين)، بصفة محتشمة إلى شوارع العاصمة التونسية وبقية الولايات (المحافظات) مع انطلاق الرفع التدريجي للحجر الشامل في مرحلته الأولى التي تمتد من 4 مايو (أيار) إلى 24 منه.
واستأنف عدد من الموظفين والعمال أنشطتهم في القطاعين العام والخاص، كما عادت حركة النقل داخل الولايات، مع ضرورة الحصول على ترخيص في التنقل، والارتداء الإجباري للكمامات الطبية لتفادي عودة فيروس «كورونا» إلى الانتشار.
ودبت الحياة في عدد من المحلات المخصصة للأعمال الحرفية، على غرار النجارة والحدادة والحلاقة، ونشطت سيارات التاكسي ذهاباً وإياباً وفي كل الاتجاهات، لنقل من يخشون التوجه نحو العمل في وسائل النقل العمومي؛ حيث تُعتبر مخاطر الإصابة بالفيروس عالية أكثر.
ودعا عبد اللطيف المكي، وزير الصحة التونسي، إلى إجبارية ارتداء الكمامات الطبية مع انطلاق فترة الحجر الصحي الموجَّه، مشدداً على أهمية التباعد الجسدي واتخاذ الحيطة الكاملة في وسائل النقل ومراكز العمل لإنجاح هذه التجربة.
ويجبر جميع العائدين إلى النشاط على الحصول على تراخيص إدارية، مع ضرورة احترام الإجراءات الصحية الوقائية. ولوَّحت السلطات التونسية بإمكان التراجع عن الرفع التدريجي للحجر الصحي في حال ظهرت موجة ثانية من الإصابات بالوباء.
وفي ردود أفعال المواطنين العاديين على العودة التدريجية للحياة في البلد، بعد بدء الرفع التدريجي للحجر الشامل، قال عبد الحميد عمار (موظف) إنه من غير المنطقي الاطمئنان للرفع التدريجي للحجر الصحي؛ بل على الجميع الالتزام بالإجراءات الصحية «حتى نخرج من هذا النفق المظلم». أما معز الحزامي (حلاق) فقد أكد وبشائر الفرح تبدو على وجهه، أنها بمثابة «حياة ثانية» في مواجهة الفيروس بمخاطره العديدة، مشيراً إلى أن الوباء «نجح في القضاء على نمط الحياة العادي، وما علينا إلا أن نحترس ونعمل؛ لأنه من غير المعقول مواصلة العيش على هذه الوتيرة نفسها». وفي السياق ذاته، أكد توفيق بن حسين (سائق شاحنة) أنه «يعيد اليوم اكتشاف الطريق من جديد»، ولكن على الرغم من التعب الشديد الذي ينتابه مع نهاية اليوم، فإنه سعيد بالعودة للنشاط.
يذكر أن عدد الإصابات المؤكدة في تونس بالفيروس بلغ حدود 1013 حالة، وسجلت 328 حالة شفاء و42 حالة وفاة، بينما لا تزال 643 حالة إصابة حاملة للفيروس موضع متابعة طبية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.