{داعش} يطلق سراح شيخ البونمر وشقيقه بعد شهر من اختطافهما

القوات العراقية تبدأ هجوما معاكسا لتحرير هيت بغياب الدعم الجوي الأميركي

{داعش} يطلق سراح شيخ البونمر وشقيقه بعد شهر من اختطافهما
TT

{داعش} يطلق سراح شيخ البونمر وشقيقه بعد شهر من اختطافهما

{داعش} يطلق سراح شيخ البونمر وشقيقه بعد شهر من اختطافهما

أكد الشيخ نعيم الكعود أحد شيوخ عشيرة البونمر الأنباء التي تحدثت عن إطلاق سراح شيخ عموم عشائر البونمر في العراق حاتم عبد الرزاق الكعود وشقيقه عبد القادر عبد الرزاق الكعود بعد نحو أكثر من شهر على اختطافهما في منطقة قريبة من قضاء هيت.
وقال الكعود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية إطلاق سراح الشيخ حاتم الكعود وهو شيخ عموم البونمر وشقيقه عبد الرزاق الكعود تمت بالفعل وإنهما وصلا إلى البيت سالمين بعد اختطافهما من قبل داعش على إثر الجريمة التي ارتكبتها تلك العصابات بإعدامهم الوجبة الأولى من البونمر والتي بلغت 150 شخصا». وبشأن ما إذا كانت العملية قد تمت عبر فدية أو وسطاء قال الكعود إن «المعلومات لم تتوفر بعد لدينا لأن إطلاق سراحهما تزامن مع العملية العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية وأبناء العشائر لاستعادة هيت حيث أتواجد الآن في قاعدة عين الأسد». وبشأن سير المعركة انتقد الكعود عدم مشاركة طيران التحالف الدولي بها قائلا «لو أن طائرات التحالف الدولي شاركت في المعركة لكنا قد تناولنا طعام العشاء الليلة (ليلة أمس) في مدينة هيت» مشيرا إلى أن «المعركة تحتاج طائرات الأباتشي الأميركية لمواجهة القناصين والمدفعية لكن هذا لم يحصل وهو ما ترك تأثيرا على سير المعركة خصوصا بطء التحرك لأننا نواجه قناصين مدربين من داعش ومدفعية دقيقة». وأكد أن «القوات الأمنية وقوات العشائر معها تمكنت من أسر مجاميع من داعش بينما كانت خسائرنا محدودة حتى الآن» متوقعا حسم معركة هيت «في غضون أيام قلائل لأن وضع داعش في تراجع الآن». وكان تنظيم داعش فجر جسرا يربط قضاء بيجي شمال مدينة تكريت بجنوب محافظة كركوك بعد تلغيمه بالعبوات الناسفة محاولة منهم إعاقة تقدم القوات الأمنية والحشد الشعبي إلى هناك. وكانت القوات العراقية بدأت أمس عملية عسكرية بهدف استعادة قضاء هيت من 4 محاور في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش. وقال مصدر في قيادة عمليات الأنبار في تصريح له أمس إن «القوات الأمنية اقتربت من وسط هيت من جانبيها الشرقي والغربي» موضحا أن «قوة الجهد الهندسي بدأت برفع العبوات الناسفة من شوارع وطرق قضاء هيت». كما أكد المصدر الأمني أن «القوات الأمنية تمكنت من تحرير 4 مناطق محيطة بقضاء هيت، غرب الرمادي، (110كم غرب بغداد) وهي مناطق زخيتة وناحية الفرات ومنطقة الشعبانية ومنطقة التل جنوب شرقي قضاء هيت من عناصر تنظيم (داعش)»، مبينا أن «القوة ما زالت تتقدم لتطهير مناطق أخرى». كما رفعت القوات الأمنية العلم العراقي بالقرب من مناطق قضاء هيت غربي الأنبار في بدء المرحلة الثانية لتحرير القضاء من عصابات داعش. وكان تنظيم (داعش) يسيطر على مناطق واسعة من محافظة الأنبار، ومركزها مدينة الرمادي، (110كم غرب العاصمة بغداد)، وأن مجلس المحافظة طالب مؤخرا بدعم القوات البرية الأميركية لإنقاذ الأنبار.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».