المتفرجون أبطال لحملات إعلانية في مصر

ظهروا مع فنانين على الشاشات تحت شعار «خليك في البيت»

منى زكي مع ابنيها في إعلان تلفزيوني
منى زكي مع ابنيها في إعلان تلفزيوني
TT

المتفرجون أبطال لحملات إعلانية في مصر

منى زكي مع ابنيها في إعلان تلفزيوني
منى زكي مع ابنيها في إعلان تلفزيوني

«جميع المشاهد حقيقية من بيوت مصرية»، هكذا اختارت إحدى شركات الأجهزة الكهربائية المصرية، أن تنافس بإعلانها في رمضان هذا العام، حيث دعت الجمهور عبر حسابها بموقع «فيسبوك» أن يشاركوها بفيديوهات لممارسة أنشطة في المنزل، مثل أشياء تعلموها في فترة الحظر، ومنحتهم كثيراً من الأمثلة، منها المساعدة في الأعمال المنزلية والتنظيف، لعب بينج بونج علي ترابيزة السفرة، الرسم، والعزف، وغيرها من الأمور.
لم يكن هذا الإعلان الوحيد الذي اعتمد على فكرة ظهور الجمهور، ملتزماً بالتباعد الاجتماعي الذي فرضه فيروس كورونا، فهناك إعلان لإحدى شركات الاتصالات، يظهر عدداً من المشاهد العائلية على أغنية لحسين الجسمي تقول كلماتها؛ «لو طالت المسافات وبعدتنا الأيام ما بينا ألف حاجة تبين الاهتمام... مين قال إن التلاقي لقا وسلام بالإيد فيه قلوب بتحس بينا لو حتى من بعيد».
الإعلانات التي اعتمدت على النجوم أيضاً جاءت مواكبة لهذه الحالة، فإحدى شركات الاتصالات استعانت بنحو 10 نجوم، من منازلهم، وكان من أبرزهم، اللاعب المصري الشهير محمد صلاح، وهو يلعب مع ابنته «مكة» في حديقة بيته، وكذلك منى زكي التي ظهرت مع ابنيها سليم ويونس، وهما يشاركانها غسيل سيارتها أمام منزلهم، والفنان أمير عيد عضو فريق كايروكي، الذي يواصل تسجيل أغانيه من المنزل، بالإضافة إلى مشاهد أخرى تخدم الفكرة نفسها، جسدتها إسعاد يونس، ومحمد هنيدي، وعبد الرحمن أبو زهرة الذي يمارس هوايته في الحكي للأطفال.
عائلة الفنان مصطفى خاطر، كانت البطل في الإعلان الذي نفذه لصالح إحدى شركات الاتصالات، والذي استعان فيه بتطبيق «تيك توك»، ليظهر بعض الأنشطة التي يمارسها مع أسرته في المنزل خلال فترة الحظر، بطريقة كوميدية.
وباستخدام التطبيق ذاته، قدم الفنان أحمد حلمي إعلانه الجديد، لإحدى شركات الاتصالات ويؤدي فيه أغنية «عادي أهوه»، حيث يوضح للجمهور الروتين اليومي، لشخص يعيش وحيداً في الحجر الصحي، وكيف تغيرت حياته، والأنشطة التي يمارسها، بروح تدعو للتفاؤل. ولشركة الاتصالات نفسها، جاء إعلان الفنان أحمد أمين، الذي يركز أكثر على فكرة «الشغل من البيت» خلال فترة الحظر.
ويرى خبراء الإعلانات ومن بينهم عمرو قورة، أن أفكار إعلانات رمضان هذا العام كانت اضطرارية بسبب العزل الذي فرضه «كورونا»، حيث لجأ صناع الإعلانات للتأكيد على فكرة البقاء في المنزل، بأشكال مختلفة، منها؛ الاعتماد على الجمهور بشكل مباشر أو بإظهار عائلات النجوم في بيوتهم، ليصدق المشاهد فكرة الإعلان، موضحاً أنه كان طبيعياً أن تتم مخاطبة المشاهد بأجواء مشابهة للحياة التي يعيشها بالفترة الحالية؛ حتى يكون هناك تعاطف، ولكن تبقى المشكلة في زيادة الجرعة، حسب قورة، الذي أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن استسهال كثير من الإعلانات، بترجمة المعنى المباشر لشعار (خليك في البيت) أضر بكل الإعلانات، لشعور الجمهور بأنه يشاهد إعلاناً واحداً من دون ابتكار».
فيما يرجح قورة أن يكون الإعلان الذي شارك فيه أحمد حلمي، من أكثر الإعلانات قرباً من الهدف، في حين أن الإعلان الذي يستعين بعدد كبير من النجوم من بينهم محمد صلاح ومنى زكي، كان تقليدياً جداً، ولا يوجد فيه فكرة جديدة.ويرجع قورة سبب ضعف مستوى الإعلانات، إلى انخفاض الميزانيات، وعدم الاستعانة بشركات الإعلانات الكبرى، التي لديها القدرة على الابتكار والتنوع.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.