الانقلابيون يخرقون وقف النار 151 مرة في يومين

تعزيزات حوثية في أربع جبهات

في أحد شوارع عدن أمس (أ.ف.ب)
في أحد شوارع عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

الانقلابيون يخرقون وقف النار 151 مرة في يومين

في أحد شوارع عدن أمس (أ.ف.ب)
في أحد شوارع عدن أمس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي أعلن فيه تحالف دعم الشرعية في اليمن تنفيذ الميليشيات الحوثية 151 خرقا لتمديد وقف إطلاق النار خلال 48 ساعة، واصلت الجماعة المدعومة من إيران تعزيز عناصرها في أربع جبهات لتعويض خسائرها بالتوازي مع شن محاولات تسلل إلى مواقع المقاومة المشتركة في محافظة الحديدة (غرب).
وأوضح تحالف دعم الشرعية في بيانه أن الاختراقات الحوثية شملت الأعمال العسكرية العدائية، واستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، مؤكدا أنه يطبق أقصى درجات ضبط النفس بقواعد الاشتباك مع حق الرد المشروع لحالات الدفاع عن النفس في الجبهات.
وفي حين أكد تحالف دعم الشرعية استمرار التزامه بوقف إطلاق النار ودعم جهود المبعوث الخاص إلى اليمن، كان أعلن تمديد وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة شهر ابتداء من 23 أبريل (نيسان) استمرارا لهدنة أسبوعين سابقين.
في غضون ذلك، أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن القوات المشتركة في الساحل الغربي أفشلت محاولات تسلل وتقدم لعناصر جماعة الحوثي الانقلابية في عدد من المواقع بالمديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة الساحلية بما فيها في مديرية حيس.
واتهمت المصادر الجماعة الحوثية بالاستمرار في التصعيد والانتهاك للهدنة الأممية لتقويض مساعي السلام وعدم الالتفات إلى معاناة السكان المدنيين جراء القصف المستمر والخروق المستمرة.
ونقل المركز الإعلامي لألوية قوات العمالقة عن مصادر عسكرية قولها إن «أفراد القوات المشتركة المرابطين في خطوط التماس أحبطوا محاولة تسلل للميليشيات التي حاولت التقدم نحو مواقع القوات شمال شرقي مدينة حيس وكبدت الميليشيات خسائر فادحة في العتاد وأوقعت عددا من العناصر المتسللة بين قتيل وجريح خلال الاشتباكات فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار يجرون وراءهم أذيال الهزيمة».
وأضاف المركز أن «وحدات من القوات المشتركة رصدت تجمعات للحوثيين خلف مزارع تقع تحت سيطرة الميليشيات في وقت تمارس فيه القوات المشتركة أعلى درجات ضبط النفس مع حق الرد المشروع».
إلى ذلك، استمرت الميليشيات الحوثية في التصعيد في جبهات صرواح والجوف والبيضاء والضالع رغم التزام الجيش اليمني بوقف إطلاق النار استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).
وقال الجيش اليمني إن «ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران تواصل الدفع بتعزيزات وآليات قتالية إلى جبهة مديرية صرواح، غرب محافظة مأرب، وجبهة نهم، شمال شرقي صنعاء كما دفعت بتعزيزات من عناصرها وآلياتها القتالية إلى جبهتي ناطع وفضحة، شرق محافظة البيضاء، وإلى جبهة حرض الحدودية في محافظة حجة(شمال غربي)».
وذكر الجيش عبر موقعه الرسمي (سبتمبر. نت) أن «الميليشيات الحوثية قامت بقصف مواقع للجيش في جبهات مختلفة في محافظة الجوف، وجبهة صرواح، وقامت قوات الجيش بالرد على كل تلك الاعتداءات، وكبدتها خسائر في صفوفها».
وفي محافظة البيضاء أفاد سكان محليون بأن الجماعة قتلت امرأة انتقاما من والد زوجها بعد أن عجزت الجماعة عن اعتقاله.
وأوضحت المصادر أن «مجموعة من ميليشيات الحوثي الانقلابية حاصرت، الاثنين، منزل حسين محمد الأصبحي بمنطقة أصبح في مديرية الطفة بهدف اعتقاله». لكنه رفض تسليم نفسه، فعززت الميليشيات الحوثية عناصرها بعربة مدرعة وعدد من الأطقم لاقتحام المنزل قبل أن يتمكن الرجل من الفرار».
وذكرت المصادر أن «الميليشيات اقتحمت المنزل عقب مغادرة مالكه وتوقف إطلاق النار، وقامت بتفتيش المنزل ولم تجد سوى زوجة الابن وتدعى جهاد أحمد الأصبحي، فقامت بإطلاق الرصاص عليها حتى أردتها قتيلة على الفور».
في سياق متصل، أفادت المصادر العسكرية اليمنية بأن القوات المشتركة والمقاومة الجنوبية في محافظة الضالع تمكنت من تحقيق تقدم جديد على حساب الميليشيات الحوثية غرب المحافظة.
وذكرت المصادر أن القوات المشتركة حررت مواقع لكمة القلة الاستراتيجية ولكمة الظفور ومنطقة الثوخب بالكامل، وتقوم بعملية تمشيط واسعة إلى جبل المصيوح المطل على معظم أرجاء مناطق مديرية الحشاء غرب الضالع.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».