حزب جزائري معارض يطالب السلطات بالإفراج عن المعتقلين

TT

حزب جزائري معارض يطالب السلطات بالإفراج عن المعتقلين

طالب حزب سياسي جزائري معارض بالإفراج عن معتقلي الحراك والمعتقلين المتابَعين بسبب «حرية الرأي والتعبير»، وهم بالعشرات في السجون.
ويواجه المتظاهرون منذ تعليق احتجاجاتهم الأسبوعية، مع بداية الأزمة الصحية، ضغطاً شديداً من طرف قوات الأمن والقضاء، بعد أن أضحت الاعتقالات والمتابعات وإجراءات إيداع الحبس الاحتياطي ممارسة شبه يومية، حسب بيان الحزب.
وقال حزب «طلائع الحريات» في بيان أمس، إن إطلاق سراح المعتقلين «قد يخفف من آلام ومعاناة عائلاتهم في هذا الشهر الفضيل، الذي تعيشه تحت الحجر الصحي»، وأكد أن هذه التدابير «بقدر ما هي إشارة إيجابية تجاه العائلات المتضررة، فهي من شأنها تأكيد التزام السلطات في أعلى هرم الدولة، بضمان ممارسة كل جزائري لحقوقه الدستورية، وعلى رأسها حرية التعبير».
وأسس «الطلائع» رئيس الوزراء السابق علي بن فليس، وترأسه لمدة 5 سنوات، لكنه استقال بعد هزيمته في انتخابات الرئاسة، التي جرت نهاية العام الماضي، وخلَفه القيادي عبد القادر سعدي كرئيس بالنيابة.
وبخصوص الوضع الاقتصادي، أفاد البيان بأن «انهيار أسعار البترول (يمثل 95% من مداخيل الجزائر)، والآفاق المظلمة التي تنتظر قطاع المحروقات بسبب انخفاض الإنتاج، تفرض وضع خطة لتنويع الاقتصاد، ويكون ذلك بداية بإطلاق إصلاحات هيكلية ومالية... وإن الفرصة سانحة وفريدة للتخلص من اقتصاد الريع، من خلال البدء جدياً في بناء اقتصاد بديل، يقوم على الصناعة الصغيرة والمتوسطة، والزراعة والطاقات المتجددة».
في سياق ذلك، أبدى «الطلائع» قلقاً من ارتفاع معدل البطالة منذ تفشي وباء «كورونا»، الذي خلّف، حسبه، «إفقاراً جماعياً يستنهض السلطات العمومية والقطاع الخاص، والمجتمع عموماً، بغرض تجنيد كل آليات التضامن للتقليل من الفوارق الاقتصادية».
إلى ذلك، رفضت محكمة بعنابة (شرق)، أمس، طلب محامين الإفراج مؤقتاً عن الناشط المعروف محلياً زكرياء بوساحة، وذلك بعد قرابة شهر من إيداعه الحبس الاحتياطي بتهم ذات صلة بانخراطه في الحراك، وبمنشوراته في شبكة التواصل الاجتماعي.
ويرى بعض المتابعين للشأن المحلي أن ما ينشره النشطاء على «فيسبوك» من تعليقات وانتقادات للسلطة، بات مرادفاً للسجن، وكان آخر من دخله الشاب العشريني وليد قشيدة من مدينة سطيف بالشرق، الذي اتُّهم بـ«إهانة رئيس الجمهورية»، وبـ«الازدراء بالدين»، على أساس منشورات ساخرة في منصة رقمية تابعة للحراك.
وقال يسعد مبروك، رئيس نقابة القضاة في اتصال هاتفي، إن قضاة المحاكم «يفرطون في إصدار أوامر إيداع الحبس»، مؤكداً أنهم «يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم». في إشارة إلى أن ما يعتقد على نطاق واسع أن أجهزة الأمن هي التي «توجه القضاة ضد المتظاهرين»، غير صحيح.
وأضاف القاضي النقابي أن القانون ينص على أن الحبس الاحتياطي «استثناء وليس قاعدة»، وذلك لوجود بدائل غير سالبة للحريات، كالرقابة القضائية والإفراج المشروط.
ويطالب محامو «الحراك» الشعبي بإلغاء كل إجراءات المتابعة ضد النشطاء، بحجة أن أساسها سياسي لأن الحراك، حسبهم، سياسي في جوهره، إذ يطرح مطلب التغيير، الذي ترفضه السلطة المنبثقة عن الانتخابات الرئاسية.
وبينما صرح الرئيس عبد المجيد تبون في مناسبات عديدة بأن «حرية التعبير لا حدود لها، إلا ما تجاوز منها القانون والأخلاق»، يلاحظ مراقبون أن المضايقات والملاحقات وإجراءات السجن، التي عرفها المشهد السياسي والحقوقي في البلاد خلال الأشهر الأولى من حكمه، لم تحدث من قبل. فيما تنفي السلطات أن يكون لمتابعة النشطاء والصحافيين، طابع سياسي.
وقال وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة، عمار بلحيمر، في تصريحات للصحافة الأسبوع الماضي، إن كل الملاحقات القضائية «تمت بناءً على جنح يتضمنها القانون العام».



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.