تحذيرات من تراجع تاريخي للناتج المحلي الإجمالي في أميركا

قد يصل إلى سالب 30 % في الربع الثاني مع تراجع الناتج الصناعي لأدنى مستوى منذ 1946

توقعات بارتفاع البطالة إلى مستويات لم تشهدها أميركا منذ الكساد الكبير عام 1929 (أ.ب)
توقعات بارتفاع البطالة إلى مستويات لم تشهدها أميركا منذ الكساد الكبير عام 1929 (أ.ب)
TT

تحذيرات من تراجع تاريخي للناتج المحلي الإجمالي في أميركا

توقعات بارتفاع البطالة إلى مستويات لم تشهدها أميركا منذ الكساد الكبير عام 1929 (أ.ب)
توقعات بارتفاع البطالة إلى مستويات لم تشهدها أميركا منذ الكساد الكبير عام 1929 (أ.ب)

حذر كبير المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض، كيفين هاسيت، من أن الخسائر الحقيقية للاقتصاد الأميركي، بسبب وباء كورونا، لم تظهر بعد، متوقعاً أن تصل نسبة التراجع في الناتج المحلي الإجمالي إلى سالب 30 في المائة، خلال الربع الثاني. وقال: «أنت تنظر إلى شيء يشبه سالب 20 في المائة إلى سالب 30 في المائة تراجعاً في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني»، مشيراً إلى أنه حتى هذه النسب لن تكون السيناريو الأسوأ.
وتوقع هاسيت خلال مداخلة على شبكة «إيه بي سي» الأميركية مساء أول من أمس، أن يرتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 17 في المائة الشهر المقبل، مقارنة بـ4.4 في المائة خلال مارس (آذار)، مشيرا إلى أن «مستويات البطالة سترتفع إلى مستويات لم تشهدها أميركا منذ الكساد الكبير 1929».
وأوضح أنه خلال الأزمة المالية العالمية 2008، فقدت سوق العمل الأميركية حوالي 8.7 مليون وظيفة، وخلال فترة الكساد الكبير فقدت حوالي 15 مليون وظيفة، بينما في الوقت الحالي، يفقد الاقتصاد حوالي 8 ملايين وظيفة كل 10 أيام.
وحول سرعة تعافي الاقتصاد وآلية تحقيق ذلك، قال هاسيت إن «الكثير سيعتمد على ما سيحدث بعد ذلك». وأضاف: «خلال الثلاثة إلى أربعة أسابيع المقبلة، سيتعاون الجميع معاً للتوصل إلى خطة لمنحنا أفضل فرصة ممكنة للتعافي». وتابع: «التعافي السريع ممكن بافتراض أن الفيروس يختفي وتبدأ الولايات في تخفيف عمليات الإغلاق... وإذا بدأ الفيروس في التلاشي بطريقة تجعل معظم الولايات تشعر بالارتياح والأمان لفتح الاقتصاد، عندئذ يمكننا بالفعل أن نتطلع إلى التعافي السريع لأن الدخول لا تزال موجودة».
ومن المنتظر أن تصدر وزارة التجارة الأميركية تقريرها حول الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، الذي سيتم الإفراج عنه اليوم. وسيعطي التقرير نظرة عن حجم الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الأميركي بسبب الفيروس التاجي.
وأعلن البنك المركزي الأميركي «الاحتياطي الفيدرالي» أن الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة انخفض بشكل موسمي بنسبة 5.4 في المائة، في مارس الماضي، وهو أكبر انخفاض شهري له منذ عام 1946. وجاء انخفاض الإنتاج الصناعي، الذي يشمل إنتاج المصانع وقطاعات التعدين بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي، جنباً إلى جنب مع الانخفاض في قطاع الشحن والسفر في جميع أنحاء العالم، وانهيار تاريخي لأسعار النفط الأميركي وصلت إلى ما دون الصفر.
وأفادت وزارة التجارة الأميركية بأن مبيعات التجزئة، التي تشكل حوالي 25 في المائة من إنفاق الأسر، انخفضت بنسبة 8.7 في المائة في مارس. وبرغم انتعاش المبيعات عبر الإنترنت خلال الشهر الماضي، فإن ذلك لم يكن كافياً لتعويض الخسائر الفادحة في الحانات والمطاعم وانخفاض مبيعات المركبات الجديدة والبنزين. وصاحب ذلك كله تراجع غير مسبوق في الاستثمار التجاري المتعلق بالطاقة خاصة في المعدات والهياكل.
تشير التوقعات إلى انخفاض حاد محتمل في إنفاق المستهلكين، الذي يعد شريان الحياة للاقتصاد الأميركي. وارتفعت البطالة إلى أعلى مستوى لها في 3 سنوات عند 4.4 في المائة في مارس، مقارنة بـ3.5 في المائة في فبراير (شباط)، الذي كان أدنى مستوى لها في 50 عاماً. وهو رقم ارتفع إلى أكثر من 26 مليون عامل في الأسبوع المنتهي في 18 أبريل (نيسان).
ولم يكن الاقتصاد الأميركي فقط الذي تضرر من هذا الوباء، فقد انكمش الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في الربع الأول من العام الجاري، وذلك للمرة الأولى منذ أن بدأت بكين في الإبلاغ عن الناتج المحلي الإجمالي في عام 1992. وقال صندوق النقد الدولي إن الاقتصاد العالمي قد دخل بالتأكيد في أسوأ ركود منذ الكساد الكبير 1929. وتوقع الصندوق أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 3 في المائة في عام 2020، مقارنة بانكماش 0.1 في المائة خلال الأزمة المالية العالمية عام 2009.


مقالات ذات صلة

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.