كيف أصبح نورمان هانتر أحد أعظم أساطير ليدز يونايتد؟

انتظر 41 عاماً للحصول على ميدالية فوز إنجلترا بلقب كأس العالم عام 1966

هانتر مدافع ليدز (يسار) وتيري فينابلز لاعب كوينز بارك رينجرز في مواجهة بالدوري الإنجليزي (رويترز)
هانتر مدافع ليدز (يسار) وتيري فينابلز لاعب كوينز بارك رينجرز في مواجهة بالدوري الإنجليزي (رويترز)
TT

كيف أصبح نورمان هانتر أحد أعظم أساطير ليدز يونايتد؟

هانتر مدافع ليدز (يسار) وتيري فينابلز لاعب كوينز بارك رينجرز في مواجهة بالدوري الإنجليزي (رويترز)
هانتر مدافع ليدز (يسار) وتيري فينابلز لاعب كوينز بارك رينجرز في مواجهة بالدوري الإنجليزي (رويترز)

انتظر نورمان هانتر 41 عاماً للحصول على ميدالية الفوز بلقب كأس العالم عام 1966، حيث كان ضمن قائمة المنتخب الإنجليزي المتوج بلقب البطولة، لكنه لم يشارك في أي مباراة في المونديال، وكانت اللوائح تنص آنذاك على عدم حصول اللاعبين الذين لم يشاركوا في البطولة على الميداليات، لكن هذا القانون تغير بعد 41 عاماً وحصل هانتر على الميدالية الذهبية.
وأثناء المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1972 ضد أرسنال، رصدت كاميرات التلفزيون لافتة بين الجماهير مكتوباً عليها «نورمان سوف يلدغ قدميك»، وهي اللافتة التي علق عليها المحلل في الاستوديو التحليلي آنذاك، بريان كلوف، مشيداً بقوة اللاعب في الالتحامات واستخلاص الكرة من لاعبي الفرق المنافسة. لقد كان هانتر، الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 76 عاماً بعد إصابته بفيروس كورونا، يجسد بكل بساطة كل المقومات التي كان يجب أن تتوافر في المدافعين الأقوياء في ذلك الوقت.
ويبدو أن كل فريق كان يجب أن يكون لديه لاعب قوي البنية، فكان ليفربول لديه تومي سميث الملقب بـ«الصخرة الحديدية لملعب أنفيلد»، وتشيلسي لديه رون هاريس الملقب بـ«الساطور». وعلى الرغم من أن التدخلات العنيفة لمثل هؤلاء المدافعين تعد أخطاء قاتلة بمعايير اليوم، فإنها كانت مجرد جزء من اللعبة قبل نصف قرن من الزمان. ونظراً للالتحامات القوية من جانب هانتر، كان يتعين على لاعبي الفرق المنافسة أن يتسموا بالمهارة الكبيرة أو السرعة الفائقة لكي ينجحوا في المرور منه - لكنه على أي حال كان مدافعاً ممتازاً، وليس مجرد لاعب يتدخل بقوة على لاعبي الأندية المنافسة.
ولو لم يكن هانتر لاعباً جيداً لما كان قريباً من خوض المباراة النهائية لكأس العالم وهو في الثانية والعشرين من عمره. وكان السبب في عدم دخوله التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي في المونديال يتمثل في أن المدير الفني لإنجلترا، ألف رامزي، قد رأى أن بوبي مور وجاك تشارلتون هما الأفضل لقيادة خط الدفاع، بالإضافة إلى أنه لم يتعرض أي مدافع للإصابة أو يغب لأي سبب لكي يشارك هانتر بدلاً منه. وكان يتعين على هانتر أن ينتظر حتى كأس العالم عام 1970 ليشارك في التشكيلة الأساسية، لكنه بدلاً من ذلك وجد مدافع إيفرتون صاحب الخبرات الكبيرة بريان لابوني يحجز مكانه في خط الدفاع إلى جانب مور.
ولم يكن حظ هانتر جيداً أيضاً عندما تمكن أخيراً من دخول التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي، حيث شارك بدلاً من مور في مباراة المنتخب الإنجليزي أمام بولندا على ملعب ويمبلي في عام 1973، وهي المباراة التي كان يتعين على المنتخب الإنجليزي الفوز بها لضمان المشاركة في النسخة التالية من نهائيات كأس العالم، لكن هانتر ارتكب خطأ قاتلاً تسبب في إحراز منتخب بولندا لهدف التقدم في المباراة. وعلى الرغم من أن إنجلترا نجحت في إدراك هدف التعادل، فإنها لم تنجح في تحقيق الفوز، وهو ما كان يعني نهاية حلم المشاركة في كأس العالم لكل من رامزي وهانتر.
وكان يمكن لهانتر المشاركة في أكثر من 28 مباراة دولية مع منتخب إنجلترا لو لعب في وقت لا تضم فيه إنجلترا كل هذا العدد من المدافعين المتميزين. لكن في المقابل كانت مسيرته على مستوى الأندية مميزة للغاية، حيث لعب 726 مباراة مع ليدز يونايتد، الذي انتقل إليه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وشارك معه في أول مباراة وهو في التاسعة عشرة من عمره، ليكون ثنائياً قوياً للغاية في خط الدفاع إلى جانب تشارلتون، وهي الشراكة الدفاعية التي استمرت لمدة عشر سنوات.
وصعد ليدز يونايتد، بقيادة المدير الفني دون ريفي، للدوري الإنجليزي الممتاز في عام 1964، وكان على وشك الحصول على ثنائية الدوري والكأس في الموسم التالي، قبل أن يخسر أمام ليفربول في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1965، ويخسر لقب الدوري لصالح مانشستر يونايتد بفارق هدف وحيد.
ونجح ليدز يونايتد في تعويض هذه الإخفاقات بعدما أصبح أقوى فريق في إنجلترا في السبعينات من القرن الماضي. ربما لم يكن الفريق يقدم كرة قدم ممتعة في ذلك الوقت، على حد قول كلوف، لكن الشيء المؤكد هو أن الفريق قد حقق نجاحات كبيرة خلال تلك الفترة، وكان ملعب «إيلاند رود» هو الملعب الأكثر رعباً للأندية المنافسة.
وفي ظل وجود هانتر في التشكيلة الأساسية للفريق، تمكن ليدز يونايتد من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عامي 1969 و1974، وكأس الاتحاد الإنجليزي في عام 1972، كما وصل الفريق إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي في العام التالي، وخسر أمام سندرلاند على ملعب ويمبلي. وفي موسم 1972 - 1973، وصل ليدز يونايتد إلى المباراة النهائية لكأس الكؤوس الأوروبية، لكنه خسر أمام ميلان الإيطالي، وهي المباراة التي تعرض فيها هانتر للطرد في نهايتها وسط احتجاجات قوية من الجماهير التي كانت ترى أن حكم اللقاء ليس محايداً. يذكر أن هذا الحكم قد تعرض للإيقاف بعد ذلك بتهمة التلاعب في نتائج المباريات!
لكن هذا الجدل لم يكن كبيراً بالمقارنة بالجدل الكبير الذي أثير حول عدم احتساب أكثر من هدف وعدم احتساب أكثر من ركلة جزاء خلال المباراة النهائية لكأس الكؤوس الأوروبية عام 1975 أمام بايرن ميونيخ الألماني. وفاز بايرن ميونيخ، بقيادة فرانز بيكنباور، بهدفين دون رد، وسط غضب عارم من جمهور ليدز يونايتد، الذي قام بأعمال شغب كبيرة، أدت إلى صدور قرار بحرمان النادي من المشاركة في البطولة الأوروبية لمدة عامين.
انتقل هانتر إلى بريستول سيتي في عام 1976، مقابل 40 ألف جنيه إسترليني، وهو ما كان مبلغاً كبيراً آنذاك، خصوصاً أن هانتر كان قد وصل إلى الثالثة والثلاثين من عمره. لعب هانتر أكثر من 100 مباراة مع بريستول سيتي، قبل أن ينتقل إلى بارنسلي وينهي مسيرته هناك. وبعد نهاية مسيرته لاعباً، اتجه هانتر للعمل في مجال التدريب وتولى قيادة نادي أوكويل لمدة أربع سنوات، قبل أن ينتقل لقيادة روثرهام في تجربة قصيرة كانت الأخيرة له في عالم التدريب. لكن تظل مسيرته الأروع مع نادي ليدز يونايتد، الذي قرر إطلاق اسمه على جناح بمقر النادي تكريماً له واعترافاً بما قدمه للنادي وجماهيره خلال تلك السنوات الطويلة.


مقالات ذات صلة

ماسكيرانو أبرز المرشحين لتدريب إنتر ميامي

رياضة عالمية الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مرشح لتدريب إنتر ميامي (أ.ب)

ماسكيرانو أبرز المرشحين لتدريب إنتر ميامي

يبرز اسم لاعب الوسط السابق الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، بصفته مرشحاً للإشراف على تدريب إنتر ميامي ومواطنه ليونيل ميسي.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (أ.ف.ب)

بوستيكوغلو: قد أفقد وظيفتي في عيد الميلاد!

سيكمل أنجي بوستيكوغلو 50 مباراة في قيادة توتنهام هوتسبير المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

أوقف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية ضد لاعبَين من برشلونة هما لامين يامال وأليخاندرو بالدي خلال «الكلاسيكو» أمام ريال مدريد

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية لويس دي لا فوينتي مدرب منتخب إسبانيا (إ.ب.أ)

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

إن الجدل المتزايد حول كارلو أنشيلوتي يجعلنا نعتقد أن مستقبله غير مؤكد حقاً.

مهند علي (الرياض)
ليون غوريتسكا (يمين) شارك أساسياً بعد غياب (أ.ب)

كومباني: غوريتسكا نموذج للاعبي بايرن

يرى فينسنت كومباني، المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ، أن ليون غوريتسكا قدوة لكل اللاعبين الذين لا يوجدون ضمن الخيارات الأساسية للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.