إتاوات حوثية تستهدف محالّ الجملة وأسواق السلع المستعملة

إتاوات حوثية تستهدف محالّ الجملة وأسواق السلع المستعملة
TT

إتاوات حوثية تستهدف محالّ الجملة وأسواق السلع المستعملة

إتاوات حوثية تستهدف محالّ الجملة وأسواق السلع المستعملة

فرضت الميليشيات الحوثية خلال اليومين الماضيين إتاوات جديدة على تجار السلع المستعملة (الحراج) ومحال وأسواق تجارية عدة في العاصمة صنعاء، في مسعى منها لاستغلال دخول شهر رمضان وتحويله من مناسبة دينية إلى وسيلة جديدة لتضخيم ثرواتها وإفقار فئات وشرائح المجتمع اليمني.
ورافق حملات السطو والابتزاز الحوثية تلك اختطاف العشرات من المواطنين وملاك المحال التجارية في مناطق وشوارع متفرقة من صنعاء العاصمة واقتيادهم إلى أماكن مجهولة عقب رفضهم الرضوخ لمطالب الجماعة الانقلابية.
في غضون ذلك، كشفت مصادر محلية في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن عناصر حوثية مسلحة فرضت جبايات جديدة على الباعة في «حراج الصافية»، وهو من أكبر أسواق السلع المستعملة وسط العاصمة.
وعدّت المصادر أن الإتاوة تمثلت في فرض مبلغ 500 ريال عند بيع أي قطعة واعتماد فاتورة البيع عند عاقل الحارة، مع قيام الجماعة بتهديد من يخالف أوامرها بغرامة مالية ومصادرة السلع التي بحوزته.
وطبقاً لتلك المصادر، فإن الإتاوة الحوثية الجديدة التي فُرضت قبيل رمضان بيومين، تعدّ امتداداً للإتاوات نفسها التي تفرضها الجماعة على الباعة وأصحاب المحال التجارية وعمال العربات اليدوية لنقل الفواكه والخضراوات في الأسواق المركزية، وذلك في مسعى من الجماعة لملء خزينتها بالأموال على حساب قوت ومدخرات اليمنيين.
على صلة بالموضوع، واستمراراً لمسلسل الانتهاك والنهب الحوثي بحق المواطنين في صنعاء، اختطفت الجماعة 6 أشخاص على الأقل في حي الجامعة الجديدة وأغلقت محالهم التجارية.
وأفاد شهود عيان «الشرق الأوسط» بأن الجماعة أغلقت 3 محال للهواتف الجوالة ومكتبة ومحلاً لخدمات الطباعة وآخر للدعاية والإعلان في حي الجامعة الجديدة، وقام عناصر الميليشيات باختطاف مالكي تلك المحال الستة من محالهم واقتادوهم لأماكن مجهولة عقب رفضهم دفع مبالغ مالية إتاواتٍ للجماعة.
وصعّدت الميليشيات الانقلابية، المسنودة من طهران، مؤخراً من اعتقالاتها وانتهاكاتها وممارساتها الإجرامية بحق المواطنين وأصحاب المحال التجارية في صنعاء العاصمة والمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرتها.
وفي مديرية معين، حيث شارع الستين (أكبر شوارع العاصمة) على وجه الخصوص، نفذت العصابات الحوثية على مدى 3 أيام متواصلة العشرات من حملات النزول الميداني لفرض إتاوات وجبايات تحت ذرائع وأسماء عدة.
وقالت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن عناصر حوثية على متن 4 عربات عسكرية نفذت حملات واسعة استمرت أياماً عدة أجبرت من خلالها عدداً من المحال التجارية ومنشآت خاصة وشركات وباعة الأرصفة على دفع مبالغ مالية تحت ذرائع ومسميات غير قانونية.
بدورهم، شكا مواطنون وأصحاب محال تجارية وباعة متجولون بصنعاء من استمرار مضايقات وابتزازات ونهب الميليشيات الحوثية لهم، وأكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة تشن حملات نهب وابتزاز متواصلة بحقهم لجمع إتاوات نقدية وأخرى عينية بالقوة تحت أسماء متعددة؛ أبرزها تمويل عملياتها العسكرية في جبهات القتال.
وتحدث أحد الباعة المتجولين في حي السنينة بمديرية معين لـ«الشرق الأوسط» عن الإرهاب الذي ما زال يمارَس في حقهم من قبل المشرفين الحوثيين والعصابات المسلحة المرافقة لهم.
وقال البائع الذي فضل أن يرمز لاسمه بـ«ن.ح.ع» خشية البطش به من قبل الميليشيات، إن عناصر حوثيين مسلحين أقدموا الخميس والجمعة برفقة مشرفين اثنين كبار في المنطقة، على اقتحام سوق السنينة بصورة مفاجئة وابتزاز أصحاب البسطات والعربات المتنقلة وإثارة الرعب والخوف في أوساطهم.
وأشار إلى أن المشرفين الحوثيين طالبوا أصحاب البسطات وباعة العربات المتجولة بدفع مبالغ مالية تتراوح بين ألفين و5 آلاف ريال (الدولار نحو 600 ريال)، بزعم أنها رسوم جديدة لإزالة مخلفات الأمطار والسيول عن طرق وأرصفة الشوارع كما ادّعت الميليشيات.
ولم يكن أصحاب المحال التجارية في تلك السوق والمناطق المحيطة بها بمنأى عن نهب وابتزاز المشرفين الحوثيين، فقد أشار البائع المتجول إلى أن العصابة الحوثية اقتحمت أيضاً عدداً من المحال التجارية في الشارع نفسه وأرغمت أصحابها على دفع مبالغ مالية غير رسمية.
وفي الوقت الذي تصاعدت فيه أعمال الاقتحامات الحوثية للأسواق والمحال التجارية، وما تبقى من القطاعات الاقتصادية في صنعاء، شكا أحد التجار بحي الرباط المحاذي لسوق السنينة بصنعاء من استمرار العبث والنهب والابتزاز الحوثي المنظّم وغير المبرر بحقهم.
واتهم التاجر في حديثه مع «الشرق الأوسط» «الميليشيات الإرهابية بمواصلة عمليات النهب والسطو على مدخرات اليمنيين ومواردهم». وقال إن «العصابة الحوثية تواصل في الوقت الحالي استكمال برنامجها الممنهج في تهجير ما تبقى من العاملين في القطاعات التجارية والاقتصادية بهدف إحكام السيطرة بشكل تام ونهائي عليها».
وكانت الجماعة وسّعت في الآونة الأخيرة من إجراءاتها التعسفية وتضييقها المستمر على أصحاب المحال التجارية، والمنشآت الخاصة، من خلال فرض جبايات وإتاوات غير قانونية تحت أسماء عدة؛ من بينها دعم ما يسمى «المجهود الحربي»، وكذا تسيير قوافل غذائية لدعم جبهاتها القتالية.
وبحسب تقارير أممية، فإن نحو 24 مليون يمني؛ أغلبهم في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، غير أن الجماعة الموالية لإيران تضرب بكل ذلك عرض الحائط وتواصل السعي لزيادة معاناتهم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.