«فيفا» يقترح إجراء 5 تبديلات للتخفيف عن الفرق مع تكدس المباريات

صعوبات جديدة تواجه إيطاليا وإسبانيا لاستئناف الموسم الكروي قبل يونيو المقبل

ملعب نابولي يخضع للتعقيم في انتظار الضوء الأخضر لعودة التدريبات (إ.ب.أ)
ملعب نابولي يخضع للتعقيم في انتظار الضوء الأخضر لعودة التدريبات (إ.ب.أ)
TT

«فيفا» يقترح إجراء 5 تبديلات للتخفيف عن الفرق مع تكدس المباريات

ملعب نابولي يخضع للتعقيم في انتظار الضوء الأخضر لعودة التدريبات (إ.ب.أ)
ملعب نابولي يخضع للتعقيم في انتظار الضوء الأخضر لعودة التدريبات (إ.ب.أ)

اقترح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أمس، السماح للفرق بإجراء خمسة تبديلات خلال المباراة، بدلاً من ثلاثة كما هو معتاد، بصفة مؤقتة للمساعدة في التعامل مع تكدس المباريات المحتمل بعد جائحة فيروس كورونا.
وتوقفت كرة القدم منذ منتصف مارس (آذار)، لكن الكثير من مسابقات الدوري والاتحادات تأمل في إكمال الموسم؛ وهذا قد يتسبب في تكدس المباريات خلال فترة زمنية قصيرة عند استئناف اللعب.
وأضاف «فيفا» في بيان له، أن المقترح يجب أن يحظى بموافقة مجلس الاتحاد الدولي وسيتخذ القرار النهائي بالتنسيق مع بقية منظمي المسابقات. وأوضح «تكرار المباريات بنسق أعلى من المعتاد قد يزيد احتمالية التعرض للإصابات بسبب الحمل الزائد على اللاعب. كل فريق ستتاح له إمكانية استخدام خمسة تبديلات خلال المباراة مع احتمالية إضافة تبديل آخر إذا امتدت المباراة لوقت إضافي إن كانت الظروف تسمح بذلك».
وأوضح «فيفا»، أن التبديلات يجب أن توزع على ثلاث مرات بحد أقصى بجانب الاستراحة بين الشوطين، وأن القاعدة المؤقتة ستطبق على المسابقات كافة التي ستبدأ أو ستنتهي في 2020 وفي كل المباريات الوطنية التي ستقام حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2021.
وكان رئيس الاتحاد الدولي السويسري جاني إنفانتينو قد أعرب عن أمله في استطاعة الدول على استئناف بطولاتها، وقرر دفع نحو 150 مليون دولار إلى الاتحادات الـ211 المنضوية تحت عضوية «فيفا»، هي عبارة عن دفعات مستحقة سيتم تسديدها بشكل مبكر، لمواجهة تبعات أزمة فيروس كورونا المستجد.
على جانب آخر، تعقدت الأمور بالنسبة للذين يمنّون النفس باستئناف الموسم الكروي في كل من إيطاليا وإسبانيا، وذلك بعد أن قررت الحكومة الإيطالية بألا تسمح بمعاودة التمارين الجماعية قبل 18 مايو (أيار) في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد، في حين حذر وزير الصحة الإسباني من التفكير في عودة النشاط الرياضي قبل يونيو (حزيران) المقبل.
وأبرزت صحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» الإيطالية أمس استعدادات بعض الفرق لإمكانية العودة قريباً إلى التمارين الجماعية، وبينها إنتر ميلان الذي أعد جميع مرافقه، من ملاعبه الخمسة في مركز «أبيانو جنتيلي» المخصص للتمارين، إلى تجهيز غرف تبديل الملابس وصالات التمارين البدنية، على أمل أن يستأنف التمارين في الرابع من مايو. لكن خلال تقديمه الأحد لتفاصيل «المرحلة 2» التي من المفترض أن تعتمدها البلاد في خروجها التدريجي من وضع الإغلاق التام المفروض منذ 10 مارس للحد من تفشي فيروس «كوفيد - 19»، وجّه رئيس الحكومة جوسيبي كونتي صفعة لهذه المخططات بتمييزه بين الرياضات الفردية والجماعية.
وقال كونتي في مؤتمر مخصص للكشف عن تفاصيل عودة الحركة في البلاد «اعتباراً من الرابع من مايو سيتم السماح بالتدريبات، لكن من دون تجمعات وخلف أبواب موصدة».
أما بالنسبة إلى الرياضات الجماعية، فإن «الضوء الأخضر» أُعطي اعتباراً من 18 مايو، ليشكل ذلك إحباطاً لرغبة السلطات الكروية في إكمال موسم 2019 – 2020، بعدما أمهلت نفسها حتى الثاني من أغسطس (آب) على أقصى تقدير لإنهاء الدوري المحلي.
وابتداءً من الرابع من مايو، سيكون بإمكان السباحة فيديريكا بيليغريني، أو الدراج فينتشنزو نيبالي أو لاعب التنس فابيو فونييني استئناف التدريب، في حين ستكون أبواب ملاعب التمارين مقفلة أمام نجوم كرة القدم، مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو أو البلجيكي روميلو لوكاكو وتشيرو إيموبيلي، حتى 18 مايو على أقل تقدير بحسب ما حذر كونتي الذي يصنف نفسه من «الشغوفين بكرة القدم» المتوقفة في البلاد منذ مباراة ساسوولو وبريشيا في التاسع من مارس.
وبعد دقائق من الموقف الصادر عن كونتي، خرج وزير الرياضة فينتشنزو سبادافورا بموقف أكثر حذراً من رئيس الحكومة، قائلاً «لست عدواً لكرة القدم، لكن علينا النظر في الأوضاع بحلول 18 مايو... البروتوكول الطبي الذي قدم الأسبوع الماضي من قبل الاتحاد المحلي لكرة القدم، تمهيداً لعودة التمارين ومن بعدها المباريات ليس كافياً».
يوفر هذا البروتوكول، قبل ثلاثة أو أربعة أيام من الاستئناف، أول دفعة من الاختبارات للاعبين، بينها قياس درجة الحرارة، الاختبار السريع من أجل الكشف عن فيروس «كوفيد - 19» مع تكراره بعد 24 ساعة، اختبار مصلي (إن وجد) وفحص الدم.
يجب أن تُسفِر النتائج عن إمكانية إنشاء ثلاث مجموعات فرعية، سواء كان الشخص مصاباً أم لا، ووفقاً لقوة الأعراض. فأولئك الذين يعانون من أعراض مؤكدة على سبيل المثال، سيخضعون لفحوص إضافية (مثل فحص الموجات فوق الصوتية للقلب، وفحص مجهود...
بالنسبة للبقية، كما هو الحال في إسبانيا، تستأنف مرحلة التمارين على ثلاث دفعات، حيث يتوجب أن تكون جميع المرافق (الملاعب والقاعات الرياضية والمطاعم والغرف) في المركز الرياضي نفسه أو على مقربة منه، مع إجراء عمليات تعقيم بشكل منتظم.
ومن المؤكد أن الاتحاد الإيطالي ورابطة الدوري لن يكونا سعيدين بموقف وزير الرياضة وقرار الحكومة الذي فاجأ أيضاً بعض وسائل الإعلام، على غرار صحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» التي كانت الأقل حدة في انتقادها، منتقدة «عودة بسرعتين»، في إشارة إلى التمارين الفردية والجماعية.
وقبل عودة اللاعبين إلى الملاعب، يتعين على الأندية في الأحوال كافة إعادة حساباتها لكي تدرس كيف ستتمكن من التعامل مع ضغط إنهاء المراحل الـ12 المتبقية (هناك أربع مباريات أخرى مؤجلة أيضاً) من الآن وحتى نهاية يوليو (تموز).
من المؤكد أن النافذة الزمنية أصبحت ضيقة جداً، ولا سيما أنه من غير المعلوم حتى الآن كيف سيتم تنظيم التمارين إذ سُمِح أصلاً بها اعتباراً من 18 مايو، وهل ستكون تمارين فردية؟ أم في مجموعات صغيرة؟ أم جماعية؟
على أي حال، أصبح هدف استئناف الدوري في أوائل يونيو غير ممكن، والموعد الجديد للعودة إلى الملاعب قد يكون الأربعاء 10 يونيو أو في عطلة نهاية الأسبوع في 13 و14 منه.
وبعد هذين التاريخين، لن يكون من الممكن خوض جميع المراحل المتبقية؛ ما يعيد إلى الواجهة فرضية اللجوء إلى الخطة البديلة التي هي كناية عن مباريات فاصلة لتحديد هوية البطل والمقاعد المؤهلة إلى المسابقتين القاريتين الموسم المقبل والفرق الثلاثة التي ستهبط إلى الدرجة الثانية.
وفي حال الاضطرار إلى اعتماد الخطة البديلة، يجب إبلاغ الاتحاد الأوروبي (يويفا) بأي تغيير في الصيغة بحلول 25 مايو على أقصى تقدير.
وفي مسعاهم الصعب، قد لا تتمكن أندية الدرجة الأولى من الاعتماد على دعم الرأي العام في ظل ما مر به وما زال من معاناة مع هذه الجائحة. وبحسب استفتاء أجرته وكالة «اي جي أي»، فإن اثنين من بين ثلاثة إيطاليين يرفضون عودة منافسات كرة القدم بسبب الحالة الصحية في البلاد. وفي إسبانيا حذر وزير الصحة سلفادور إيلا من التسرع في اتخاذ أي قرار بعودة منافسات كرة القدم من جديد.
ويعمل الاتحاد الإسباني لكرة القدم ورابطة الدوري والمجلس الرياضي على وضع خطة لاستئناف منافسات كرة القدم، المتوقفة لفترة غير محددة، وذلك عند الحصول على الضوء الأخضر من الحكومة.
وطبقاً للبروتوكول الذي قدمته رابطة الدوري الإسباني، يتم إخضاع كل لاعب لفحص فيروس كورونا، وهو ما قد يمثل مشكلة نظراً لأن إسبانيا لا تشهد وفرة في مستلزمات إجراء الاختبارات.
وقال وزير الصحة إيلا «لا يمكنني الآن أن أقول إنه من الممكن استئناف منافسات كرة القدم قبل الصيف، فهذا سيفتقد الحكمة من جانبي. هناك تعليمات من وزارة الصحة تطبق على كل التجمعات بأنواعها، بما في ذلك كرة القدم الاحترافية. يجب وضع أي نوع من الاختبارات التشخيصية تحت تصرف الحكومات الإقليمية».
وتعتزم الحكومة الإسبانية تخفيف قيود الإغلاق العام اعتباراً من الثاني من مايو، حيث ستسمح للمواطنين بممارسة الرياضة في الخارج وبشكل فردي لمدة ساعة واحدة يومياً، لكن استئناف النشاط الرسمي للبطولات ومنها كرة القدم ليس محبذاً قبل يونيو المقبل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».