ثنائية العشق والموت

مسرحية «مأساة وضاح» للشاعر سامي مهنا

ثنائية العشق والموت
TT

ثنائية العشق والموت

ثنائية العشق والموت

في عمله الشعري الأخير «مأساة وضاح» (مكتبة كل شيء - حيفا 2020)، يستلهم الشاعر الفلسطيني سامي مهنا قصة من التراث ليعبر عن علاقات الحب المأسوية للشاعر وضاح اليمن، واسمه وفقاً للمؤرخين عبد الرحمن بن إسماعيل الخولاني، الذي عاش زمن الخليفة الشاعر الوليد بن عبد الملك، ووردت قصته في كتابات أبي الفرج الأصفهاني، المتوفي عام 356 للهجرة، بعد ما يزيد على مائتي وخمسين عاماً على حدوثها، وكان الدكتور طه حسين من الذين شككوا في حقيقة وقوع هذه الرواية أو وجود تلك الشخصية، لكن كما يحدث مع الإرث الثقافي المتناقل للشعوب، غالباً ما ينتصر الخيال والرمز على الحقيقة.
وتدور أحداث المسرحية وحواراتها في اليمن والحجاز والشام، وتسرد قصة حب وضاح لروضة التي تشبب بها، وحالت الأعراف القبلية دون وصالهما، وأيضاً تشبيبه بأم البنين زوجة الخليفة الشاعر الوليد بن عبد الملك. وحين عرف الأخير بهذا الحب السري المرفوض بعد وشاية أحد الخدام بأن وضاح دخل إلى القصر في صندوق دمشقي، طلب الوليد الصندوق من خدر أم البنين، وأمر بدفنه تحت التراب تفادياً للفضيحة، وعقاباً لوضاح. وبهذه النهاية، يلقى وضاح حتفه التراجيدي قائلاً:
لا تحزني أم البنين وأكثري
دوساً على هذا التراب الصاحي
سيموت وضاح اليمان بجسمه
وتطير قصته بألف جناحِ
وفي المسرحية الشعرية، يتآلف العنصر الدرامي مع البناء المسرحي، ويبتكر الشاعر من وحي خياله حوارات فنية وفكرية تثري القصة التراثية بين شعراء المرحلة، منهم كثير عزة والفرزدق وجرير وابن قيس.
ومما ورد في مقدمة الشاعر اللبناني الدكتور محمد علي شمس الدين للمسرحية: «لعبة القناع أساسية في هذا العمل. وفي القناع، حين يستعمله الشاعر، يكون ثمة اثنان يجري بينهما صراع: الشخص الداخلي، والشخص الظاهر، فهل استطاع الشاعر سامي مهنا أن يظهر شخصه الداخلي في هذا الصراع؟».
أما الدكتور عمر عتيق، من فلسطين، في مقاله التقويمي للمسرحية، فيقول: «قيمة الإيقاع العروضي هي الاندغام في السياق الدلالي، وقيمة الدلالة تكمن في كونها مفعمة بالتأثير والإثارة في السياق النفسي، وإيقاع القافية يرتبط بإيقاع الوزن، وكلاهما يتناغمان مع المعمار الفني للمسرحية»
وسامي مهنا شاعر من فلسطين، صدرت له مجموعات شعرية عدة، منها «أصعد وسلمي من نار»، و«يافا شهوة البحر»، و«أشعل الدنيا قصيدة» - القاهرة 2005، و«تلاوة الطائر الراحل». وقد منح تكريم اتحاد الكتاب العرب في طنجة وأبوظبي، وأشرف على برنامج «كلمات» في القسم الثقافي لإذاعة راديو الشمس في فلسطين.



موزة مثبتة بشريط لاصق تباع بـ 6.2 مليون دولار في مزاد فني

TT

موزة مثبتة بشريط لاصق تباع بـ 6.2 مليون دولار في مزاد فني

رجل يشير إلى التكوين الفني «الكوميدي» في مزاد في ميامي بيتش الأميركية (رويترز)
رجل يشير إلى التكوين الفني «الكوميدي» في مزاد في ميامي بيتش الأميركية (رويترز)

بيعت لوحة تنتمي للفن التصوري تتكون من ثمرة موز مثبتة بشريط لاصق على الجدار، بنحو 6.2 مليون دولار في مزاد في نيويورك، يوم الأربعاء، حيث جاء العرض الأعلى من رجل أعمال بارز في مجال العملات الرقمية المشفرة.

تحول التكوين الذي يطلق عليه «الكوميدي»، من صناعة الفنان الإيطالي موريزيو كاتيلان، إلى ظاهرة عندما ظهر لأول مرة في عام 2019 في معرض أرت بازل في ميامي بيتش، حيث حاول زوار المهرجان أن يفهموا ما إذا كانت الموزة الملصقة بجدار أبيض بشريط لاصق فضي هي مزحة أو تعليق مثير على المعايير المشكوك فيها بين جامعي الفنون. قبل أن ينتزع فنان آخر الموزة عن الجدار ويأكلها.

جذبت القطعة الانتباه بشكل كبير، وفقاً لموقع إذاعة «إن بي آر»، لدرجة أنه تم سحبها من العرض. لكن ثلاث نسخ منها بيعت بأسعار تتراوح بين 120 ألف و150 ألف دولار، وفقاً للمعرض الذي كان يتولى المبيعات في ذلك الوقت.

بعد خمس سنوات، دفع جاستن صن، مؤسس منصة العملات الرقمية «ترون»، الآن نحو 40 ضعف ذلك السعر في مزاد «سوذبي». أو بشكل أكثر دقة، اشترى سون شهادة تمنحه السلطة للصق موزة بشريط لاصق على الجدار وتسميتها «الكوميدي».

امرأة تنظر لموزة مثبتة للحائط بشريط لاصق للفنان الإيطالي موريزيو كاتيلان في دار مزادات سوذبي في نيويورك (أ.ف.ب)

جذب العمل انتباه رواد مزاد «سوذبي»، حيث كان الحضور في الغرفة المزدحمة يرفعون هواتفهم لالتقاط الصور بينما كان هناك موظفان يرتديان قفازات بيضاء يقفان على جانبي الموزة.

بدأت المزايدة من 800 ألف دولار وخلال دقائق قفزت إلى 2 مليون دولار، ثم 3 ملايين، ثم 4 ملايين، وأعلى، بينما كان مدير جلسة المزايدة أوليفر باركر يمزح قائلاً: «لا تدعوها تفلت من بين أيديكم».

وتابع: «لا تفوت هذه الفرصة. هذه كلمات لم أظن يوماً أنني سأقولها: خمسة ملايين دولار لموزة».

تم الإعلان عن السعر النهائي الذي وصل إلى 5.2 مليون دولار، بالإضافة إلى نحو مليون دولار هي رسوم دار المزاد، وقد دفعها المشتري.

قال صن، في بيان، إن العمل «يمثل ظاهرة ثقافية تربط عوالم الفن والميمز (الصور الساخرة) ومجتمع العملات المشفرة»، ولكنه أضاف أن النسخة الأحدث من «الكوميدي» لن تدوم طويلاً.

وأضح: «في الأيام القادمة، سآكل الموزة كجزء من هذه التجربة الفنية الفريدة، تقديراً لمكانتها في تاريخ الفن والثقافة الشعبية».

ووصفت دار مزادات سوذبي كاتيلان بأنه «واحد من أكثر المحرضين اللامعين في الفن المعاصر».

وأضافت دار المزادات في وصفها لتكوين «الكوميدي»: «لقد هز باستمرار الوضع الراهن في عالم الفن بطرق ذات معنى وساخرة وغالباً ما تكون جدلية».