دياب: هناك من يريد انهيار لبنان لحماية نفسه

شن حملة على سلامة وأعلن تكليف شركة للتدقيق في حسابات «المركزي»

رئيس الحكومة حسان دياب في وزارة الدفاع امس مع قائد الجيش العماد جوزف عون  (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة حسان دياب في وزارة الدفاع امس مع قائد الجيش العماد جوزف عون (أ.ف.ب)
TT

دياب: هناك من يريد انهيار لبنان لحماية نفسه

رئيس الحكومة حسان دياب في وزارة الدفاع امس مع قائد الجيش العماد جوزف عون  (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة حسان دياب في وزارة الدفاع امس مع قائد الجيش العماد جوزف عون (أ.ف.ب)

شنّ رئيس الحكومة حسان دياب هجوماً على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مشيراً إلى «غموض مريب» في أدائه وفجوات في البنك المركزي. وأعلن في المقابل عن تمديد التعبئة العامة حتى 10 مايو (أيار) بناء على توصية المجلس الأعلى للدفاع.
وأتى كلام دياب بعد جلسة للحكومة سبقها اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع؛ حيث قال: «تدهور سعر صرف الليرة يتسارع بشكل مريب في السوق السوداء، ونحن نبذل جهوداً على الرغم من السلطة المحدودة للحكومة في التعامل مع هذا التدهور»، مشيراً إلى «غموض مريب في أداء حاكم مصرف لبنان، والمصرف عاجز أو معطل بقرار أو محرض على هذا التدهور المريب، وهذا ما يؤدي إلى تسارع انخفاض سعر صرف الليرة الذي ينعكس سلباً على كل شيء في البلد».
وسأل: «هل كان بإمكان سلامة الاستمرار في تطمينهم إلى سعر الليرة، ثم فجأة تبخرت هذه التطمينات؟».
ولفت إلى أن هناك فجوة في الأداء والوضوح والصراحة، وفجوة في الحسابات والسياسات النقدية والمعطيات، تكشف أن الخسائر في المصرف تتسارع وتيرتها.
وأعلن عن تكليف شركة دولية من أجل التدقيق في حسابات مصرف لبنان، كاشفاً عن خروج 5 مليارات ونصف مليار دولار من الودائع خلال آخر 3 أشهر، وداعياً سلامة للخروج وإعلام اللبنانيين بصراحة ما يحصل.
وتوجه دياب لمن قال إنهم «يحفرون الكمائن ويخططون للانقلاب من خلال سلب الناس أموالهم مرة ثانية، من خلال رفع سعر صرف الدولار» بالقول: «لن نسمح ولن نتهاون في منع أي عبث بالاستقرار المالي؛ لأن هؤلاء يريدون انهيار البلد وهز استقراره لحماية أنفسهم ومصالحهم، على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين».
وأضاف: «أوجه رسالة إلى من يعتقد أننا سنتفرج عليهم وهم يخططون للانقلاب، عبر سلب الناس أموالها مرة ثانية برفع سعر صرف الدولار: لن نسمح ولن نتهاون في قمع كل عبث بالاستقرار المالي، فليسمعوا جيداً. الدولة ستضرب بحزم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».
وفيما يتعلق بالتعبئة العامة المفروضة لمواجهة وباء «كورونا»، أعلن دياب عن تمديدها حتى 10 مايو، مشيراً إلى أنه «حان الوقت لإعادة فتح بلدنا؛ لكن رفع الحظر قد يؤدي إلى موجة ثانية، ويجب الانتباه إلى تصرفاتنا تجاه وباء (كورونا)».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.