وزيرة العمل: نحاول تأجيل الأزمة قدر المستطاع

TT

وزيرة العمل: نحاول تأجيل الأزمة قدر المستطاع

أشارت وزيرة العمل لميا الدويهي، إلى أن طلبات التشاور وإنهاء العقود التي تم التقدم بها إلى الوزارة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تتخطى الأربعة آلاف، لافتةً إلى أن هذا الرقم لا يعكس الواقع الفعلي لعدد المؤسسات والشركات التي أقفلت، وعدد الأُجراء الذين خسروا وظائفهم، لأن قسماً كبيراً منهم لا يُعلم وزارة العمل بهذا الأمر. ورأت أن هذه الأرقام التي لم يشهدها لبنان خلال السنوات الماضية حتى في أصعب الأزمات التي مرَّ بها، تؤشر إلى انفجار اجتماعي، وبالتحديد بسبب ارتفاع معدلات البطالة، والتراجع الاقتصادي في مؤشرات النمو، والاستقرار الاجتماعي المهدد، إضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر والذي يمكن أن يؤدي بشكل غير مباشر إلى ارتفاع نسبة الجرائم من سرقة وغيرها.
وأوضحت الدويهي لـ«الشرق الأوسط»، أن وزارة العمل تقوم عادةً بدور الوسيط في تسوية النزاعات بين العمال وأصحاب العمل من خلال النظر في الدعاوى كلٌّ على حدة. وقالت: «في هذه المرحلة، وزارة العمل في وضع لا تُحسد عليه لأن أدوات التسوية التي كانت تمتلكها أصبحت حالياً ضعيفة، حيث تعمل الآن على ضمان استمرارية العمل بأقل الخسائر مع الأُجراء، على أمل أن تحلّ هذه الأزمة سريعاً».
ولفتت إلى أنه بات من الصعب تنفيذ الأدوات القانونية في هذه المرحلة، لذلك نعمل على تسويات وتأجيل انفجار الأزمة قدر المستطاع. ولا تؤيد وزيرة العمل إعادة فتح المؤسسات في ظل أزمة «كورونا»، حتى ولو تم الالتزام بالشروط الصحية.
وعن أزمة العمال الأجانب نتيجة شح الدولار، أوضحت الدويهي أن لديها حرصاً شديداً على إعطاء الأولوية لفرص العمل للبنانيين، «ولم أمنح موافقات مبدئية لاستقدام عمال أجانب من الخارج إلا في حدود ضيّقة، وفقط في بعض المهن التي لا يتوفر أحياناً لبنانيون للقيام بها».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.