قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن القيادة الفلسطينية ستعتبر كل الاتفاقات والتفاهمات مع إسرائيل والولايات المتحدة «لاغية تماما»، إذا أعلنت إسرائيل ضم أي جزء من أراضي الضفة الغربية المحتلة «استنادا إلى قرارات المجلسين الوطني والمركزي ذات الصلة»، في وقت حذر الأمين العام العامة للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، من التصريحات الأميركية التي اعتبرت ضم الأراضي المُحتلة شأناً إسرائيلياً.
وكان الرئيس الفلسطيني، قد قال في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي: «أبلغنا جميع الجهات الدولية المعنية بما في ذلك الحكومتان الأميركية والإسرائيلية، بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا أعلنت إسرائيل ضم أي جزء من أراضينا».
وجاءت كلمة عباس بعد تصريحات لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مساء الأربعاء، قال فيها، إن اتخاذ قرار بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية، أمر يعود إلى إسرائيل، وإن الولايات المتحدة ستعرض وجهات نظرها بخصوص هذا على الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بشكل غير معلن. وعبر بومبيو أيضا عن «سعادته» بالاتفاق الذي تم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه المنتمي لتيار الوسط بيني غانتس. وبموجب الاتفاق فسوف تمضي الحكومة الجديدة، قدما، في الخطط الرامية لبسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
في هذه الأثناء، حذر أحمد أبو الغيط، الأمين العام مُجدداً من مغبة توجهات الحكومة الإسرائيلية الجديدة نحو فرض السيادة الإسرائيلية على أي جزء من أراضي الضفة الغربية. كما دان التصريحات الأميركية، مؤكداً أنها تعني إقراراً بواقع الاحتلال وشرعنة له، بالمُخالفة لمبادئ القانون الدولي المستقرة والتي لا تُجيز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة. ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة عن أبو الغيط قوله إن توجهات الحكومة الإسرائيلية الجديدة تُخاطر بإشعال فتيل التوتر في المنطقة، مُستغلة حالة الانشغال العالمي بمواجهة وباء كورونا «كوفيد - 19»، لفرض واقع جديد على الأرض، مُضيفاً أن الإقدام على مثل هذه الإجراءات سيفتح الباب أمام توتراتٍ ومخاطر يصعب التكهن بمآلاتها، بما يُضيف إلى المصاعب الكبيرة التي تجابها دول المنطقة جراء الوباء.
ودعا أبو الغيط المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، وإيصال رسالة واضحة للحكومة الإسرائيلية الجديدة بخطورة ما تنوي القيام به، وما يُمكن أن تقود إليه سياساتها من تبعاتٍ ونتائجَ خطيرة تنعكس على الأمن الإقليمي واستقرار المنطقة. وأوضح المصدر أن أبو الغيط وجه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ولوزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وألمانيا، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، حذر فيها من خطورة السياسات الإسرائيلية.
بدورها، طالبت دولة فلسطين، أمس، من الأمانة العامة للجامعة العربية، عقد اجتماع طارئ افتراضي لمجلس جامعة الدول العربية بدورة غير عادية على مستوى وزراء الخارجية، في أقرب وقت ممكن، لبحث والإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الدول العربية تجاه خطورة تنفيذ المخطط الإسرائيلي بضم الضفة الغربية.
وأفادت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، في بيان لها، بأنها، طلبت عقد اجتماع لبحث تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والذي يعد تشجيعا من الإدارة لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، بالتمادي في سياستها العدوانية بمصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات والبؤر الاستيطانية عليها.
وقال مندوب فلسطين بالجامعة العربية السفير دياب اللوح، إن تنفيذ المخطط الإسرائيلي بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا، أن الإدارة الأميركية تعد طرفا شريكا متورطا في هذا المخطط الاستعماري العدواني الذي يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واتفاقية جنيف الرابعة وانتهاكا للقانون الدولي واستخفافا بالمرجعيات الدولية للسلام وفِي مقدمتها مبدأ الأرض مقابل السلام ومبدأ حل الدولتين، إضافة إلى تقويض خيار المفاوضات واستبداله بسياسة الإملاءات وفرض سياسة الأمر الواقع.
وأضاف، إن اجتماع وزراء الخارجية سيبحث توفير شبكة الأمان المالية العربية لتمكين حكومة دولة فلسطين من مواجهة الأضرار الناجمة عن جائحة كورونا والإجراءات الإسرائيلية العدوانية التي من خلالها تكبد الشعب الفلسطيني الخسائر الفادحة، إضافة إلى مصادرة أموال المقاصة.
عباس: الاتفاقيات «لاغية تماماً» فور ضم الضفة
طلب اجتماعاً للجامعة العربية لمناقشة تصريحات بومبيو
عباس: الاتفاقيات «لاغية تماماً» فور ضم الضفة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة