مصر تعول على مساعدات أميركية في تعزيز جهودها لتنمية شمال سيناء

البرلمان أقر تعديلاً لاتفاقية مشتركة تمنح القاهرة 6 ملايين دولار إضافية

TT

مصر تعول على مساعدات أميركية في تعزيز جهودها لتنمية شمال سيناء

تعول مصر على مساعدات أميركية في تعزيز جهودها لتنمية شمال شبه جزيرة سيناء، التي تشهد مواجهات مع جماعات مسلحة تنتمي لتنظيم «داعش» الإرهابي. وقالت رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، أمس، إن «الشراكة بين مصر والولايات المتحدة في تنمية شمال سيناء، تأتي ضمن شراكة اقتصادية بين البلدين في القطاعات التنموية ذات الأولوية الوطنية».
وأقر مجلس النواب المصري (البرلمان)، مساء أول من أمس، تعديل اتفاقية المساعدة بين مصر والولايات المتحدة، بشأن مبادرة تنمية شمال سيناء، وذلك بمنحة إضافية قيمتها 6 ملايين دولار، ليصل إجمالي الاتفاقية إلى 56 مليون دولار.
وقالت المشاط، إن هذه الاتفاقية تتوافق مع الاستراتيجية الجديدة لوزارة التعاون المصري لسرد الشراكات الدولية، مشيرة إلى أن المشروع سيوفر مياه الشرب لنحو 300 ألف مواطن وخدمات الصرف الصحي لنحو 100 ألف مواطن، ويتضمن حفر آبار مياه في شمال سيناء، وإنشاء محطات تحليه المياه، وعمل مزرعة سمكية واستخدام المياه الناتجة من المزرعة في الزراعة، ودعم خدمات النقل، في إطار جهود الوزارة لتوفير منح من خلال الشركاء في التنمية تساهم في تحسين حياة المواطنين في سيناء، ضمن المرحلة الثانية من برنامج تنمية سيناء.
وأشارت الوزيرة إلى أن المشروع يساهم كذلك في تحقيق 5 أهداف للتنمية المستدامة، وهي (الهدف السادس): المياه النظيفة والنظافة الصحية من خلال توفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين، والقضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة، من خلال عمل مزرعة سمكية واستخدام المياه الناتجة من المزرعة في الزراعة المستدامة، وتحسين فرص العمل بمحافظة شمال سيناء في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الاقتصاد على المستوى العالمي نتيجة فيروس «كورونا المستجد».
وللاتفاقية مردود تنموي واضح مؤثر في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في وسط وشمال سيناء، بحسب هشام عبد الواحد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب المصري، ورئيس اللجنة المشتركة للجان النقل والمواصلات والزراعة والإدارة المحلية والعلاقات الخارجية والإسكان بالمجلس.
وذكر أن تعديل الاتفاقية من شأنه تعزيز المقومات اللازمة لتحقيق مستهدفات مبادرة شمال سيناء من خلال توفير الخدمات اللوجيستية للأنشطة الزراعية من إنشاء آبار ومحطة تحليه ومعالجة للمياه الجوفية.
وتشهد شمال سيناء ملاحقات بين قوات الجيش والشرطة في مصر لمسلحين يتبعون تنظيم «ولاية سيناء»، الذي بايع «داعش» عام 2014.
وشرعت مصر في إقامة مشروعات تنموية واسعة في المحافظة لمحو آثار الإرهاب، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، إن «تحويل سيناء إلى منطقة مأهولة بالسكان يحتاج إلى سنوات»، وإن «الدولة تسعى لتحقيق ذلك عبر المشروعات التي لم يكن لها أن تتحقق؛ إلا بوجود إرادة قوية... فتنمية سيناء تحتاج إلى مبالغ طائلة»، مؤكداً أن «تنميتها مسألة أمن قومي، وهذا لا يقدر بمال»، ودعا رجال الأعمال والقطاع الخاص إلى الاستثمار في سيناء.
وذكر السيسي أن «الطرق أو الأنفاق التي يجري تنفيذها بالفعل في شبه جزيرة سيناء تكلفت 600 مليار جنيه (الدولار يساوي 15.7 جنيه مصري تقريباً)... رغم أنها بلا عوائد، سوى حماية الأمن القومي للبلاد والذي لا يقدر بمال».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».