السودان يسترد ‏عقارات وأسهماً ‏بملياري دولار ‏مملوكة لرموز ‏نظام البشير

بينها شركات ‏اتصالات ‏وفنادق ومولات ‏وأراضٍ زراعية ‏وسكنية

محمد الفكي سليمان (أ.ف.ب)
محمد الفكي سليمان (أ.ف.ب)
TT

السودان يسترد ‏عقارات وأسهماً ‏بملياري دولار ‏مملوكة لرموز ‏نظام البشير

محمد الفكي سليمان (أ.ف.ب)
محمد الفكي سليمان (أ.ف.ب)

أصدرت لجنة ‏تفكيك ‏واجتثاث نظام ‏الرئيس السوداني ‏المعزول، عمر ‏البشير، قرارات ‏جديدة اليوم، ‏باسترداد ملايين ‏الأسهم من ‏شركات، ‏وعقارات ‏وأراضٍ زراعية ‏وسكنية تقدر ‏مساحتها الكلية ‏بآلاف الأفدنة ‏مسجلة باسم ‏أحد رموز ‏النظام السابق، ‏عبد الباسط ‏حمزة، وإحالتها ‏إلى وزارة المالية ‏والتخطيط ‏الاقتصادي.‏
كما أرجأت ‏اللجنة، إنهاء ‏خدمات أعداد ‏كبيرة من ‏الموظفين ‏بالوزارات ‏ومؤسسات ‏الدولة، تم ‏تعيينهم، بموجب ‏قرارات ‏‏«التمكين» ‏والمحسوبية من ‏النظام المعزول ‏إلى ما بعد شهر ‏رمضان المعظم، ‏مراعاة لأسرهم ‏في الشهر ‏الكريم.‏
وقال عضو ‏مجلس السيادة ‏الانتقالي، ‏الرئيس المناوب ‏للجنة، محمد ‏الفكي سليمان، ‏في مؤتمر ‏صحافي، إن ‏‏«استرداد ‏الأموال المنهوبة، ‏استرداد لكرامة ‏الشعب ‏السوداني». ‏وقطع بإرجاع ‏كل ممتلكات ‏الدولة التي ‏استولت عليها ‏مجموعات من ‏النظام المعزول، ‏مؤكداً أن ‏استرداد هذه ‏الأموال ستعزز ‏الأوضاع ‏الاقتصادية في ‏البلاد.‏
ومن جانبه، قال ‏المتحدث الرسمي ‏باسم اللجنة، ‏صلاح مناع، ‏في مؤتمر ‏صحافي إن ‏اللجنة أصدرت ‏قراراً باسترداد ‏‏30 مليون سهم ‏من شركة ‏‏«لاركوم» ‏للاتصالات «إم ‏تي إن سودان»، ‏ووجهت ديوان ‏المراجع العام ‏بمراجعة ‏حسابات ‏الشركات ‏والجهات ذات ‏الصلة بوضع ‏القرار موضع ‏التنفيذ.‏
وأضاف مناع: ‏‏«كما أصدرت ‏اللجنة قراراً ‏باسترداد 4 ‏ملايين سهم من ‏شركة (الزوايا) ‏مسجلة باسم ‏عبد الباسط ‏حمزة، لصالح ‏وزارة المالية، ‏واستردّت أيضاً ‏‏31 في المائة من ‏أسهمه في فندق ‏‏(روتانا ‏الخرطوم)، ‏بالإضافة إلى ‏آلاف الأمتار ‏تتبع للحكومة ‏شيّد عليها ‏المذكور (مول ‏عفراء) وفندق ‏‏(روتانا ‏الخرطوم)».‏
وقال مناع إن ‏عبد الباسط ‏حمزة حصل ‏على هذه ‏الأموال بطرق ‏غير مشروعة، ‏حيث ظهر ‏خلال فترة ‏قصيرة كواحد ‏من أثرياء ‏السودان.‏
وأضاف أن حمزة ‏عمل ضابطاً ‏صغيراً في ‏القوات ‏المسلحة، ثم ‏تغلغل في قطاع ‏الاتصالات، ‏وتورط في بيع ‏شركة «موباتيل» ‏السودانية بمبلغ ‏يساوي 10 في ‏المائة فقط من ‏قيمتها الحقيقية.‏
وأشار إلى تورط ‏المذكور في نقل ‏فرع لشركة ‏الاتصالات ‏السودانية ‏للخارج، ‏واستثمار أموالها ‏لصالح النظام ‏المعزول، وأنه لم ‏يُعِد هذه ‏الأموال، وأسس ‏بها شركات ‏وهمية.‏
ومن جهته، ‏أعلن عضو لجنة ‏تفكيك وإزالة ‏التمكين، طه ‏عثمان، استرداد ‏أراضٍ سكنية ‏وزراعية مسجّلة ‏باسم عبد ‏الباسط حمزة ‏وشركاته بولاية ‏الخرطوم، تُقدّر ‏مساحتها الكلية ‏بما يتجاوز ألف ‏فدان.‏
ومن جانبه، قال ‏وزير شؤون ‏مجلس الوزراء، ‏عمر مانيس، إن ‏مجلسي السيادة ‏والوزراء، أجازا ‏إدخال ‏تعديلات مهمة ‏على قانون ‏تفكيك وإزالة ‏التمكين ‏واسترداد الأموال ‏ومحاربة الفساد ‏بما يعزز ويقوي ‏ويدعم عمل ‏اللجنة لأداء ‏مهامها.‏
وأضاف أن ‏اللجنة واحدة ‏من الأدوات ‏الرئيسية لتحقيق ‏أهداف الثورة ‏السودانية ‏لاسترداد ‏الأموال المنهوبة ‏بالفساد والطرق ‏غير شرعية.‏



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».