مصر تستهدف تخفيض دعم المواد البترولية في الموازنة الجديدة 47%

مصر تستهدف تخفيض دعم المواد البترولية في الموازنة الجديدة 47%
TT

مصر تستهدف تخفيض دعم المواد البترولية في الموازنة الجديدة 47%

مصر تستهدف تخفيض دعم المواد البترولية في الموازنة الجديدة 47%

أظهر البيان التحليلي لمشروع موازنة السنة المالية (2020 - 2021) أن مصر تستهدف خفض دعم المواد البترولية بنسبة 47 في المائة، إلى 28.193 مليار جنيه (1.61 مليار دولار). وتبلغ القيمة المستهدفة في مشروع موازنة السنة المالية الحالية 52.963 مليار جنيه.
وكان وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، قال في ديسمبر (كانون الأول)، إن دعم المواد البترولية هبط إلى 7.250 مليار جنيه في الربع الأول من السنة المالية 2019 - 2020 مقارنة مع 13 مليار جنيه، قُدرت بالموازنة، ومقابل 23.25 مليار جنيه قبل عام (الدولار = 15.70 جنيه مصري).
وأظهر البيان التحليلي لمشروع الموازنة، أن الحكومة تستهدف إيرادات بقيمة 620 مليون جنيه (36.5 مليون دولار) من طرح رخص جديدة لإنتاج الحديد والإسمنت.
ويشهد قطاع الإسمنت في مصر حالة من الركود الشديد وسط وجود فائض كبير في الإنتاج تبحث الشركات عن كيفية تصريفه، وهو ما يهدد الصناعة، وأدى إلى إغلاق بعض المصانع.
ولا يختلف الحال كثيراً في قطاع الحديد الذي يشهد صراعاً بين منتجي البليت وبين مصانع الدرفلة الصغيرة التي تعتمد على الاستيراد بسبب الرسوم الوقائية التي فرضتها البلاد نهاية العام الماضي على بعض واردات منتجات الحديد والصلب. ويبلغ إنتاج مصر من حديد التسليح ما بين 7 ملايين و7.5 مليون طن سنوياً.
على صعيد آخر، قال محمد الإتربي، رئيس اتحاد بنوك مصر ورئيس مجلس إدارة بنك مصر، ثاني أكبر بنك حكومي بالبلاد، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك»، إن اتحاد بنوك مصر اتفق مع البنك المركزي على تعديل حدود سحب الأفراد من البنوك وأجهزة الصراف الآلي بداية من شهر رمضان.
وأضاف الإتربي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، أن الحد اليومي لعمليات السحب النقدي بفروع البنوك سيصبح 50 ألف جنيه، بدلاً من 10 آلاف جنيه حالياً، ومن أجهزة الصراف الآلي 20 ألف جنيه، بدلاً من 5 آلاف جنيه حالياً.
ووضع البنك المركزي نهاية مارس (آذار) حداً أقصى للأفراد لعمليات السحب من البنوك وماكينات الصراف الآلي، في خطوة كانت تهدف حينها على ما يبدو السيطرة على التضخم واكتناز الأموال أثناء انتشار فيروس كورونا.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع لـ«رويترز»، أنه من المتوقع أن ينمو اقتصاد مصر بنسبة 3.5 في المائة في السنة المالية التي تبدأ في يوليو (تموز)، انخفاضاً من 5.9 في المائة التي توقعها اقتصاديون قبل 3 أشهر فقط قبل اجتياح فيروس كورونا للعالم.
وبحسب متوسط توقعات 20 اقتصادياً، شملهم الاستطلاع في الفترة من 12 إلى 20 أبريل (نيسان)، فإن معدل النمو في السنة المالية الحالية، التي تنتهي في 30 يونيو (حزيران)، يتوقع أن يسجل 3 في المائة انخفاضاً من 5.8 في المائة في التقديرات السابقة.
ونما الاقتصاد 5.6 في المائة في النصف الأول من السنة المالية 2019 - 2020. وفي يناير (كانون الثاني)، توقعت وزارة المالية معدل نمو للعام كاملاً بين 5.8 و5.9 في المائة.
وقالت «إن كيه سي أفريكان»: «انخفاض النمو الاقتصادي يعكس استهلاكاً واستثمارات وصادرات أضعف». وهي الوحيدة التي توقعت ركوداً اقتصادياً في مصر في سنة 2020 - 2021 كاملة وانكماش الاقتصاد 1.7 في المائة.
وتعزز اقتصاد مصر في السنوات الثلاث الأخيرة، بفضل نمو السياحة وتحويلات قوية للمصريين العاملين في الخارج وبدء الإنتاج من حقول الغاز الطبيعي التي جرى اكتشافها في الآونة الأخيرة.
لكن منذ تفشي فيروس كورونا، انهارت السياحة وهوت أسعار الغاز الطبيعي، وتهددت تحويلات العاملين في الخارج مع تراجع إيرادات النفط بدول الخليج حيث يعمل عدد كبير من المصريين.
وجراء فيروس كورونا، انكمشت أنشطة القطاع الخاص غير النفطي في مارس بأسرع وتيرة منذ يناير 2017، بعد فترة وجيزة من تطبيق مصر إجراءات تقشف يدعمها صندوق النقد الدولي، بحسب مؤشر «آي إتش إس ماركت» لمديري المشتريات بمصر.
وتوقع محللون أن يتباطأ معدل تضخم أسعار المستهلكين في المدن إلى 6 في المائة في (2019 - 2020) من 9.3 في المائة في (2018 - 2019) ثم يرتفع إلى 7.5 في المائة في (2020 - 2021). وفي يوليو 2017 بعد شهور من تطبيق إجراءات التقشف التي يدعمها صندوق النقد، قفز التضخم إلى 33 في المائة في مصر.
وقالت «إن كيه سي أفريكان»: «سيظل معدل التضخم منخفضاً نظراً لأن العوامل العالمية والمحلية المرتبطة بجائحة (كوفيد - 19) ستضغط على الطلب من الأسر والشركات». كما أن انخفاض أسعار الوقود وارتفاع الجنيه المصري سيبقيان الأسعار المحلية منخفضة.
كما أشار الاستطلاع إلى أن البنك المركزي سيخفض سعر الفائدة على الإقراض لأجل ليلة واحدة في نهاية يونيو المقبل إلى 9.75 في المائة في المتوسط، وإلى 9.25 في نهاية يونيو 2021.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.