«الإدارة الذاتية» شمال شرقي سوريا تخفف القيود عشية رمضان

مناطقها تعاني من نقص طبي حاد بعد توقف المساعدات

سوق القامشلي ستعود للحياة تدريجياً وبشروط خلال رمضان (أ.ف.ب)
سوق القامشلي ستعود للحياة تدريجياً وبشروط خلال رمضان (أ.ف.ب)
TT

«الإدارة الذاتية» شمال شرقي سوريا تخفف القيود عشية رمضان

سوق القامشلي ستعود للحياة تدريجياً وبشروط خلال رمضان (أ.ف.ب)
سوق القامشلي ستعود للحياة تدريجياً وبشروط خلال رمضان (أ.ف.ب)

أعلنت «الإدارة الذاتية شمال شرق» سوريا، تمديد حظر التجول حتى مطلع شهر مايو (أيار) المقبل للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، بما يسمح للعاملين في القطاع الزراعي التنقل والحركة على ألا يتجاوزوا عشرة عمال أثناء الصعود إلى الحافلة، وإعادة فتح بعض المتاجر الغذائية ومحال الحلويات والصيدليات الزراعية لتخفيف القيود المفروضة منذ نحو شهر، في وقت افتتحت منظمة «الهلال الأحمر الكردي» مستشفى خاصاً باستقبال المصابين بفيروس «كوفيد - 19» في مدينة الحسكة يضم 120 سريراً يعد الأول من نوعه في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
وقالت الإدارة في بيان نشر على حسابها الرسمي أمس: «تمدد فترة حظر التجول المفروض بسبب جائحة كورونا لعشرة أيام لغاية 1 مايو 2020 ضمناً مع الاستمرار بتطبيق القرارات السابقة ذات الصلة». واستثنت الصيدليات الزراعية والبيطرية ومحال بيع الخضراوات والفواكه وبيع اللحوم والحلويات، وسمحت لكافة أصحاب البسطات والباعة المتجولين بالعمل طيلة فترة الحظر، فيما حددت يومي الثلاثاء والجمعة لعمل شركات الصرافة والحوالات، إلى جانب السماح للعاملين في قطاع الإعمار والإنشاءات وورشات بيع مواد البناء وكافة المحلات في المناطق الصناعية بالعمل طوال فترة الحظر، وفق ما جاء في البيان.
هذا التمديد هو الثالث منذ 23 مارس (آذار) الماضي فرضتها الإدارة الذاتية التي تدير 7 مدن وبلدات شرقي الفرات، لكن رمضان هذا العام سيكون مختلفاً بالنسبة لسكان المنطقة، إذ تسمح الإجراءات الجديدة بالحركة من الساعة السادسة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، وسيستمر إغلاق المدارس وتوقف جميع الرحلات البرية بحسب البيان.
وتعاني مناطق الإدارة الذاتية من نقص طبي حاد بعد توقّف المساعدات عبر الحدود. وأعرب مسؤولو الإدارة عن خشيتهم من تفشي الفيروس في المناطق الخاضعة لنفوذها، سيما بالمخيمات، بعد تسجيل أول حالة وفاة أصيبت بداية الشهر الحالي توفيت بالمستشفى الحكومي بمدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، وأتهمت الإدارة عبر بيان منظمة الصحة العالمية والحكومة السورية عدم إبلاغها النتيجة آنذاك.
في سياق متصل، أعلنت منظمة «الهلال الأحمر الكردي» عن افتتاح مستشفى خاص باستقبال المصابين بفيروس «كوفيد - 19» في مدينة الحسكة، يضم 120 سريراً وأجهزة طبية متطورة لاستقبال مرضى الحالات المصابة أو المشتبه بها بجائحة فيروس كورونا المستجد.
المشفى يعد الأول من نوعه في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، وبحسب القيمين على الهلال الكردي سيتم توجيه كافة المصابين والمتشبهين بإصابتهم إلى مكان علاجي جاهز ومخصص، ولدى حديثه إلى جريدة «الشرق الأوسط» قال دلكش عيسى الإداري بالمنظمة الكردية، بأن المشفى يحتوي على 120 سريراً آخذين المقاييس الطبية العالمية بعين الاعتبار، «يفصل بين السرير والآخر مسافة قدرها ثلاثة أمتار وبتهوية جيدة، يتم فرز الفريق حسب حاجتهم إلى معدات الحماية الشخصية إلى ثلاث مناطق عمل ضمن المشفى الخضراء والصفراء والحمراء»، كما يطبق الكادر الطبي إجراءات احترازية وقائية تم إعدادها وتحضيرها بالتعاون مع خبراء وفريق استشاري من منظمة «أطباء بلا حدود» ومنظمة «يو بي بي» الإيطالية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».