السعودية تطلق بطولة عالمية ‏ريعها لمحاربة «كورونا»‏

تجمع نخبة لاعبي الرياضات ‏الإلكترونية... بجوائز تصل إلى 10 ‏ملايين دولار

فيصل بن بندر بن سلطان (الشرق الأوسط)
فيصل بن بندر بن سلطان (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تطلق بطولة عالمية ‏ريعها لمحاربة «كورونا»‏

فيصل بن بندر بن سلطان (الشرق الأوسط)
فيصل بن بندر بن سلطان (الشرق الأوسط)

في مبادرة خيرية «عالمية»، ‏أعلنت السعودية عن تنظيم ‏بطولة «لاعبون بلا حدود - من ‏السعودية»، التي تُعدّ البطولة ‏الأكبر للرياضات الإلكترونية، ‏وتجمع نخبة لاعبي الرياضة ‏الإلكترونية من منطقة الشرق ‏الأوسط ومختلف أنحاء العالم.‏
وستُنظّم البطولة عبر الاتحاد ‏السعودي للرياضات الإلكترونية ‏والذهنية، وتقام في الفترة من 24 ‏أبريل (نيسان) حتى 7 يونيو ‏‏(حزيران)، ويصل مجموع جوائزها ‏إلى 10 ملايين دولار، يعود ‏ريعها كاملاً لصالح المؤسسات ‏الخيرية العالمية المعتمدة ضمن ‏الجهود الدولية للتصدي لجائحة ‏فيروس «كورونا المستجد».‏
وابتداء من أمس، بدأ عشّاق ‏ومحبي الألعاب الإلكترونية في ‏التسجيل في هذا الحدث العالمي، ‏وذلك عبر الموقع الإلكتروني ‏www.gamerswithoutborders.com‏ حيث ‏سيكون اللاعبون على موعد مع ‏المتعة والتنافس في جدول ‏بطولات مليء بالإثارة والتحدّي ‏ضمن أشهر الألعاب التي سيتم ‏الإعلان عنها في الأيام المقبلة، ‏كما سيتنافس المشاركون على ‏جوائز وهدايا قيّمة بقيمة مليوني ‏دولار.‏
وتنظّم البطولة بالتعاون مع ‏الشريك التقني للبطولة شركة ‏‏«‏ESL‏» الرائدة في مجال ‏الرياضة الإلكترونية عالمياً، كما ‏سيتم بث مجريات البطولة عالمياً. ‏وتضم البطولة مستويين، يتنافس ‏في المستوى الأول عشاق ‏الألعاب الإلكترونية، وذلك من ‏خلال 6 بطولات عالمية أسبوعياً ‏في مختلف الألعاب، ومستوى ثانٍ ‏يصعد من خلاله أبرز اللاعبين ‏الهواة الذين يقدمون أفضل النتائج ‏للتنافس مع نخبة اللاعبين في ‏العالم. وبالإضافة للبطولات ‏الكبرى سيتنافس اللاعبون فردياً ‏وثنائياً وجماعياً في مختلف الألعاب ‏الشهيرة، وذلك عن طريق ‏المشاركة ببطولات مصغّرة مستمرة ‏على مدار الوقت حيث ستمنح ‏للاعبين الفرصة لمضاعفة ‏رصيدهم من النقاط لصعود سلم ‏الترتيب.‏
وسيكون مجموع الجوائز المالية ‏الخيرية لمستوى نخبة العالم 10 ‏ملايين دولار، يقوم الفائزون بها ‏باختيار الجهة الخيرية التي يريدون ‏التبرع لها من ضمن 12 مؤسسة ‏خيرية دولية تقود المعركة ضد ‏الوباء العالمي. وتم اختيار ‏المؤسسات من قبل مركز الملك ‏سلمان للإغاثة والأعمال ‏الإنسانية، ومن ضمنها: ‏‏«صندوق الاستجابة لفاشية ‏‏(كوفيد - 19)» التابع ‏لـ«منظمة الصحة العالمية»، ‏و«دايركت ريليف»، و«التحالف ‏العالمي للقاحات والتحصين».‏
من جهته، قال الأمير فيصل بن ‏بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد ‏السعودي للرياضات الإلكترونية ‏والذهنية: «في ظل هذه الظروف ‏الصعبة التي يشعر فيها العالم ‏بالانفصال والابتعاد أكثر من أي ‏وقت مضى، نفخر في المملكة ‏بتنظيم هذه البطولة التي ستجعل ‏مجتمع الرياضة الإلكترونية العالمي ‏يتحد بطريقة غير مسبوقة تحت ‏مظلة المملكة، حيث سيستمتعون ‏بأجواء تنافسية شيقة من خلف ‏الشاشة وهم في منازلهم، وكل ‏ذلك بهدف كبح انتشار فيروس ‏‏(كورونا)، ومساعدة الجهات ‏الخيرية في التصدي لهذه ‏الجائحة».‏
وأضاف: «تكمن روعة الرياضة ‏الإلكترونية في إمكانية الجميع ‏الاستمتاع بها، في كل مكان ‏وزمان، وتوفر هذه البطولة ‏الفرصة للجميع في دعم الجهود ‏العالمية لمكافحة هذا الوباء، ونحن ‏في الاتحاد السعودي للرياضات ‏الإلكترونية والذهنية نسعى دائماً ‏لتوفير البيئة المناسبة التي تسمح ‏للجميع باتباع شغفهم بهذه ‏الرياضة، ومن خلال البطولة ‏نشارك شغف المملكة بالرياضة ‏الإلكترونية مع بقية العالم».‏
وستوفّر الشراكة التقنية مع شركة ‏‏«‏ESL‏» العالمية الرائدة في مجال ‏الرياضة الإلكترونية، بثاً حياً ‏للبطولات ليشاهدها الملايين ‏حول العالم، مما يضمن أعلى ‏مستوى من الاحترافية للاعبين ‏والمشاهدين على حد سواء. ‏وسيتم نقل مجريات البطولة ‏مباشرة بثماني لغات مختلفة، من ‏بينها العربية والإنجليزية والإسبانية ‏والماندرين لمنح المشاهدين في ‏جميع أنحاء العالم تجربة عالمية ‏حقيقية. كما سيشمل البث أيضاً ‏حملة لجمع التبرعات للمشجعين ‏الذين يتابعون المباريات بشكل ‏مباشر للمؤسسة الخيرية التي ‏يختارونها.‏
وقال عبد اللطيف سكوم، نائب ‏الرئيس والمسؤول عن تطوير ‏الأعمال بالشرق الأوسط وشمال ‏أفريقيا في شركة ‏ESL‏: «اعتماداً ‏على خبرتنا الواسعة في مجال ‏الرياضة الإلكترونية، التي تمتد ‏حتى 20 عاماً، يسرّ شركة ‏‏(‏ESL‏) أن تكون شريكاً في ‏البطولة الخيرية «لاعبين بلا ‏حدود» لإعداد منافسة كبيرة ‏عبر ثماني ألعاب مختلفة في ‏غضون فترة زمنية قصيرة جداً»، ‏وأضاف: «سوف نقوم بتسهيل ‏جميع الظروف لتقديم هذا الحدث ‏الذي يستمر لمدة 7 أسابيع ‏بأفضل صورة ممكنة لتعكس ‏العمل الخيري الكبير بالشكل ‏الذي يستحقه».‏
وستتضمن بطولة «لاعبون بلا ‏حدود - من السعودية» بطولة ‏خاصة لكرة القدم السعودية ‏ليستمر تشويق وإثارة اللعبة ‏الجماهيرية خارج أرض الملعب.‏
وسيستمتع عشاق اللعبة بمشاهدة ‏نجوم الكرة المحترفين يتنافسون مع ‏نجوم الرياضة الإلكترونية العالميين ‏والجماهير على مدار شهر مليء ‏بحماس كرة القدم. وسيتم ‏الإعلان عن التاريخ واللاعبين ‏المحترفين المشاركين في الموعد ‏المحدد لاحقاً.‏


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».