مع احتدام الصراع الانتخابي، يسعى الديمقراطيون والجمهوريون إلى إعادة إحياء ملف العزل، كلٌّ على طريقته. فقد طالب كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات آدم شيف، ونظيره في لجنة العدل جارولد نادلر، بفتح تحقيق داخلي رسمي مع وزير العدل ويليام بار. في وقت صعّد فيه الجمهوريون تحقيقاتهم المتعلقة بهنتر بايدن نجل نائب الرئيس الأميركي السابق، وعلاقته بشركة «باريزما» الأوكرانية.
شيف ونادلر، وهما من الوجوه البارزة في إجراءات عزل ترمب، اتهما بار بتشويه الوقائع المرتبطة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، طرد المحقق العام في الاستخبارات الأميركية مايكل أتكنسون بسبب دوره في إجراءات عزله.
وانتقد النائبان تصريحات بار التي قال فيها إن أتكنسون استحقّ الطرد لأنه خرق بروتوكولات وزارة العدل وذلك في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية. ويعارض الديمقراطيون وبعض المسؤولين في الاستخبارات الوطنية هذا الموقف ويرون أن أتكنسون تصرّف بناءً على واجبه الوطني والمهني وأنه التزم بكل المعايير المطلوبة في تحقيقاته. وكتب الديمقراطيان رسالة إلى المحقق الخاص في وزارة العدل مايكل هورويتز قالوا فيها: «إن دور وزير العدل ويليام بار وغيره من المسؤولين في وزارة العدل، بالتعاون مع البيت الأبيض، في محاولة الحؤول دون وصول شكوى المُبلغ إلى الكونغرس -كما هو مطلوب في القانون- يستدعي انتباهكم». وذلك في إشارة إلى صد الإدارة طلب المحقق أتكنسون إبلاغ الكونغرس بوجود شكوى من المبلغ حول الملف الأوكراني الذي أدى إلى البدء بإجراءات العزل في الكونغرس.
وكان قرار ترمب طرد المحقق الخاص بداية الشهر الجاري بسبب قضية أوكرانيا قد أثار غضب الديمقراطيين وعدد من الجمهوريين، الذين سعوا إلى الحصول على أجوبة من الإدارة حول خلفيات الطرد. لكن هذه الاحتجاجات لم تلقَ الاهتمام اللازم بسبب تسليط الضوء على جهود الإدارة في مكافحة فيروس «كورونا».
لكن مما لا شك فيه أنه ومع احتدام الصراع في الموسم الانتخابي سوف يركز الديمقراطيون جهودهم على هذا الملف، ويوظّفونه في حملاتهم الانتخابية، في وقت يسعى فيه الجمهوريون إلى إعادة فتح ملف هنتر بايدن.
فقد أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ رون جونسون أن لجنته ستصدر تقريرها بشأن التحقيق بعمل هنتر بايدن في شركة الغاز الأوكرانية خلال الصيف. وقال جونسون: «نحن بصدد كتابة أجزاء مختلفة من التقرير، وأنا أرغب في إصداره في وقت ما خلال هذا الصيف. لكن بطبيعة الحال فإن الفيروس عرقل من جهودنا في التحقيق».
وفيما يسعى الحزبان إلى العمل على أطر استراتيجياتهما الانتخابية، يحاول بعض الديمقراطيين إقناع بايدن بانتقاء نائبة له يعلمون أنها ستشكّل هزة انتخابية: السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.
بايدن رحّب بالفكرة، وأعرب عن حماسته الشديدة قائلاً: «سوف أنتقيها من دون تفكير. هي ذكية وتعلم خلفيات الأمور. هي امرأة رائعة».
لكنّ بايدن استبعد في الوقت نفسه أن تكون أوباما مهتمة بالمنصب فقال: «لا أعتقد أن لديها أي رغبة أن تعيش بالقرب من البيت الأبيض مجدداً».
أمر توافق عليه أوباما التي كتبت في مذكراتها: «سوف أقولها بشكل مباشر: ليست لديّ أي نية بالترشح لمنصب رسمي أبداً».
لكنّ هذا لا يعني أن الديمقراطيين سيتوقفون عن محاولات إقناعها بتغيير رأيها، في وقت يتوقع أن تساعد ميشيل أوباما، بايدن في حملته الانتخابية بشكل كبير، وأن تعمل على جمع التبرعات لمساعدة المرشح الديمقراطي على هزيمة ترمب. وعلى ما يبدو فإن حملة بايدن عاشت أفضل شهر لها على الإطلاق، حيث أعلنت أنها تمكنت من جمع 46 مليون دولار خلال شهر مارس (آذار)، وهو رقم فاق كل التوقعات، خصوصاً أن الحملة اضطرت إلى وقف كل الأحداث الانتخابية، وعقد البعض منها افتراضياً.
هذا وتظهر آخر استطلاعات الرأي أن ترمب يعاني في جهود إعادة انتخابه على الرغم من ارتفاع شعبيته. فيقول الاستطلاع الذي أجرته جامعة هارفرد إن شعبية ترمب وصلت إلى أعلى مستوياتها بنسبة 49%، وذلك بفضل أدائه في مكافحة الفيروس. حيث أعرب 51% من الناخبين عن دعمهم لسياسته في هذا الإطار. إلا أن الاستطلاع نفسه يشير إلى أن بايدن يتقدم على ترمب بثماني نقاط على مستوى الولايات. حيث حصل نائب الرئيس الأميركي السابق على تأييد 54% من الناخبين مقابل 46% لترمب.
مساعٍ ديمقراطية وجمهورية لإحياء ملف العزل... كلٌّ على طريقته
محاولات لإقناع ميشيل أوباما بالترشح نائبة لبايدن
مساعٍ ديمقراطية وجمهورية لإحياء ملف العزل... كلٌّ على طريقته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة