طالب الجزائري نور الدين بن زكري مدرب فريق نادي ضمك الاتحاد الدولي لكرة القدم بإنهاء كل دوريات العالم والتي تعرضت للتوقف القسري، بسبب تفشي فيروس «كورونا»، مشيرا أنه يرى الدوري السعودي في حكم المنتهي بعد اطلاعه على آراء الكثير من الخبراء حول الفيروس وإمكانية استمراره لأشهر عدة، مبينا أن الأندية السعودية أوقفت التدريبات الميدانية. وقال بن زكري في حوار لـ«الشرق الأوسط» إنه لا بد من منح الحكم السعودي فرصة إدارة المباريات كونه أثبت جدارته في قيادة أقوى دوري عربي، خصوصا مع الاستعانة بتقنية الفار التي يرى أنها تستوجب الحد من الاستعانة بالحكام الأجانب والذين ينشطون في دوريات أقل قوة حسب قوله. وأكد على تعرض فريقه للظلم التحكيمي في مباراته أمام النصر، مبينا أن تألق الفرق التي يقودها أمام الأندية الكبيرة ليس محض صدفة، بل هو أمر مألوف بالنسبة له وليس بمستغرب. وأجاب بن زكري عن الكثير من الاستفسارات حول مستقبل فريقه وحجم المنافسة في الدوري السعودي، من خلال الحوار التالي:
> في ظل إجراءات مواجهة فيروس «كورونا»، هل ترى بوجوب إلغاء الدوري السعودي هذا الموسم؟
- بصراحة أجد أنه من الصعب استكمال الدوري هذا الموسم، وأعتبره بحكم المنتهي، وقلت ذلك منذ بداية الوباء وتنقله من بلد إلى بلد وسرعة انتشاره حتى جاء قرار اللعب دون جمهور ومن ثم جاء قرار توقف الدوري السعودي، وأنا بنيت هذا الكلام بناء على رأي اختصاصيين كبار في عالم الفيروسات نتعلم منهم ونأخذ بآرائهم من خلال تصريحاتهم أن هذا الوباء الذي تحول إلى جائحة يحتاج إلى شهور، وللأمانة التزمت بالواقع الحالي، وعلى هذا الأساس أيقنت أن الدوري انتهى ومن الصعب العودة للنشاط الطبيعي إلا بعد خمسة شهور، والتفكير الوحيد هو كيف نتجاوز مرحلة الوباء، وكثير من الرياضيين يتحدثون عن تدريبات المنازل، وأرى أنها غير كافية إطلاقا، ومن وجهة نظري هذه التدريبات هي من أجل المحافظة على اللياقة البدينة، ولكن الآن ما نشاهده أن المدة طالت، وهذا يؤكد كلامي وبالتالي لاعبو الفريق لا يتم متابعتهم، ولا نملي عليهم أي شيء، وكل لاعب يتدرب وفق ما يراه، وحتى يتم تجهيز وتحضير الفريق نحتاج إلى ما لا يقل عن 40 يوما، وسبق أن ذكرت أن على الفيفا أن يتدخل وينهي كل دوريات العالم وليس فقط الدوري السعودي، ولكن الفيفا لا يستطيع اتخاذ مثل هذا القرار لأنه سيتحمل المسؤولية المادية، ومن المستحيل الاستمرار في هذا الوضع وحتى في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل ستكون صعبة.
> كيف رأيت المنافسة في الدوري السعودي للمحترفين؟
- إذا تحدثنا عن الدوري السعودي والذي يملك الإمكانيات الكبيرة في ظل الدعم الذي تقدمه حكومة المملكة فيجب أن يكون الأكبر والأقوى، ولكن ما شاهدناه في هذا الموسم هو غياب بعض الفرق الكبيرة عن المنافسة التي كان بإمكانها أن تنافس، وأنا أتحدث كون الدوري السعودي من أقوى الدوريات في العالم العربي، بل أعتبره الأقوى والأبرز، ولكن هناك خاصية غير موجودة هذا الموسم والموسم الماضي، وهذا الذي لا بد أن نراجع فيه حساباتنا للمستقبل، وأقصد الفرق الكبيرة كالأهلي والاتحاد والشباب إضافة إلى الهلال والنصر فهذه الفرق الخمسة يفترض أن يكون بينها التنافس حتى آخر جولة مثل ما هو الحال في الدوريات الأوروبية، ولكن ما نلاحظه في هذا الموسم والموسم الماضي أن المنافسة محصورة بين الهلال والنصر فقط، وبالتالي نحتاج إلى مناقشة هذه المسألة .
> كيف تصف لنا تجربتك التدريبية مع فريق ضمك؟
- أعتقد أني جئت في الوقت المناسب، وإن كان هناك نقص في بعض الأمور، ومع ذلك عملنا بكل إخلاص، وحاولنا بكل ما نملك تدارك الوضع من خلال المجموعة التي شاركت في المرحلة الأولى، إلا أنها بكل أمانة لم تكن في مستوى الدوري السعودي، وارتكبت أخطاء كبيرة، واضطررنا إلى تغيير سبعة أجانب، إضافة إلى تغيير بعض اللاعبين المحليين، حتى وصلنا إلى ما مجموعه 17 لاعبا، ولك أن تتخيل تغيير هذا العدد الكبير في مرحلة العودة، فليس من السهل بناء فريق بهذه السرعة، ولكننا نجحنا مع هذه التغييرات بدليل أن مستوى الفريق كان في تصاعد، وفي كل مباراة يظهر ضمك أنه فريق قوي ويقدم مستوى مميزا، وبكل صراحة الفريق المتضرر من هذا التوقف هو فريق ضمك، ولو استمر الدوري سنحصد نتائج جيدة، وكنت على ثقة كبيرة من بقاء الفريق في دوري الكبار.
> ما السر في النتائج المميزة التي حققتها مع الفرق الكبيرة كالتعادل مع الهلال والنصر والفوز على الاتحاد في عقر داره؟
- هذه ليست المرة الأولى التي أتفوق فيها على الفرق الكبيرة، وليست محل صدفة، والفرق التي أدربها دائما ما تحصد نتائج كبيرة في كل الدوريات التي عملت بها ودائما الفرق الكبيرة أصطادها بسهولة، ولا توجد صعوبة في الفوز عليها، وحتى الفرق التي تنافسنا على الهبوط سبق وأن حققت الفوز عليها، فالاتحاد انتصرت عليه في عقر داره وتعادلت مع الهلال، والنصر هو من تعادل معنا، وفي هذه المباراة بالتحديد يفترض أن يفوز ضمك، لكن للأسف الحكم ظلمنا بعد أن وقع في أخطاء واضحة.
> سبق أن طالبت بالحكم السعودي هل تجد أنه قادر على قيادة مباريات دوري المحترفين؟
- عندما طالبت بالحكم السعودي ليس من باب المجاملة، بل لأنه أفضل بكثير من الحكام الأجانب الذين تعتبر دورياتهم أضعف بكثير من الدوري السعودي، وعندما كنت أشرف على تدريب فريق الرائد عام 2016 كان أغلب الحكام السعوديين يشاركون في إدارة المباريات وقتها وكان الدوري مشوقا، وكانت الأمور رائعة ولم نر مثل الأخطاء التحكيمية التي وقع فيها الحكام الأجانب، وفي هذا الموسم تم الاستعانة بتقنية الفيديو الفار، وهذا عامل مساعد للحكم السعودي الذي يفترض أن يمنح الفرصة، وكما ذكرت عندما طالبت بالحكم السعودي أجد أنه يتفوق على الحكم الأجنبي، وفي كثير من المباريات التي لعبناها بقيادة حكم سعودي كنت راضيا عن قراراته حتى لو خسرت.
> في نظرك من هو الفريق الذي يستحق لقب كأس دوري المحترفين هذا الموسم؟
- من واقع الترتيب في سلم الدوري أرى أن الهلال والنصر هما الفريقان اللذان يتنافسان حتى هذه اللحظة على اللقب، وإذا تحدثنا عن الفارق بينهما فسنجد الهلال في بعض الأحيان يعجز عن إيجاد الحلول في المباريات وبالتحديد الجانب التكتيكي كما حصل في مباراته أمامنا والتي انتهت بالتعادل، ولكن المهارات الفردية في الهلال كثيرا ما تصنع الفارق، أما في الجانب النصراوي فتكتيكه واضح، وإذا عجز عن أداء هذا المستوى فإنه يعجز عن إيجاد الحلول على المستوى الفردي، لأنه لا توجد لديه المهارات الفردية التي لدى الهلال، وبالتالي أجد الهلال هو الأفضل في الكثير من المناسبات وهو من يستحق لقب الدوري.
> كيف ترى مستقبل الكرة السعودية؟ وهل هناك لاعبون سعوديون بإمكانهم الاحتراف في أوروبا؟
- اللاعب السعودي يملك الموهبة، لكن التحضير النفسي والتكتيكي والفني والعضلي غير موجود، فالتكوين مطلب مهم بدليل ابتعاث الكثير من اللاعبين في إسبانيا، ولم نشاهد أي لاعب يشارك أساسيا، ولا أحد ينكر ويقول إن لا توجد مواهب في الدوري السعودي، لكن قبل أن تتمكن من الاحتراف في أوروبا كما ذكرت لا بد من التكوين الصحيح الذي أهملناه، وأنا شاهدت هذا الشيء في خميس مشيط، وسبق أن ناقشت رئيس النادي أنه لا بد من الاهتمام بالتكوين من خلال وضع برنامج من الآن، وحتى خمس سنوات مقبلة، والاستعانة بطواقم فنية مميزة، وتأسيس مدرسة على غرار المدارس الأوروبية والاهتمام بهذا المشروع، وسيظهر اللاعب السعودي بتكوين جيد، ومن هنا يستطيع الاحتراف في الدوري الأوروبي.
> هل وجود سبعة محترفين أجانب يعتبر شيئاً إيجابياً للدوري السعودي؟
- الدوري السعودي لا ينقصه أي شيء، ولكن لا بد من الفرق أن تبدأ التفكير بالمشاريع الفنية والاهتمام فيها، وأخص الأندية الكبيرة الاتحاد والأهلي والاتفاق والتعاون والشباب بمعنى الاهتمام بالمشاريع الفنية التي تتماشى مع المشاريع الرياضية، فلا يمكن قبول ما يحصل لفريق مثل الاتحاد يلعب في كل موسم من أجل تفادي الهبوط، فهذا يعتبر خللا وفيه مشروع فني فاشل، ولا بد للمشروع الفني أن يتوافق مع الإمكانيات التي يمتلكها النادي، ولا أعتقد أن الأهلي أو الاتحاد أو الاتفاق لا توجد فيها الإمكانيات، ولا بد من إعادة النظر في المشاريع الفنية بأن تكون مشاريع ناجحة، وما يخص الهلال فمشروعه واضح وكذلك النصر، لكنّ الآخرين إذا التحقوا فستكون هنالك مراجعة في مشاريع الهلال والنصر الفنية وستزداد المنافسة، وسيصبح الدوري قويا ومميزا.
بن زكري: أطالب بإنهاء كل دوريات العالم
مدرب ضمك قال إن تفوقه على الكبار ليس محض صدفة
بن زكري: أطالب بإنهاء كل دوريات العالم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة