الدوري الألماني ينتظر الضوء الأخضر للعودة في التاسع من مايو

الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في اجتماعات مستمرة هذا الأسبوع لمناقشة استئناف المسابقات

الأندية الألمانية تضع هياكل لمشجعين بالمدرجات للإيحاء بوجود جماهير حال استكمال المسابقة (إ.ب.أ)
الأندية الألمانية تضع هياكل لمشجعين بالمدرجات للإيحاء بوجود جماهير حال استكمال المسابقة (إ.ب.أ)
TT

الدوري الألماني ينتظر الضوء الأخضر للعودة في التاسع من مايو

الأندية الألمانية تضع هياكل لمشجعين بالمدرجات للإيحاء بوجود جماهير حال استكمال المسابقة (إ.ب.أ)
الأندية الألمانية تضع هياكل لمشجعين بالمدرجات للإيحاء بوجود جماهير حال استكمال المسابقة (إ.ب.أ)

في انتظار الفك التدريجي للعزل التام، دعا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) هذا الأسبوع إلى العديد من الاجتماعات لمناقشة إمكانية استئناف المسابقات رغم استمرار تفشي فيروس «كورونا» المستجد، ويمكن أن تكون البطولة الألمانية هي نقطة الانطلاق.
ويبدو أن هناك توجها لاستئناف منافسات الدوري الألماني لكرة القدم في التاسع من مايو (أيار)، خلف أبواب مؤصدة بغياب الجمهور لكن المسؤولين عن اللعبة ينتظرون الضوء الأخضر من الحكومة.
وقال ماركوس سويدر، المسؤول المحافظ في مقاطعة بافاريا، الأكثر تضررا من فيروس «كورونا» المستجد في تصريح للموقع الإلكتروني لصحيفة «بيلد» الأكثر شعبية في البلاد: «اللعب أمام الجماهير أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق، ربما قد يكون بإمكاننا اللعب دون جمهور اعتبارا من التاسع من مايو على أقرب تقدير».
وأشار إلى أن «عطلة نهاية الأسبوع بمشاهدة كرة القدم أفضل كثيرا من دون مشاهدتها».
من جهته، قال أرمين لاشيت الرئيس المحافظ لشمال الراين - وستفاليا حيث يلعب بشكل خاص بوروسيا دورتموند وبوروسيا مونشنغلادباغ، في تصريح للصحيفة ذاتها: «نعم، التاسع من مايو هو الموعد المحتمل لاستئناف اللعب بشرط الحصول على إجماع جميع المناطق الألمانية الست عشرة».
وأضاف لاشيت، المرشح لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل في عام 2021: «لن تكون هناك مباريات بحضور الجمهور هذا الموسم».
وقال لاشيت إن رابطة الدوري الألماني قدمت «ضمانات» في الأيام الأخيرة، مضيفا أنه «يمكنني تخيل عودتنا إلى - مباريات أشباح -، في إشارة إلى غياب الجمهور عن المدرجات».
يمكن أن يكون الدعم الذي يؤمنه كبار مسؤولي المقاطعتين الأقوى في ألمانيا، أمرا في غاية الأهمية للرابطة في بحثها قرار استئناف الدوري.
ومن المرجح أن يتم اتخاذ قرار بشأن استئناف اللعب من عدمه غدا بعد اجتماع مقرر عبر الفيديو بين رابطة الدوري وممثلي 36 ناديا من الدرجتين الأولى والثانية.
وقال كارل هاينز رومنيغه الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ في بيان: «هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية جدا بخصوص استئناف الموسم، من المهم الالتزام بأي تعليمات قانونية أو طبية فيما يتعلق بخفض نسبة المخاطر الصحية».
ورحّب بروسيا دورتموند بالأمر أيضا، وقال إن الساسة اقتنعوا بخطط رابطة الدوري وبات الآن مطلوبا من الأندية التمسك بتنفيذ ذلك.
وقال هانز يواخيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لدورتموند: «هذا يوضح اقتناع الساسة إذا كان يعني إمكانية بدء اللعب من التاسع من مايو، إذا لما تكن رابطة الدوري تملك فكرة منظمة لاتخذ الساسة قرارا مختلفا. لدينا الآن التزام يجب تنفيذه».
وفي حين بدأت ألمانيا بتخفيف القيود والسماح بفتح المتاجر الصغيرة أول من أمس، مدد قرار حظر التجمعات العامة الكبيرة حتى 31 أغسطس (آب).
وفي مواجهة الضغط القادم من رياضة متلهفة للعودة إلى العمل من أجل الحد من الخسائر المالية الهائلة، طالب لاشيت الذي يدير أكبر مقاطعة ألمانية من حيث عدد السكان، بمزيد من تخفيف للقيود المفروضة، في حين كان سويدر الذي يدير أكبر مقاطعة من حيث المساحة، أكثر حذرا وقرر الإبقاء على إغلاق المدارس لأسبوع أكثر من أي مكان آخر في البلاد.
وتوقفت كرة القدم في ألمانيا منذ 13 مارس (آذار) بسبب وباء (كوفيد - 19) الذي تسبب في وفاة 4404 أشخاص في البلاد وإصابة 141672 شخصا بحسب آخر إحصاء لمعهد روبرت كوخ.
وتأمل رابطة الدوري الألماني في حال استئناف اللعب، أن تتمكن من إنهاء الموسم بحلول 30 يونيو (حزيران) للحصول على الدفعات المتبقية من حقوق البث التلفزيوني والتي تقدر قيمتها بنحو 300 مليون يورو.
وتأمل في الحصول على الضوء الأخضر من حكومة ميركل لاستئناف دوري الدرجتين الأولى والثانية في التاسع أو السادس عشر من الشهر المقبل على أقصى تقدير.
وكان رئيس الاتحاد الألماني للعبة فريتز كيلر واضحا الاثنين في موقفه، بقوله إنه لا يمكن استئناف الـ«بوندسليغا» الشهر المقبل إلا خلف أبواب مؤصدة، في وقت علت أصوات مجموعات من المشجعين مستغربة قرار معاودة اللعب في هذه الظروف الصعبة جدا.
وقالت مجموعة «فانزينين دويتشلاندز» التي تمثل العديد من رابطات المشجعين من أنحاء البلاد، في بيان: «استئناف كرة القدم، حتى دون جماهير ليس له ما يبرره». معتبرة أن قرارا من هذا النوع سيكون «استهزاء محضا ببقية المجتمع»، لا سيما العاملين في النظام الصحي الألماني.
وأقر رئيس اتحاد اللعبة كيلر في حديث لمجلة «كيكر» الرياضية: «نحن ندرك تماما بأن كرة القدم من دون مشجعين تفتقر إلى قلبها»، لكنه استطرد أنه من دون عائدات النقل التلفزيوني «قد لا يتمكن بعض المشجعين من حضور مباراة لناديهم مرة أخرى، لأنه قد يختفي عن الخريطة قربيا» بسبب الإفلاس.
وهناك مسألة أخرى تحتاج إلى توضيح، وهي إخضاع اللاعبين والطواقم للاختبارات كل بضعة أيام إذا تم استئناف الدوري. ويأمل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أن تكون ألمانيا هي بداية الضوء لاستئناف مسابقات هذا الموسم.
وفي خضم الفك التدريجي للعزل التام، دعا يويفا هذا الأسبوع إلى العديد من الاجتماعات لمناقشة إمكانية استئناف المسابقات دون جمهور تجنبا للإلغاء النهائي للموسم.
في الوقت الحالي، لا يزال الاتحاد الأوروبي حذرا جدا ويحرص على توجيه جميع الدول الأعضاء الـ55 نحو توافق في الآراء، وسط رغبة كثيرين في إكمال الموسم، رغم معارضة البعض مثل بلجيكا واسكتلندا اللتين تنتظران الضوء الأخضر من الاتحاد القاري لاتخاذ قرار بإلغاء الموسم.
وعلى مدار هذا الأسبوع يجري الاتحاد الأوروبي اجتماعات مع الدول الأعضاء لدراسة «التطورات المتعلقة بالمسابقات الوطنية والمسابقات الأوروبية».
ومن المقرر عقد اجتماع اليوم مع الرابطة الأوروبية للأندية ورابطة الدوريات الأوروبية.
وقال مصدر مقرب من الاتحاد الأوروبي أن «يويفا يعمل على سلسلة من السيناريوهات المحتملة، لكن لن يتقرر شيء في نهاية اجتماع الخميس لأنه لا يزال مستحيلا اتخاذ قرارات حاسمة بالعودة للمنافسات بالنظر إلى كل الشكوك حول عملية التفكيك للعزل التام».
وبدا السلوفيني ألكسندر سيفيرين رئيس يويفا مصمما على استئناف المنافسات من خلال مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية الاثنين بقوله: «أعتقد أن هناك خيارات تسمح لنا باستئناف مسابقات الكؤوس والدوريات وإنهائها، قد نضطر إلى استئناف اللعب دون جمهور، ولكن الأكثر أهمية، هو لعب المباريات». وأضاف «من السابق لأوانه القول إننا لا نستطيع إنهاء الموسم... سيكون التأثير رهيبا على الأندية والبطولات. من الأفضل اللعب خلف أبواب مؤصدة بدلا من عدمه على الإطلاق».
وعلى غرار أغلب الرياضات الكبرى في العالم، شهدت كرة القدم تغييرات كثيرة على روزنامتها بسبب جائحة (كوفيد - 19). وفي 17 مارس الماضي، اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا غير مسبوق منذ 60 عاما على تأسيسه، وذلك بتأجيل نهائيات كأس أوروبا 2020 إلى صيف العام المقبل. كما قامت الهيئة الأوروبية التي تتخذ من نيون السويسرية مقرا لها، تعليق مسابقاتها «حتى إشعار آخر». وتوقفت منافسات مسابقتين دوري الأبطال والدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) عند دور ثمن النهائي، فيما توقفت منافسات دوري الأبطال للسيدات عند ربع النهائي.
في مطلع أبريل (نيسان) الحالي، عرض الاتحاد الأوروبي العديد من السيناريوهات على الاتحادات الأعضاء لاستئناف المسابقات الوطنية والأوروبية هذا الصيف، بينها اقتراح يهدف إلى استئناف المباريات في أوائل يونيو، وآخر في نهاية الشهر ذاته وثالث مطلع يوليو (تموز).
ومنذ ذلك الحين، ومع تفاقم الوضع الصحي في أوروبا، لم تتم تسوية أي مخطط للعودة إلى المنافسة إلى أن ظهرت البوادر الإيجابية من ألمانيا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».