كيف دخل النفط عالم الخيال بـ37 دولارا تحت الصفر؟

بقاء مليارات من البشر في منازلهم خشية الإصابة بفيروس كورونا لعب دورا رئيسيا

كيف دخل النفط عالم الخيال بـ37 دولارا تحت الصفر؟
TT

كيف دخل النفط عالم الخيال بـ37 دولارا تحت الصفر؟

كيف دخل النفط عالم الخيال بـ37 دولارا تحت الصفر؟

هناك أحداث تحدث مرة واحدة في حياة الإنسان وقد لا تتكرر وهذا ما ينطبق على ما شهدته سوق النفط يوم "الإثنين الأسود" الذي تغلب بمراحل على "الثلاثاء الأسود" الذي شهده عام 1986.
تحولت العقود الآجلة للنفط الأمريكي لأقرب استحقاق أثناء التعاملات الإثنين إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ مع امتلاء مستودعات تخزين الخام وهو ما يثبط المشترين، بينما ألقت بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا
واليابان شكوكا على موعد تعافي استهلاك الوقود وفقا لما أوردته "رويترز".
ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط ظهرت تخمة عالمية في المعروض بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وهبطت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط للتسليم في مايو (أيار) 55.90 دولارا، أو 306 في المائة إلى مادون الصفر، "سالب 37.63" دولارا للبرميل بحلول الساعة السادسة و34 دقيقة بتوقيت غرينتش.
وتراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 9.2 في المائة إلى 25.43 دولارا للبرميل.
وفي الوقت الذي انهارت فيه أسعار خام غرب تكساس الوسيط في نيويورك تماسكت أسعار برنت عند مستوى 25 دولارا ليصل الفرق بين الخامين 61 دولارا، وهو فرق لا يقاس بالمال وحسب، بل بالزمن، فخام برنت في العام 2020 وغرب تكساس في زمن خيالي ثلاثي الأبعاد.
لا مساحات للتخزين
والتفسير الواقعي للحادثة الخيالية بسيط، أوشكت عقود خام غرب تكساس لشهر مايو على الانتهاء، وأصبح الذي يحملونها لا يملكون أماكن لتسليمها وتخزينها نظراً لإمتلاء المخازن في مايو فحاولوا التخلص منها لأي أحد ولهذا أصبحوا مستعدين لدفع 37 دولاراً للمشتري حتى يأخذ النفط منهم.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى التفاعل مع الحدث، ولهذا أعلن الرئيس الأميركي عن شراء 75 مليون برميل لتخزينها في المخازن الاستراتيجية التابعة للدولة، وقد يساعد هذا في عودة الأسعار إلى عكس اتجاهها والارتفاع لكن هذا ليس بالحل الدائم إذ سوف تمتلى المخزونات بعد فترة كذلك ولا يبقى مجالا للشراء، مما يجعل البحث عن حلول جذرية وذات أمد أطول هو القرار الأفضل.
وعكست ردة فعل العديد من المحللين صدمة الحدث، وهناك اتفاق واضح على أن ضعف التخزين هو السبب، ويقول مات سميث من مركز "كليبر داتا" إنه "عقد لمادة لا يريد أحد شراءها"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية التي أوردت في تقرير لها أن هذا التدهور غير المسبوق يأتي نتيجة لتداعيات فيروس كورونا الذي دمّر الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي.
واعتبر سميث أنّ تراجع الأسعار إلى ما دون الصفر "ردّ فعل على قلّة إمكانات التخزين قبل انقضاء مهلة عقود مايو يوم الثلاثاء، مرجحا أنّه بمجرد انقضاء تلك المهلة ستعود الأسعار إلى فوق مستوى الصفر.
وكانت أوبك أعلنت الأسبوع الماضي التوصّل لاتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة مليارات برميل يومياً اعتباراً من مايو.
وقال جون كيلداف من مركز "أغين كابيتال" إنّ "الطلب على البنزين ووقود الديزل معدوم"، مضيفاً "لقد تبخّر الطلب".


مقالات ذات صلة

ضعف الطلب الصيني يضغط أسواق النفط

الاقتصاد خطوط أنابيب نفطية في جمهورية التشيك (رويترز)

ضعف الطلب الصيني يضغط أسواق النفط

تراجعت أسعار النفط، يوم الجمعة، وكانت في طريقها إلى تسجيل خسائر لثالث أسبوع على التوالي بسبب ضعف الطلب في الصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بلغت شهادات المنشأ للصادرات الكويتية لدول الخليج في يونيو الماضي 1495 شهادة بقيمة صادرات تقدر بنحو 38 مليون دولار (كونا)

انخفاض طفيف في الصادرات غير النفطية في الكويت للشهر الماضي

قالت وزارة التجارة والصناعة الكويتية، الخميس، إن إجمالي الصادرات المحلية (كويتية المنشأ) غير النفطية إلى دول العالم في شهر يونيو (حزيران) الماضي بلغ 21.7 مليون…

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد شعار «توتال إنرجيز» في ناطحة سحاب المقر الرئيسي للشركة في الحي المالي والتجاري في لا ديفانس بالقرب من باريس (رويترز)

انخفاض أرباح «توتال إنرجيز» أكثر من المتوقع في الربع الثاني بسبب التكرير

أعلنت شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية للنفط يوم الخميس انخفاض أرباح الربع الثاني بنسبة 6 في المائة، وهو ما كان أسوأ مما توقعه المحللون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك (أ.ف.ب)

نوفاك: لا خلاف بين روسيا و«أوبك بلس» بشأن تجاوز حصص الإنتاج

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن روسيا ستعوض عن تجاوز حصص إنتاج النفط الخام التي حددها شركاء «أوبك بلس» ولا يوجد خلاف بشأن هذه القضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد أبقت الحكومة على أسعار الوقود المستخدم في إنتاج الكهرباء والصناعات الغذائية في المخابز عند مستوياتها (الشرق الأوسط)

زيادة أسعار الوقود في مصر بنسب تصل إلى 15 %

أعلنت الحكومة المصرية زيادة أسعار مجموعة واسعة من أنواع الوقود بنسب تصل إلى 15 في المائة، في أحدث خطوة لتقليص الدعم الحكومي للمحروقات.


ارتفاع معتدل لأسعار السلع الأميركية في يونيو

صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع معتدل لأسعار السلع الأميركية في يونيو

صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار السلع في الولايات المتحدة بشكل معتدل في يونيو (حزيران) الماضي، وهو ما يؤكد تحسن بيئة التضخم ما قد يضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في موقف يسمح له ببدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأميركية يوم الجمعة إن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي، بعد أن ظل دون تغيير في مايو (أيار). وفي الاثني عشر شهرا حتى يونيو، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي 2.5 في المائة، بعد أن ارتفع 2.6 في المائة في الفترة المعادلة حتى مايو.

وباستثناء مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي 0.2 في المائة الشهر الماضي. وجاء ذلك بعد زيادة غير معدلة بلغت 0.1 في المائة في مايو. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا ارتفاع كل من مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الشهري والتضخم الأساسي 0.1 في المائة في يونيو.

وبعد بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة يوم الخميس، والتي أظهرت ارتفاع التضخم الأساسي بشكل أسرع قليلا من المتوقع في الربع الثاني، رفع البعض تقديراتهم لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى 0.2 في المائة. ولم تتغير توقعات التضخم الرئيسي لأسعار الاستهلاك الشخصي كثيراً.

وبشكل عام، تتراجع ضغوط الأسعار وقد تساعد اجتماع مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل في بناء المزيد من الثقة في أن التضخم يتحرك نحو هدف البنك المركزي الأميركي البالغ 2 في المائة. ويتتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي مقاييس أسعار الاستهلاك الشخصي لتحديد توجهات السياسة النقدية.

وتباطأ الطلب في الاقتصاد استجابة لتشديد السياسة النقدية العنيف للبنك المركزي في عامي 2022 و2023. وبلغ متوسط ​​النمو الاقتصادي 2.1 في المائة في النصف الأول من هذا العام، مقارنة بـ4.2 في المائة في النصف الثاني من عام 2023.

وحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في النطاق الحالي 5.25 إلى 5.50 في المائة منذ يوليو الماضي. كما رفع سعر الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ عام 2022.

وأدى تراجع التضخم وتخفيف ظروف سوق العمل إلى دفع الأسواق المالية إلى توقع ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، بدءاً من سبتمبر المقبل.

وأظهر التقرير أيضا أن إنفاق المستهلكين، الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، ارتفع بنسبة 0.3 في المائة الشهر الماضي، بعد ارتفاعه بنسبة 0.4 في المائة في مايو. وتم تضمين البيانات في تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، والذي أظهر نمو الاقتصاد بمعدل سنوي بلغ 2.8 في المائة، وهو ضعف وتيرة الربع الأول البالغة 1.4 في المائة.