إسرائيل تشكو «حزب الله» إلى مجلس الأمن لاختراقه السياج

خبير: اللعب على نار هادئة لغة بين إسرائيل و«حزب الله»

جنود إسرائيليون يراقبون تحرك عناصر من القوات الدولية في الطرف اللبناني من الحدود الشمالية السبت (إ ف ب)
جنود إسرائيليون يراقبون تحرك عناصر من القوات الدولية في الطرف اللبناني من الحدود الشمالية السبت (إ ف ب)
TT

إسرائيل تشكو «حزب الله» إلى مجلس الأمن لاختراقه السياج

جنود إسرائيليون يراقبون تحرك عناصر من القوات الدولية في الطرف اللبناني من الحدود الشمالية السبت (إ ف ب)
جنود إسرائيليون يراقبون تحرك عناصر من القوات الدولية في الطرف اللبناني من الحدود الشمالية السبت (إ ف ب)

تقدمت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأحد، بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد حكومة لبنان، بعد قيام نشطاء من «حزب الله» بتمزيق السياج الحدودي بين البلدين، في محاولة وصفتها إسرائيل بـ«الاستفزازية».
وقالت الخارجية الإسرائيلية عبر صفحتها الرسمية على موقع «تويتر»: «على خلفية المحاولة الاستفزازية لحزب الله لخرق السيادة الإسرائيلية عبر ثغرات في الجدار الحدودي، أوعز وزير الخارجية يسرائيل كاتس للوزارة بتقديم شكوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وقال كاتس إنه يتوقع من حكومة لبنان القيام بمسؤوليتها «ومنع تهديدات من هذا القبيل على أمن إسرائيل والمنطقة».
واعتبر الجنرال في الاحتياط، عاموس يدلين، أن تكون هذه الشكوى إشارة إلى انتهاء هذا الحدث، «حيث إن الطرفين غير معنيين بتصعيد الموقف».
وفسر يدلين أقواله، موضحا، «قبل أيام (مساء الثلاثاء الماضية)، تم تنفيذ عملية هجومية على سيارة كانت في طريقها من سوريا إلى لبنان، قرب الحدود، وتبين أنها أقلت عددا من قادة حزب الله الميدانيين. ونسبت العملية إلى سلاح الجو الإسرائيلي. وظهر من تحليل الحدث أن القصف تم على مرحلتين بشكل مقصود. في المرحلة الأولى، تم القصف قرب السيارة. فغادرها ركابها، وفقط بعد ذلك تم تدميرها بصاروخ ثان». وقال يدلين إن شكل القصف يدل على أن من قصف قصد ألا يقتل أحدا. وقد رد حزب الله بالطريقة نفسها، فلم يقصف إسرائيل بصاروخ ولم يسع لقتل إسرائيليين. بل أعطى إشارة إلى أنه يستطيع توجيه ضربات إلى إسرائيل فأحدث ثلاثة اختراقات في السياج الحدودي.
وقال الخبير العسكري، ألون بن ديفيد، إن هذه لغة تخاطب معروفة بين إسرائيل و«حزب الله»، تتعمد اللعب على نار هادئة. فـ«حزب الله» مشغول اليوم بتبييض صفحة إيران في لبنان وسوريا والعراق، بسبب اتهامها بنقل فايروس كورونا لهذه البلدان. وهو يقوم برش الشوارع بالمواد المطهرة. ويتولى نشاطات عدة لمكافحة الفايروس. وليس معنيا بالحرب. ولكنه في الوقت نفسه لم يتخل عن مشروعه لملء مخازنه بالأسلحة المتطورة وتطوير أسلحته الحالية وتدقيق صواريخه ومساعدة إيران على التموضع في سوريا. وهو يعرف أن هذه خطوط حمراء بالنسبة لإسرائيل. لذلك اختار الرد الهادئ.
وانتقد بن ديفيد الجيش الإسرائيلي على امتناعه عن إصابة رجال «حزب الله» قائلا: «الآن، يدرك الحزب أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، ولذلك لن يقتل رجاله وسيتجولون على هواهم».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.