«الدفاع» الجزائرية تهدد بمقاضاة مروّجي أخبار عن توقيف ضباط كبار

على خلفية تغييرات طالت جهاز الاستخبارات

TT

«الدفاع» الجزائرية تهدد بمقاضاة مروّجي أخبار عن توقيف ضباط كبار

توعدت وزارة الدفاع الجزائرية بمقاضاة ناشري أخبار، قالت إنها غير صحيحة، تتعلق بعزل واعتقال قيادات وكوادر في الجيش. وجاء ذلك بعد أن تداولت وسائط التواصل الاجتماعي فيديوهات، ومناشير لمعارضين جزائريين في الخارج، خاضت في تبعات تغييرات هامة شهدها جهاز المخابرات العسكرية خلال الأيام الأخيرة.
وقالت وزارة الدفاع بموقعها الإلكتروني، أمس، إن «بعض المواقع الإلكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي، تداولت الجمعة معلومات مغلوطة، وإشاعات حول تنحية وتوقيف عدد من القيادات المركزية، وأطر عليا بالجيش الوطني الشعبي». وأكدت أنها «تفند قطعيا هذه الدعايات المغرضة، الصادرة عن أبواق ومصالح لم تعجبها التغييرات، التي باشرها السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وذلك في محاولة يائسة لبث البلبلة وزرع الشك في صفوف الجيش الوطني الشعبي، الذي سيظل الحصن المنيع، الذي يحمي بلادنا من كل المؤامرات والدسائس».
ويفهم من التغييرات التي أشارت إليها وزارة الدفاع، عزل مدير الأمن الداخلي الجنرال واسيني بوعزة الاثنين الماضي، واستبداله بالجنرال عبد الغني راشدي. وقد سجن واسيني في نفس اليوم بتهمة «سوء تسيير» الجهاز الأمني. وبعد يومين من ذلك تم عزل مدير الأمن الخارجي العقيد كمال رميلي، وتعويضه باللواء محمد بوزيت.
وقالت وزارة الدفاع إنها «تستنكر بقوة هذه الممارسات الدنيئة، وستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة لمتابعة مروجي هذه الحملة، وتقديمهم أمام العدالة، لوضع حد لمثل هذه الحملات التضليلية والتحريضية للرأي العام». وأضافت أن «كل القرارات، التي تتخذ في هذا الإطار (التغييرات في المناصب)، يتم التعامل معها إعلاميا بكل الشفافية المطلوبة، ويتم إطلاع الرأي العام بها في الوقت المناسب».
ولم تذكر وزارة الدفاع من هو الشخص أو الأشخاص، أو الجهة التي نشرت الأخبار التي عدتها كاذبة، لكن ما جرى أول من أمس هو أن معارضين وناشطين يقيمون في بريطانيا وفرنسا، نشروا فيديوهات لهم ومقالات، تضمنت التغييرات التي عرفتها الأجهزة الأمنية، وتعمق أصحابها في القضية بمعلومات عن عزل وتوقيف كوادر سامين في الجيش، وقالوا إن بعضهم متهم في قضايا فساد. وتم تفسير الأحداث المتسلسلة بوجود «صراع أجنحة حاد في الجيش وعموده الفقري المخابرات».
ويتفق عدد من المراقبين على أن التغيير الذي حدث في جهازي الأمن الداخلي والخارجي «يعكس إرادة في التخلص من إرث الفريق أحمد قايد صالح»، رئيس أركان الجيش المتوفى نهاية العام الماضي بسكتة قلبية، والذي حكم البلاد بيد من حديد بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو من فرض الانتخابات الرئاسية التي جاءت بعبد المجيد تبون إلى الحكم.
ويتعامل الجيش بحساسية بالغة مع ما يكتب ويقال حوله، سواء في وسائل الإعلام أو في شبكة التواصل الاجتماعي، حيث اعتقل وسجن منذ بداية الحراك الشعبي العام الماضي، وحتى بعد توقفه المؤقت بسبب الأزمة الصحية، مئات الأشخاص، بعضهم مناضلون سياسيون، لمجرد أنهم انتقدوا أداء الجيش وتعامله مع المتظاهرين، وتدخله في السياسة، وذلك بحساباتهم بـ«فيسبوك»، ووجهت لغالبيتهم تهمة «إضعاف معنويات الجيش».
وكتب هواري عدي، أستاذ علم الاجتماع السياسي، المتخصص في قضايا النخب العسكرية حول الجدل، الذي تثيره المؤسسة العسكرية حاليا: «إن الجهاز العسكري يُبقي على حلقة القرار السياسي مقتصرة على 30 جنرالا فقط، كانوا متحدين ضد الإسلاميين خلال التسعينيات (فترة الصراع مع الإرهاب)، وتحكموا طيلة الفترة الممتدة من 2000 إلى 2014 في خلافاتهم بفضل البحبوحة المالية، التي كانت تتمتع بها الدولة. لكن أمام خطر الزوال السريع للمخزون المالي (60 مليار دولار)، وانهيار أسعار البترول، والتبعات غير الواضحة لعدوى كوفيد - 19 والعودة المحتملة للمسيرات الأسبوعية (الحراك)، اختلف الجنرالات فيما بينهم حول الاستراتيجية الواجب اتباعها. فبعضهم يريد استغلال الوضعية الحالية لبسط نفوذه على أجهزة الدولة، فيما يدافع آخرون عن مواقعهم، بينما يوجد فريق ثالث يبحث عن حلول في المديين المتوسط والطويل، من شأنها إنقاذ النظام مقابل بعض التنازلات».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».